أحمد قنيطة يكتب: نتائج الانتخابات الطلابية في الجامعات الفلسطينية والصراع على الجيل.

profile
أحمد قنيطة كاتب وباحث سياسي
  • clock 24 مايو 2023, 7:18:41 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

حققت الكتلة الإسلامية التي تمثل الذراع الطلابي لحركة حمـاس فوزاً كبيراً في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة، بحصولها على 4481 صوتاً مقابل 3539 لشبيبة فتح التي تمثل الذراع الطلابي لسلطة فتح وأجهزة التنسيق والتخابر مع العدو، ويعتبر هذا الفوز هو الثاني للكتلة الإسلامية توالياً في جامعة بيرزيت، والفوز الثاني للكتلة بعد حصد العدد الأكبر من أصوات الطلاب في جامعة النجاح الوطنية بنابلس قبل أيام.

هذا الفوز الكبير للكتلة الإسلامية برغم حملات الملاحقة والاعتقالات من قبل جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة اللاوطنية لكوادر وأنصار الكتلة الإسلامية؛ يؤكد فشل سلطة أوسلو في سعيها لتصفية المشروع الجـ&.ــادي والفكر المقـ،ـا9م من عقول وقلوب الشباب الفلسطيني الحر.

من ناحية أخرى؛ يجب النظر إلى حجم التأييد لمشروع أوسلو وسلطة التنسيق الأمني بين شريحة الطلاب الجامعيين وفئة المثقفين على أنه خطر محدق يهدد الوعي الجمعي الفلسطيني، والذي من المفترض أنه مُجمع على أن المقـ، ـا9مة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وطرد المحتلين.

هذا يعني أن أمام قيادة المقـ.،ـا9مة ودوائرها الفكرية والسياسية والاعلامية عمل كبير وجهد مضنٍ تجاه إعادة تقييم مسارها السياسي وخطابها الإعلامي وخطها الفكري، في سبيل إعادة الاعتبار للمشروع الجـ&.ــادي الذي بالكاد يصارع المشروع السلمي الاستسلامي، إذ تشير معظم النتائج الانتخابية واستطلاعات الرأي إلى تقارب كبير في شعبية المشروعين المتعاكسين!

ما سبق من نتائج ومعطيات يشير إلى وجود خلل عميق في الصورة الذهنية لنموذج المقـ.،ـا9مة لدى الجماهير الفلسطينية، إذ لم ينجح في استقطاب شريحة تقترب من نصف الشعب ونصف الحركة الطلابية الفلسطينية إلى معسكره، والذي من المفترض أنه يحوز على تأييد واسع بين شرائح مجتمع ثائر يرزح تحت الاحتلال منذ ما يزيد عن ال 75 عاماً من الظلم والقهر!

ومن نافلة القول أن المعركة على الجيل هي أم المعارك التي يجب أن يفرد لها قادة الفكر وصُنّاع الرأي وسندة الوعي اهتمام خاص، وأن الصراع بين المشروعين في حالتنا الفلسطينية ليس قائماً على اختلاف برامج خدماتية أو تقديم وعود متعلقة بتحسين الحالة الاقتصادية، وإنما هو اختلاف قائم على الانتماء لمسارات واختيار توجهات واعتناق مبادئ مرتبطة بالحالة الوطنية الثورية والفكرة الجهادية التحررية.

هذه النتائج بحاجة إلى وقفة جادة من قبل أولي الأمر وأصحاب الشأن لتقييمها بشكل علمي وموضوعي، لتعزيز مواطن القوة وأسباب النجاح من جهة، والوقوف على مكامن الخلل وأسباب الضعف ومعالجته بحكمة ومسؤولية من جهة أخرى، فمعركة الوعي لا تقل أهمية وأولوية عن المعارك العسكرية والأمنية، بل هي مبتدأها ومنتهاها.
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)