أحدثها بأوكرانيا.. مسيرات بيرقدار تحلق بنفوذ أردوغان إلى أفريقيا وأوروبا والقوقاز

profile
  • clock 28 أبريل 2022, 12:28:31 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قالت مجلة "فورين أفيرز" إن النجاحات التي حققتها الطائرات المسيرة التركية من نوع "بيرقدار" في العديد من المناطق مثل ليبيا وسوريا وكذلك في أذربيجان وأخيرا بأوكرانيا ساهمت في تعزيز نفوذ الرئيس "رجب طيب أردوغان" خارج تركيا، سواء في حلف شمال الأطلسي "ناتو" أو بمناطق أخرى.

ووفق المجلة، برزت الطائرات التركية من دون طيار في الحرب الأوكرانية، ولفتت الأنظار إليها، حيث ساعدت المقاومة المحلية في ضرب مواقع الجيش الروسي، وأجبرته على التراجع في أكثر من مناسبة.

وقالت المجلة إنه في 14 أبريل/نيسان الماضي، وبينما أذهلت القوات الأوكرانية العالم عندما أغرقت الطراد الروسي "موسكفا" بعد ضربه بصواريخ نبتون محلية الصنع، برزت مجددا الطائرات التركية، حيث تم تنسيق الضربة بواسطة زوج من الطائرات بدون طيار التركية "بيرقدار2" (TB2)، والتي استطاعت الإفلات من رادار السفينة، وقدمت معلومات استهداف دقيقة، للصواريخ الأوكرانية.

وأضافت أنه "ليست هذه هي المرة الأولى التي تثبت فيها الطائرات التركية بدون طيار أنها حاسمة في مقاومة أوكرانيا لغزو موسكو".

وتابعت: "أصبحت طائرات بيرقدار2، التي تنتجها شركة تركية لها علاقات وثيقة مع الرئيس التركي، عامل توازن حاسم في الحرب في أوكرانيا، وفي السنوات الأخيرة، لعبت دورًا حاسمًا في العديد من النزاعات في القوقاز وأفريقيا والشرق الأوسط".

ورأت المجلة أنه "بتسويق الطائرات بدون طيار لما يقرب من عشرين دولة معظمها منخفضة ومتوسطة الدخل، تمكنت أنقرة من بسط نفوذها الجيوسياسي".

وقالت إنه "بعد سنوات، جلبت فيها تركيا لنفسها عددًا متزايدًا من الخصوم الإقليميين وأفسدت تحالفاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا، تمكنت الحكومة التركية من الاستفادة من طائراتها من طراز بيرقدار، والطائرات بدون طيار الأخرى لتغيير صورتها الدولية".

ففي الشرق الأوسط، ساعدت الطائرات بدون طيار تركيا على تأكيد مصالحها بموارد دبلوماسية محدودة نسبيًا، وفي أوكرانيا، أعطت ذات الطائرات المساعدة العسكرية لـ"أردوغان" ونفوذاً متجدداً في الناتو في وقت كانت فيه حكومته في وضع صعب في الداخل، وكانت علاقاته مع الولايات المتحدة وأوروبا في أزمة منذ عدة سنوات.

وتابعت: "إذا تمكنت تركيا من الاستمرار في إدارة برنامج الطائرات بدون طيار الخاص بها والبناء عليه بنجاح، فربما تكون قد أعطت لنفسها شكلاً جديدًا مهمًا من النفوذ، وأعادت تعريف حرب الطائرات بدون طيار".

وفي عام 2017، بدأت تركيا في تصدير طائراتها دون طيار، وفي غضون خمس سنوات باعت لما يقرب من عشرين دولة، بما في ذلك الحلفاء والشركاء في أوروبا (ألبانيا وبولندا وأوكرانيا) ؛ وسط وجنوب آسيا (قيرغيزستان وباكستان وتركمانستان)؛ إفريقيا (إثيوبيا وليبيا والمغرب والصومال وتونس)؛ الخليج (قطر)؛ والقوقاز (أذربيجان).

وعلى الرغم من أن صفقات الأسلحة هذه كانت مدفوعة بأهداف تجارية، إلا أنها أشركت دائمًا دولًا لها مصلحة استراتيجية لتركيا فيها، وفق فضائية "الحرة".

وفي أعقاب هذه الصفقات، قلبت الطائرات التركية بدون طيار الميزان في العديد من النزاعات.

وفي ليبيا في عام 2020، مكّنت الطائرات المسيرة التركية حكومة الوفاق الوطني، التي كانت مدعومة من أنقرة والمعترف بها دوليًا، من صد هجوم شرس شنه المشير "خليفة حفتر"، المدعوم من روسيا ودول أخرى، مثل الإمارات والسعودية ومصر.

وبالمثل، ساعدت الطائرات بدون طيار القوات الأذربيجانية في استعادة الأراضي في منطقة ناغورنو قرة باغ، المتنازع عليها، والتي كانت تحت سيطرة القوات الأرمينية لعقود.

وفي محافظة إدلب السورية، مكنت تلك الطائرات قوات المعارضة السورية من وقف هجوم قوات النظام السوري، كان يهدف لدفعهم إلى داخل الأراضي التركية.

وفي إثيوبيا، ساعدت الطائرات التركية بدون طيار التي زودت بها الحكومة في أديس أبابا في قلب الموازين، في حربها الأهلية مع متمردي تيجراي.

وبدأت كييف بشراء الطائرات من دون طيار التركية في عام 2019 لكنها استخدمتها لأول مرة ضد انفصاليي دونباس المدعومين من روسيا في عام 2021.

ولكن مع حرب الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ضد أوكرانيا، اتخذت هذه الأسلحة وضعًا أكثر خطورة، حيث ولأول مرة، تم نشرها مباشرة ضد روسيا.

وكان هناك أكثر من 60 هجومًا ناجحًا نفذته تلك الطائرات على الدبابات الروسية وقطع المدفعية والمركبات وحتى قطارات الإمداد، ومن المحتمل أن تكون الحوادث التي لم يتم الإبلاغ عنها أعلى بكثير، وهو ما يثير تساؤلات عن مستقبل العلاقات بين أنقرة وموسكو.

أما بالنسبة لعلاقات تركيا مع الغرب، فقد رفعت تلك الطائرات مكانة أنقرة داخل الناتو إلى مستوى لم تشهده منذ سنوات.

التعليقات (0)