«الكلمة للمقاومة».. كيف قرأ المحللون استعراض القوة لـ«القسام» أثناء تسليم الأسرى؟

profile
عبدالرحمن كمال كاتب صحفي
  • clock 26 نوفمبر 2023, 11:07:33 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في ظهور مباغت على طريقة المقاومة الفلسطينية، ظهر عناصر من كتائب الشهيد عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في استعراض للقوة بينما كانت تفرج عن الدفعة الثالثة من الأسرى الإسرائيليين، الأحد، ضمن بنود اتفاق الهدنة السارية في قطاع غزة.
وأجريت عملية تسليم المحتجزين في قلب مدينة غزة وبحضور جماهيري وبسهولة تامة، كما أن عملية التسليم لم يعلن عنها مسبقا وكان ظهور عناصر القسام مفاجئا.

مكان التسليم.. موقع سابق للاحتلال

اللافت في عملية استعراض القوة الذي قامت به كتائب القسام، ليس فقط طريقة الظهور من العدم، بل المكان الذي وقع الاختيار عليه من أجل تسليم الدفعة الثالثة من الأسرى الإسرائيليين.
فقد اختارت كتائب القسام منقطة ساحة فلسطين التي تقع وسط غزة، ويوجد فيها المستشفى الأهلي المعمداني، الذي تعرض لمجزرة الشهر الماضي، وتوغلت إليها قوات الاحتلال فترة وجيزة، قبل أن تتراجع إلى شارع عسقولا، ومنطقة السامر.
وبحسب شهود عيان ومصادر محلية، فإن منطقة الساحة، والمنطقة التي تقع في الوسط الغربي لمدينة غزة، وتضم الجندي المجهول، وشارع الجلاء، ومحيط مستشفى الشفاء، وشارع النصر، كانت كلها قبل أيام تحت سيطرة دبابات قوات الاحتلال، قبل أن تتراجع بشكل كلي نحو الطريق الساحلي.
وأوضحت المصادر أن "جيبات" كتائب القسام انطلقت من مناطق كانت قوات الاحتلال تسيطر عليها قبل أيام قليلة.
ظهور القسام في هذه المنطقة، جعل العديد من المراقبين والمحللين يرجحون أن عناصر "القسام" والأسرى الذين تم تسليمهم إلى الصليب الأحمر، كانوا متواجدين في شمال غزة، ولم يأتوا إليها اليوم من جنوب القطاع كما تداولت وسائل إعلام.

مشهد له دلالة

من جانبه، علق الإعلامي الفلسطيني رضوان الأخرس، على طريقة كنائب القسام في تسليم الدفعة الثالثة من الأسرى، قائلا إن مشهد تسليم مجاهدي كتائب القسام لأسرى الاحتلال وسط مدينة غزة مع حضور كبير للكتائب وهتاف الجماهير للمجاهدين، هو مشهد قوي وله دلالة مهمة.
وأشار "الأخرس" في تدوينة عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس"، إلى أن الاحتلال كان يزعم بأن حماس فقدت السيطرة على المدينة ونزح الناس منها بالكامل.


المقاومة تتحكم بالميدان

بدوره، قال الكاتب والمحلل الفلسطيني والمتحدث الإعلامي لـ"الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار، أدهم أبو سلمية، إن هناك رسالة أرادت  كتائب القسام توصيلها للاحتلال عندما قررت تسليم الدفعة الثالثة من الأسرى لديها من مدينة غزة، التي قال نتنياهو منذ أسبوعين أن جيشه أحكم السيطرة عليها.
وأوضح "أبو سلمية" في تدوينة عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس"، أن هناك جملة أسباب، منها أنه بعد أكثر من 50 يوماً من الدمار الكبير وجرائم الاحتلال في مناطق شمال غزة، هاهي المقاومة تأكد تماسكها وتحكمها بالميدان ومجريات المعركة من خلال التسليم في منطقة مدينة غزة.
وأضاف: "قام نتنياهو اليوم بحركة استعراضية على أطراف الحدود في قطاع غزة وهذه الخطوة جاءت لتؤكد أن غزة جغرافية واحدة الكلمة فيها للمقاومة".
وأكد "أبو سلمية" أن إدارة المعركة والتفاوض والميدان من قبل المقاومة بطريقة ذكية ومتماكسة وتحمل رسائل سياسة وإعلامية بالغة. 
وأشار إلى أن هذه الخطوة دليل على تماسك الحاضنة الشعبية خلف المقاومة حيث التف الفلسطينيون يحيون رجال الكتائب وللمقاومة.

الاحتلال يتوغل والقسام تسيطر

وفي ذات السياق، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء الأردني فايز الدويري، أن ما فعلته كتائب القسام دليل على أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بإمكانها الاختراق والتوغل داخل غزة، لكن دون السيطرة.
وأوضح "الدويري" في حواره مع قناة "الجزيرة" أن كتائب القسام لم تقم بتسليم الأسرى فقط، بل قامت بعرض عسكري، واستعراض لقوتها، وإظهار الالتفاف الشعبي حولها من قبل شعب غزة الذي خرج من الدمار على مدار الأسابيع الماضية.
وشدد "الدويري" على أن كتائب القسام اختارت ساحة فلسطين بمنتهى الذكاء، لتقول إنها لا تزال متماسكة ولديها تماسك في قواتها، والمبادرة في اتخاذ القرار.
وأشار الخبير العسكري إلى أن استعراض القوة الذي قامت به كتائب القسام وسط مدينة غزة، سيجعل أي جندي إسرائيلي ذهب إلى جبهة غزة متأكد من أن قادته خدعوه حينما أوهموه أن المعركة سهلة، وأن تحرير الأسرى سيكون سهلا.

الإعلام الإسرائيلي يعلق

بدورها، قالت القناة 13 الإسرائيلية، بينما يتم تسليم الأسرى الإسرائيليين للصليب الأحمر، في ساحة كبيرة في غزة، شوهد العشرات من مقاتلي حماس المسلحين الملثمين وهم يرتدون الزي الرسمي والأسلحة - بينما يتجمع الحشد حولهم ويهتفون "الله أكبر". 
وفي وقتٍ سابق مساء الأحد، قدّرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الأسرى الإسرائيليين الذين جرى إطلاق سراحهم الليلة كانوا محتجزين في شمالي قطاع غزة.
وقال مسؤول أمني كبير في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي إنّ "الصورة التي يتم الكشف عنها في المناطق التي استولى عليها الجيش في غزّة مُثيرة للقلق".
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى إنّه جرى نقل الأسرى (الإسرائيليين) من مدينة غزة بحضور سكان من المدينة، "ما يعني أنهم احتجزوا حيث كان الجيش يعمل هناك".
وأعلنت كتائب القسام في وقت سابق أنها سلمت مساء اليوم الأحد الصليب الأحمر 13 محتجزا إسرائيليا و3 محتجزين تايلنديين وروسيّا ضمن المرحلة الثالثة لتبادل الأسرى في ثالث يوم للهدنة الإنسانية التي تستمر إلى غاية غد الاثنين.
ونشرت القسّام مقطع فيديو وثقت فيه عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر في مرحلتها الثالثة.
في غضون ذلك، أعلنت حركة حماس، مساء اليوم الأحد، في بيان رسمي، أن الحركة مستعدة لتمديد التهدئة لأيام إضافية.

التعليقات (0)