«ميدل إيست آي»: ماذا تُحقق زيارة محمد بن سلمان إلى الأردن؟

profile
  • clock 23 يونيو 2022, 3:48:13 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أعد الصحافي محمد عرسان تقريرًا نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، تناول فيه زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الأردن. وكان ابن سلمان قد بدأ جولته الإقليمية في ثلاث دول مساء الاثنين تشمل مصر، والأردن، وتركيا. وبحسب ما ورد فإن الهدف من هذه الجولة هو «تنسيق الجهود للوقوف في وجه إيران، ومناقشة القضايا السياسية».

وأوضح عرسان أنه بينما تتسم علاقات المملكة مع جيرانها الإقليميين الآخرين بالاستقرار، فإن الزيارة إلى الأردن تثير عددًا من القضايا التي تسببت في توترات بين الملكيتين العربيتين. من بين أسباب التوتر بين البلدين الصراع على الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، والصلات السعودية المزعومة بمحاولة الانقلاب التي كادت تزعزع استقرار الأردن العام الماضي.

في الوقت نفسه تحرص الحكومة الأردنية على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث يهدد التضخم المتصاعد بإحداث فوضى في المملكة الأردنية. كانت آخر منحة قدمتها السعودية للأردن قبل أربع سنوات في أبريل (نيسان) 2018، عندما تلقت الخزانة الأردنية 50 مليون دولار.

أضاف عرسان أن المملكة التزمت سابقًا بدعم الأردن على مدى خمس سنوات لتصل قيمة الدعم إلى 250 مليون دولار، على أن يجري تقديمها سنويًا على أقساط قدرها 50 مليون دولار. تأمل عمان في إقناع السعوديين بتقديم مزيد من المساعدات المالية للمساعدة في جهود «التحديث» المقترحة التي تستهدف اقتصاد المملكة الأردنية. يُقال إن تكلفة الخطة تبلغ 4 مليارات دولار سنويًا لمدة 10 سنوات.

وينقل عرسان عن المعلق السياسي حسن براري قوله لموقع «ميدل إيست آي»: إن زيارة ولي العهد السعودي إلى الأردن تهدف أيضًا إلى«التنسيق» قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، المقرر إجراؤها في منتصف يوليو (تموز) المقبل، موضحًا: «بايدن يريد إطلاق تحالف سني ضد إيران، مع دمج إسرائيل في هذا التحالف لجعل المحتلين الإسرائيليين عنصرًا في استقرار المنطقة، بدلًا عن كونهم عنصرًا مزعجًا».

وأضاف البراري أن للأردن مصلحة تكتيكية في تقليص حجم إيران، لكن التكلفة الإستراتيجية لم تكن في صالح الأردن. وعلى الرغم من اعتراف الأردن بإسرائيل منذ عام 1994، فإن دور المملكة في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وحماية الأماكن المقدسة في القدس قد ينتهي به الأمر إلى الضعف الشديد إذا عملت على ضم جارتها السعودية إلى جبهة مناهضة لإيران في وقت بلغ فيه القمع الإسرائيلي للفلسطينيين مستويات غير مسبوقة.

قال براري: «إن هذا يعني ضرورة دمج إسرائيل في وقت يتلاشى فيه حل الدولتين وإنكار حقوق الشعب الفلسطيني. لكن هذا يضعف الأردن، المناصر لحل الدولتين، وسيحرمه من أي ورقة تفاوض. سيكون هذا هدية للمحتلين الإسرائيليين وسيشجعهم على مزيد من التعدي على الأراضي الفلسطينية».

قمة جدة

على المستوى الثنائي – ينوه عرسان – هناك عدد كبير من السعوديين في الأردن وهناك تبادل معقول في التجارة الثنائية بين البلدين. ولكن على غرار كثير من دول العالم، يعاني الأردن من ارتفاع أسعار الوقود والغذاء، التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا، ولم يتعاف بعد من تأثير جائحة كوفيد -19.

يتوقع خالد شنيكات، رئيس جمعية العلوم السياسية الأردنية، أن يكون أي استثمار سعودي جديد على الأرجح في مجال الطاقة وبناء نظام سكك حديدية حديث من العقبة إلى مدينة نيوم السعودية الجديدة. سيكون هذا مبهجًا للأمير السعودي، الذي يقود هذا المشروع وتعد بلاده مستثمرًا رئيسًا في البنية التحتية للطرق الأردنية.

وقال شنيكات: «تهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية وربما تفتح الباب لتعاون اقتصادي أكبر، بما في ذلك الحصول على استثمارات سعودية. وقد تحدث منحة مباشرة محتملة لمساعدة الأردن على التعامل مع آثار الوباء والحرب الروسية على أوكرانيا».

أضاف: «تدرك السعودية أهمية الأردن وضرورة استقراره في منطقة غير مستقرة. والأردن هو حاجز للسعوديين من سوريا وإسرائيل، ولهذا من الأهمية بمكان أن يضمن السعوديون حماية الأمن في الأردن. وقد أشار السعوديون إلى صراع الجيش الأردني مؤخرًا من مهربي المخدرات والجماعات المتطرفة». ويضيف عرسان أن زيارة بن سلمان تأتي قبيل قمة جدة المنتظرة منتصف يوليو، حيث يشارك قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، وكذلك العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وهي القمة ذاتها التي سيحضرها بايدن، في زيارة انتقدها نشطاء حقوق الإنسان على نطاق واسع، الذين اتهموا الرئيس بالتراجع عن الانتقادات السابقة للمملكة بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018. ولدى بايدن عدد من القضايا الساخنة بما في ذلك وقف إطلاق النار في اليمن، والتعاون الاقتصادي والأمني الإقليمي، وضمان إمدادات الطاقة العالمية في أعقاب حرب أوكرانيا. كل هذه القضايا تضاف إلى قضية إيران، التي توترت علاقاتها مع السعودية والإمارات ودول الجوار الإقليمية الأخرى بشكل متزايد.

وبحسب الكاتب، فقد قد رفضت السفارة الإيرانية في الأردن التعليق على مساعي إنشاء ما يسمى «حلف شمال الأطلسي ضد إيران» في إطار القمة المقبلة.

زيارة بايدن للمنطقة.. توقعات وآمال

وينقل الكاتب عن إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، قوله إن رحلة بايدن القادمة إلى المنطقة تخضع للمراقبة عن كثب، وسط ارتفاع سقف التوقعات.

في الخليج هناك أمل في أن تؤدي الرحلة إلى سياسة أمريكية أقوى تجاه إيران، وتنسيق أوثق بين واشنطن وعواصم المنطقة بشأن ملف إيران، وهو ما يرى الكاتب أنه قد يحدث بالفعل. ومع ذلك فمن المرجح أن تكون النقاط المحورية للدبلوماسية الأمريكية مختلفة إلى حد ما.

قال بيرمان: «أولًا وقبل كل شيء تشعر الإدارة الأمريكية بالقلق بشأن الآثار الجانبية للحرب الأوكرانية، التي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية. كما أن الولايات المتحدة ستجري الانتخابات النصفية هذا الخريف، والرئيس بايدن حريص على رؤية انخفاض في أسعار البنزين الأمريكية – التي ارتفعت بشكل حاد – قبل ذلك الحين، بسبب العواقب السياسية المحتملة في الداخل. ومن المرجح أن يستحوذ هذا على قدر كبير من اهتمامه ودبلوماسيته تجاه السعودية، بسبب قدرة المملكة على إنتاج المزيد من النفط، وتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية، إلى حد ما».

على نطاق أوسع، أضاف بيرمان: «إدارة بايدن تنتبه الآن لديناميكيات اتفاقيات إبراهيم» في إشارة إلى اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية التي أشرف عليها سلف بايدن دونالد ترامب. وأوضح: «في عهد بايدن، تجاهلت الولايات المتحدة إلى حد كبير الاتجاهات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية على مدار العام ونصف العام الماضيين. وهي تتدافع الآن للحاق بالركب، وأتوقع أن يُولى الكثير من الاهتمام لطمأنة الشركاء الإقليميين بأن الولايات المتحدة تدعم التحالفات الجديدة الصاعدة الآن في المنطقة»، واستطرد: «ستطالب دول المنطقة  بدور أمني أكبر للولايات المتحدة في الوقت نفسه».


 

 

التعليقات (0)