أحمد الرديني يكتب : نجيب محفوظ .. هل كان شاعرا؟!

profile
  • clock 23 يونيو 2021, 3:03:03 ص
  • eye 1229
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

رأيت نقاد كُثر قالوا أن نجيب محفوظ كان شاعرا بالفطرة،،  تأثرت أعماله بهذه الشاعرية الغنّاء البارزة في رواية كفاح طيبة

وغيرها من الروايات التي تطلعت إلى قرائتها ،حيث قال لي صديق ستجد بأعمال نجيب محفوظ فقرات ..( تُسمى في عصر اليوم شعر النثر) ، المقولة أدهشتني ... وهو وأنا لا نقصد البتة نقد الشعر النثري أو ما يسمى بهذا أو التطرق لقضيته الآن، 

لكن استمتعت كثيرا حين باغتني الأديب نجيب محفوظ في مطلع روايته (حضرة المتهم) التي لضئالة علمي لم أقرءها إلا قريبا ،

حيث وجدت أن نجيب محفوظ قد استخدم أسلوبا ولغة كانا غريبين عليّ لأنني من الكثيرين الذين تشبعوا بقراءة روايات لم تتصف أبدا بمثل هذا الجمال ،،

وعند قرائتها ،لا أعلم هل أصفها بأنها كتابة (صوفية) أم هي مزيجا من الروحانيات والشعر)  روحانيات من نوع اخر تتجلى في هيئة وهيبة مجاز نجيب محفوظ

لتكوّن دلالاته أقوى وأوسع باستخدام مفردات عميقة وملهمه 

لنقرأ فقرة من مطلع رواية( حضرة المتهم)

انفتح الباب،

 فتراءت الحجرة مترامية لا نهائية، 

تراءت دنيا من المعاني والمثيرات لا مكانا محدودا منطويا في شتى التفاصيل،

 آمن بأنها تلتهم القادمين وتذيبهم،

 لذلك اشتعل وجدانه وغرق في انبهار سحري. فقد أول ما فقد تركيزه،  نسي ما تاقت النفس لرؤيته الأرض والجدران والسقف حتى الإله القابع وراء المكتب الفخم.  وتلقى صدمة كهربائية موحية خلاقة غرست في صميم قلبه حبا جنونيا ببهجة الحياة في ذروتها الجليلة المتسلطة، عند ذاك  دعاه نداء القوة للسجود وحرضه على الفداء ،ولكنه سلك مع الاخرين سلوك والتقوى والابتهال  والطاعة والأمان ،كالوليد عليه ان يذرف الدمع قليلا ،قبل ان يملي ارادته ، وتلبية لإغراء لا يقاوم خطف نظرة من الإله القابع وراء المكتب ثم خفض البصر متحليا بكل ما يملك من خشوع""""""

وهكذا كانت فقرة حسبتها أنا وأحسستها شاعرية بإمتياز وكأنني أمام قصيدة لشاعر عظيم قصيدة لم يقصد كاتبها أن تكون قصيدة ،، مفرداته موحية وملهمه وشاعرية (وحرضه على الفداء)

( عند ذاك دعاه نداء القوة للسجود)

( الإله القابع وراء المكتب الفخم)

وهكذا

في روايات نجيب محفوظ غذاء كامل للروح العاشقة تلك الكتابة الشاعرية أو تلك النوع من الكتابة ، أو أيا كان اسمها فأنا لست ناقد ، ولكن أحببت مشاركتكم الأمر ، 

ومع ذلك كان نجيب محفوظ دوما يذكر أن الشعر يلازمه ويجب أن يلازم الرواية والأدباء ،،، وأن نجيب محفوظ كان ينصر الرواية العربية

تعريف به

نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا

اللقب : نجيب محفوظ

روائي وكاتب مصري. 

 أول أديب عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب

تاريخ الميلاد: 11 ديسمبر 1911

مكان الميلاد :  مصر القديمة

تاريخ الوفاة: 30 أغسطس 2006

مكان الوفاة : مصر الجديدة

بعض من أعماله التي صنعتها السينما العربية

الأفلام: 

ثرثرة فوق النيل

للص والكلاب‎

بداية ونهاية

الكرنك

الفتوة

زقاق المدق

حصل نجيب محفوظ  على جائزة نوبل للآداب عام  1988 ، واستلمت ابنته الجايزة بدلا منه ، ربما لأنه كان لا يحب السفر ،،، كما قالوا لنا 

ولكنه و في النهاية .....سافر للأبد

التعليقات (0)