آخرهم قضى قبل أيّام.. خبراء صناعات دفاعية أتراك فارقوا الحياة في ظروف غامضة

profile
  • clock 27 نوفمبر 2021, 8:00:19 م
  • eye 1038
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

شهدت تركيا قبل أيام، حادثة سير أودت بحياة مهندس لدى شركة "توساش" لصناعة الطيران والفضاء التركية، في مشهد أعاد إلى الأذهان قصص وحكايات العديد من الخبراء والمهندسين الأتراك الذي قضوا في ظروف غامضة، طيلة السنين الماضية.

والأحد الماضي، لقي سردار دمير، رئيس التسويق والاتصالات في شركة "توساش" لصناعة الطيران والفضاء التركية مصرعه، إثر حادث سير في العاصمة التركية، أنقرة.

"دمير" الذي وضع بصمته في العديد من مشاريع الصناعات الدفاعية التركية، نعاه كبار المسؤولين في الحكومة التركية، ومؤسسات الصناعات الدفاعية.

وأثارت الحادثة الشكوك خصوصاً بعد تشابهها بحوادث قتل فيها خبراء ومهندسون أتراك في شركة "أسيلسان" التركية الرائدة في الصناعات الدفاعية.

وتأتي هذه الحوادث المشبوهة، بالتزامن مع الطفرة الكبيرة التي حققتها تركيا خلال السنوات الأخيرة، في مجال الصناعات الدفاعية، حيث لم تقتصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي بل وتخطت إلى تصدير منتجاتها إلى مختلف دول العالم، بما فيها أعضاء حلف شمال الأطلسي "ناتو" والاتحاد الأوروبي.

ووصلت صادرات تركيا من الصناعات الدفاعية، إلى أسواق 169 دولة، خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الحالي، محققة زيادة بنسبة 138 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق له، وذلك بحسب بيانات مجلس المصدرين الأتراك.

ومؤخراً، أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن نسبة اعتماد تركيا على نفسها فيما يخص الصناعات الدفاعية ارتفع إلى 80 بالمئة.

وقال: "بعدما كان اعتماد تركيا على نفسها 20 بالمئة في الصناعات الدفاعية، ارتفع الآن إلى 80 بالمئة، وهذا يعني أننا بتنا بموقع نكتفي فيه ذاتيًا".

في تشرين الثاني من عام 2017، استيقظ أهالي حي سكن العمال في العاصمة أنقرة على خبر انتحار شاب يبلغ من العمر 32 عاماً من الطابق الـ 14، ليتبين أنه "كريم باليدار"، كبير المهندسين الإلكترونيين في مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية (أسيلسان)، الأمر الذي أثار الشكوك حول دوافع مقتل 8 مهندسين آخرين قبله منذ عام 2006، بطرق غامضة.

كريم باليدار

في عام 2006، شكّلت "أسيلسان" التي تأسست عام 1975، فريقاً من المهندسين للتعديل على أنظمة الاتصالات في الطائرة الأميركية F-16، وبرمجتها على نظام تركي لتعزيز سرية الاتصالات بين الطائرات التركية من هذا الطراز والقواعد الجوية، إلا أن المشروع لم ير النور حينها، لمقتل المهندسين بطرق مختلفة وغامضة.

ففي العام نفسه لتأسيس الفريق، عُثر على المهندس حسين باشبيلان ميتاً داخل سيارته وقد قُطع حلقه ومعصم يده، ليبدو الأمر وكأنه انتحار، وحدث ذلك قبل يوم من تقديمه "مشروع الدبابة الوطنية"، حيث لم يُعثر على الملفات التي كانت بحوزته والتي تحتوي على تفاصيل المشروع، كما عُثر أيضاً على المهندس حافظ كوجا، الذي صُوّر على أنه ذهب ضحية محاولة ابتزاز.

حسين باشبيلان

وبعد عام واحد، قُتل المهندس "علي أونال" في كانون الثاني من عام 2007، برصاصة في الرأس، وكان أونال يعمل على تحديث الطائرات المقاتلة من طراز F-16، وأنظمة التحكم في الأوامر والتشفير، ليتم العثور بعد 10 أيام على المهندس "أيفريم يانشيكين" مرمياً من الطابق السادس من المبنى الذي كان يعيش فيه.

علي أونال

وفي تشرين الأول 2007، عُثر على المهندس بورهانتين فولكان ميتاً في غرفة الضابط المسؤول في مدرسة باندو العسكرية في العاصمة أنقرة، وقيل إنه انتحر بإطلاق الرصاص على نفسه من بندقية.

بورهانتين فولكان

ووُجد مهندس البرمجيات ظافر أولوك في أيار من عام 2008، مقتولاً في شقته بصعقة كهربائية، ليبدو أنه مات بحادث غير مقصود.

ظافر أولوك

أما المهندس هاكان أوكسوز، فقد توفي في حادث مروري مريب في كانون الثاني 2012 على الطريق إلى إسكي شهير، وكان أوكسوز يعمل في مشاريع الإلكترونيات الدقيقة ومشروع مجموعة التوجيه الكهروضوئية.

هاكان أوكسوز

وعُثر على المهندس "إردم أوغور" في كانون الثاني 2015، مقتولاً وأنبوب الغاز في فمه، وسُجّلت الحادثة على أنها انتحار، وكان أوغور خبير العلوم المغناطيسية ويعمل أيضاً في مشروع التعديل على الطائرة F-16 والطائرات بدون طيار والدبابات.

إردم أوغور

سُجّلت حالات الوفاة على أنها انتحار أو حوادث، إلا أن السلطات الأمنية لم تؤمن بهذه الصدف، وبقيت التحقيقات جارية في مقتل هؤلاء النخبة من المهندسين، لتتكشف المزيد من الحقائق بعد أن بدأت تركيا باعتقال المنضمين إلى "منظمة غولن" المصنفة إرهابياً، وذلك بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز 2016.

وكشفت التحقيقات مع ضابط الدرك مصطفى ديارمنجي، المعتقل بتهمة انتمائه لمنظمة غولن، أن الأخير اعترف بقتله المهندس حافظ كوجا عام 2006، بأوامر من الجنرال صادق كور أوغلو، الذي تمّ القبض عليه في قاعدة أنجرليك العسكرية ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز 2016.

ضابط الدرك مصطفى ديارمنجي.. وفي الصورة المصغرة المهندس حافظ كوجا

وبحسب صحيفة يني شفق، فقد اعترف ديارمنجي بأنّ المستهدفَين بالقتل منذ البدء كانا حسين باش بيلان، وحليم أونسام، المهندسين بشركة أسيلسان التركية، إلا أنّه وعندما لم يُفلح في ذلك، جاءته الأوامر بقتل حافظ كوجا.

وبذلك أُعيد فتح قضايا مقتل المهندسين التسعة، الذين أظهرت التحقيقات أيضاً أن المحققين في قضايا مقتلهم والذين سجلوها على أنها انتحار أو وفاة طبيعية بحادث، كانوا من المنتسبين أيضاً للمنظمة المصنفة إرهابياً.


التعليقات (0)