أحمد سراح يكتب : رضوى وطن ينتصر

profile
أحمد سراج مؤلف مسرحي وشاعر مصري
  • clock 26 مايو 2021, 4:48:20 م
  • eye 1319
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تنتمي رضوى عاشور  كما كتبت في أثقل من رضوى إلى " تلك العائلة الممتدة من الشغيلة والثوار والحالمين الذين يناطحون زمانهم، من حزب العناد، نمقتُ الهزيمة".. وتتعالى فينا الأصوات: كيف ترحل الآن في هذه اللحظة شديدة السواد؟ كيف تغادرنا أيقونة الصمود الآن؟ لكن صوتًا يوحدنا: "رضوى فينا واقرأوا"

رضوى لا تهرب...

في رائعة منيف "الآن هنا أو شرق المتوسط مرة ثانية" يعطي "طالع العريفي"  أحد الأبطال لنفسه أمرًا بالموت، ويموت؛ لأنه وجد أنه لم يعد قادرًا على الحياة بمبادئه ولمبادئه؛ فيما يكمل "عادل الخالدي " البطل الرئيسي الرواية ليصل بنا إلى موت القضية والمدافعين عنها.

في مجموعته الآسرة "السبعينيون" يتناول  الكاتب فتحي إمبابي كيف انتقم النظام من جيل السبعينيين الثائر، وأذكر أن إمبابي قالها صراحة: "لم يكن للنظام أن يترك جيلا ثار ضده وأجبره على الحرب وعلى التراجع عن قراراته غير الإنسانية"، أذكر انتحار المناضلة المخلصة وأنظر إلى روح رضوى عاشور الآبية لكل انتحار ولكل هروب.

في كتابها "أثقل من رضوى" توازي عاشور بين مقاومتها لمرض السرطان ومقاومة المصريين لسرطان مبارك ونظامه، والعجيب أن محاولتها اسئتصال الورم تتم بموازاة أحداث الخامس والعشرين من يناير، وأن شعورها بالشفاء التام يأتي مع الإطاحة بالفاسد من قصور الرئاسة، وأن عودة الورم تأتي مع ظهور بوادر الثورة المضادة.. ما لم تقله رضوى أنه حين صدر حكم ببراءة الفاسد.. رحل جسد رضوى.

رضوى لا تهرب، وليست جسدًا لتموت...

رضوى التي اختارت أن تتزوج من الفلسطيني حين تنكرت الأرض لهم، رضوى التي انحازت لأصحاب الحق المقهورين وهي تردد: " هناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا". تقاوم عبر التدريس، عبر النقد، عبر الإبداع، تقاوم عبر الزواج، امرأة من مقاومة.

ما يدهشك في مقاومة رضوى أشياء عدة؛ فهي تعرف قوة أعداء الدولة، وتعرف تجبرهم، وتعرف سطوتهم، وتعرف أيضًا خواءهم وضعفها أمامها، فارسة الحق في مواجهة جحافل الباطل الوهمية.

رضوى لا تهرب، وليست جسدًا لتموت، رضوى وطن...

حين يقولون لك رحلت رضوى؛ فقل لهم: الرحلة: أيام طالبة مصرية في أمريكا، دار الآداب، بيروت، 1983،     حَجَر دافئ (رواية): دار المستقبل، القاهرة، 1985،   خديجة وسوسن (رواية): دار الهلال، القاهرة، 1987، رأيت النخل (مجموعة قصصية): مختارات فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1987،     سراج (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1992،   غرناطة (الجزء الأول من ثلاثية غرناطة) دار الهلال، 1994

    مريمة والرحيل (الجزءان الثاني والثالث من الثلاثية) دار الهلال، 1995. نشرت الطبعة الثانية بعنوان ثلاثية غرناطة، المؤسسة العربية للنشر، بيروت، 1998. صدرت الطبعة الثالثة عن دار الشروق، القاهرة، 2001. وصدرت طبعة خاصة في سلسلة مكتبة الأسرة، القاهرة، 2003، أطياف (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1999، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1999،     تقارير السيدة راء (نصوص قصصية)، دار الشروق، القاهرة، 2001، قطعة من أوروبا (رواية)، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء ودار الشروق، القاهرة، 2003،  الطنطورية (رواية)، دار الشروق، القاهرة، 2010، أثقل من رضوى: مقاطع من سيرة ذاتية، دار الشروق، القاهرة، 2013

    البحث عن نظرية للأدب: دراسة للكتابات النقدية الأفرو-أمريكية رسالة دكتوراه قدمت لجامعة ماساشوستس بأمهرست في الولايات المتحدة، 1975،  الطريق إلى الخيمة الأخرى: دراسة في أعمال غسان كنفانى، دار الآداب، بيروت، 1977،    جبران وبليك، الشعبة القومية لليونسكو، القاهرة، 1978،   التابع ينهض: الرواية في غرب إفريقيا، دار ابن رشد، بيروت، 1980، صيادو الذاكرة، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء، 2001.

رضوى لا تهرب، وليست جسدًا لتموت، رضوى وطن ينتظر انتصاره

كان يمكن يا رضوى، أن تسكتي مع كثيرين ممن سكتوا؛ فتنالين الترقيات والجوائز والأعطيات، كان يمكن مع علمك الوافر أن تكوني وزيرة ثقافة بدلا من هذا اللاشيء الذي نراه كل يوم، كان يمكن أن تصبحي عضوًا معينًا في مجلس الشعب البائس، أو مجلس النواب المجهول.

اخترت يا رضوى أن تنحازي لوطنك فثقي بانحيازه لك، وثقي بأن أبناءك لن يتخاذلوا عن تحقيق ما سعيت إليه..  


رضوى لا تهرب، وليست جسدًا لتموت، رضوى وطن ينتظر انتصاره الكامل

التعليقات (0)