أحمد قنيطة يكتب: بشائر رمضان وبركاته هلّت على شعبنا مبكراً...

profile
أحمد قنيطة كاتب وباحث سياسي
  • clock 28 مارس 2022, 4:30:02 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تصاعدت في الأيام والأسابيع الأخيرة العمليات الفدائية التي تستهدف قوات الاحتلال في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، ويتزامن ذلك مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك الذي يستبشر بقدموه الفلسطينيون خيراً.

هذا تماماً ما كان يتخوّف منه العدو ويتحدث عنه كبار كتّابه ومحلليه السياسيين والعسكريين في الأيام الأخيرة ، فشهر رمضان يعتبر كابوس يقض مضاجع قادة الاحتلال والمجتمع الصهيوني بأسره، حيث ترتفع احتمالية تصاعد العمليات الفدائية ضد جنود الاحتلال وشرطته ومستوطنيه في القدس والضفة.

لكن هذه المرة بدأت البركات مبكرة جداً، ومن ساحات لم يكن يتوقعها العدو، إذ تلقى الاحتلال قبل 5 أيام فقط صفعة مدوية في عملية "بئر السبع" البطولية التي قُتل فيها 4 صهاينة، ونفذها فدائي من النقب جنوب فلسطين المحتل الخاضع تماماً للسيطرة الأمنية الصهيونية.

واليوم يباغته بطلان فلسطينيان من "وادي عارة" قرب مدينة "أم الفحم" شمال فلسطين المحتل ، والواقعة أيضاً تحت السيطرة الأمنية الصهيونية الكاملة؛ بعملية نوعية خطيرة في عمق الكيان الصهيوني، لم يشهد مثلها العدو منذ سنوات، إذ تم تنفيذ عملية اطلاق نار جريئة داخل مدينة الخضيرة جنوب حيفا المحتلة، أدت إلى مقتل اثنين من شرطة الاحتلال.

إذاً، فجميع المناطق الفلسطينية اليوم باتت مستعدة للانخراط في معركة الحرية والكرامة ، للتصدي لمخططات الاحتلال المتمثلة في مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية، وتهويد القدس، والتهجير القسري، وتعزيز الاستيطان، في مقابل محاولات احتواء وتحييد غزة وتغييبها عن ساحات الصراع المحتدمة في الداخل والقدس والضفة، وهو ما فشل فيه العدو تماماً حين انتفضت غزة في معركة "سيف القدس" نصرة للمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، ودفعت ضريبة ذلك من دماء مجاهديها وأبنائها.

أمام الاحتلال أيام سوداء قاتمة تنتظر جنوده ومغتصبيه خلال شهر رمضان، فالشعب الفلسطيني اليوم بمجموعه يلتف حول سبيل الجهاد وطريق المقاومة، وبل ينخرط فيه بقوة وعنفوان -على المستوى الفردي والمنظّم- كما لم يكن من قبل، وذلك بعد أن فشلت جميع الحلول السلمية والانبطاحية في استعادة الحد الأدنى من كرامته الإنسانية وحقوقه الوطنية.

فلا سبيل لتحرير الأرض وفكاك الأسرى وتطهير المقدسات وعودة اللاجئين، إلا عبر صليات البنادق وفوهات المدافع ورشقات الصواريخ، ولينتظر العدو من شعبنا ومقاومتنا ما يسوء وجهه وينكّد عليه عيشه، بإذن الله.

 

التعليقات (0)