«الدراجة النارية» تكتيك جديد لـ«داعش» في البادية السورية

profile
  • clock 30 أغسطس 2022, 6:39:20 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أدخل تنظيم «داعش» التكتيك القتالي الجديد الذي اتبعه مؤخراً، ويتمثل في استخدامه المكثف للدراجات النارية في هجماته وتحركاته في البادية السورية وفي وضح النهار، واستهدافه مواقع قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية وجعلها في حالة التأهب القصوى والتخبط، وكبدها بذلك خسائر فادحة، في هجماته المباغتة بالدراجات، ضد عدد من مواقعها، وضد القوافل العسكرية على الطرق البرية، في عمق البادية السورية، خلال الأيام الأخيرة الماضية.

وكشفت مواقع وصفحات موالية، خلال الأيام الأخيرة، عن مقتل نحو 80 عنصراً من القوات المحلية والميليشيات الموالية لإيران، وفقدان الاتصال بثلاث مجموعات عسكرية يرافقها ضباط برتب عالية، بعمليات هجومية مباغتة نفذتها مجموعات من تنظيم «داعش»، ضمن مناطق تدمر والسخنة شرق حمص، ومنطقة الرصافة جنوب غربي محافظة الرقة، وعلى الطريق البرية الواصلة بين مدينة تدمر ودير الزور في البادية السورية.

وأوضح ناشط في منطقة دير الزور شرق سوريا، أنه «مع تكثيف قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية حملاتها العسكرية البرية على مدار العام الماضي 2021 للقضاء على فلول تنظيم (داعش)، في البادية السورية التي تتوزع على 6 أجزاء من المحافظات السورية، (دير الزور والرقة وحماة وحمص وريف دمشق) وصولاً إلى الحدود السورية العراقية، طور التنظيم من مهاراته القتالية والهجومية التي تتماشى مع ظروف الحرب في منطقة تكثر فيها الوديان والمرتفعات الجبلية والكثبان الرملية والكهوف التي حفرها خلال السنوات الماضية، والتي تسمح لمقاتليه بالتخفي والابتعاد عن مناظير وكاميرات طائرات الاستطلاع الروسية والإيرانية التي تجوب أجواء البادية السورية ليلا نهاراً». ولفت الناشط المطلع ويدعى جمعة الحسن، أن التنظيم ذهب إلى استخدام الدارجات النارية في عملياته الهجومية ضد مواقع قوات النظام والميليشيات الإيرانية المنتشرة في البادية السورية، لسهولة التنقل بها وعدم كشفها من مسافات بعيدة، إضافة إلى تأمين مستلزماته من طعام وماء عبر الدراجات من مناطق مدنية في دير الزور والرقة (خلسة)، دون التمكن عن الكشف بسهولة عن هوية عناصره وانتمائهم.

ويضيف الحسن المطلع على تفاصيل التنظيم المتطرف في المنطقة: «استطاع مقاتلو تنظيم (داعش)، منذ مطلع شهر أغسطس (آب) الجاري وحتى الآن، من تنفيذ قرابة 23 هجوماً بدراجات نارية وأسلحة متوسطة، منها 12 هجوماً على مواقع عسكرية تابعة للميليشيات الأفغانية الموالية لإيران وحزب الله (العراقي)، في مناطق السخنة والطيبة شرق حمص، ومناطق جبل البشري جنوب غربي دير الزور، وهجمات مماثلة أيضاً بالدراجات النارية استهدفت قوافل نقل عسكرية لقوات النظام السوري على الطرق البرية الواصلة بين مدينة تدمر ودير الزور وطريق أثريا شرق حماة ومحافظة الرقة، وأسفرت عن تدمير 4 حافلات ومقتل وجرح العشرات من عناصر قوات النظام، تزامناً مع فقدان الاتصال بثلاث مجموعات لقوات النظام في منطقتي السخنة والطيبة شرق حمص، ما دفع بسلسلة من المواقع العسكرية للميليشيات الإيرانية الممتدة من مدينة تدمر والسخنة شرق حمص، مروراً بمناطق أثريا شرق حماة وصولاً إلى جبل البشري ودير الزور والرقة، إلى رفع حالة التأهب القصوى والاستنفار على مدار الساعة، لصد هجمات مقاتلي التنظيم المباغتة عبر الدراجات النارية.

ويشير تطوير «داعش»، لمهاراته القتالية ووسائل تنقلاته في البادية السورية، إلى أنه هو المتحكم الفعلي في البادية والقادر على التحكم بالمسارات العسكرية وشن الهجمات في المكان والزمان اللذين يختارهما التنظيم.

ويرى الباحث في الشأن العسكري في سوريا، العقيد مصطفى بكور، أنه «لا يخفى على أحد وجود صراع روسي إيراني على الأرض السورية، من خلال سعي كل دولة إلى بسط نفوذها بشكل أكبر، وقد لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد عمليات القصف الجوي ضد مواقع انتشار الميليشيات الإيرانية من قبل التحالف الدولي وإسرائيل، والجميع يعلم أن هذه الهجمات تتم بالتنسيق مع روسيا أو بعلمها».

يضيف، أنه لوحظ مؤخراً تراجع اهتمام روسيا في مكافحة تنظيم (داعش) في البادية السورية ما أعطى التنظيم المجال، لمهاجمة الميليشيات الإيرانية التي كانت تتحرك بحماية الطيران الروسي، «وكل ذلك حسب اعتقادي يأتي في إطار تذمر روسيا من محاولة إيران زيادة انتشارها على الأرض السورية، على حساب التواجد الروسي، في ظل انشغال روسيا في حربها ضد أوكرانيا».
 

 

التعليقات (0)