أزمة الوكالة اليهودية في روسيا: محادثات لخفض مستوى التوتر بين موسكو وتل أبيب

profile
  • clock 26 يوليو 2022, 2:46:10 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كشف تقرير إسرائيلي عن محادثات دبلوماسية بين موسكو وتل أبيب، في محاولة لخفض مستوى التوتر بين الجانبين على خلفية عزم موسكو على حل الوكالة اليهودية ومنع أنشطتها على الأراضي الروسية لاتهامها بارتكاب انتهاكات للقانون.

جاء ذلك بحسب ما أورد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، مساء الإثنين، في حين أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن السلطات في روسيا، لا تزال تمنع حرفيا دخول أعضاء الوفد القانوني الذي شكله رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، لمعالجة قضية الوكالة اليهودية أمام الجهات القضائية الروسية.

وبحسب القناة 12، فإن موسكو "تمنع بالمعنى الحرفي" دخول الوفد الإسرائيلي عبر امتناعها عن إصدار تأشيرات دخول لأعضاء الوفد، وقالت القناة إن زيارة الوفد الذي كان من المقرر أن يصل إلى موسكو نهاية الأسبوع الماضي، تأجلت للمرة الثانية خلال أيام.

ونقلت القناة عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية قولهم إن "روسيا تخوض حرب استنزاف" (دبلوماسية) في مواجهة إسرائيل، واعتبرت المصادر أن الإستراتيجية الروسية تقتضي عدم الوضوح ومُصمَّمة لتأخذ وقتا قبل أن تتضح تماما الصورة لإسرائيل ومعرفة ماهية المطالب الروسية مقابل حل أزمة الوكالة اليهودية التي ترى بها روسيا مسألة قانونية، في حين يعتبرها المسؤولون الإسرائيليون "مسألة سياسية".

وأشارت القناة إلى أن التصريحات التي صدرت عن لبيد، الأحد، وتشديده على أن حل الوكالة اليهودية في روسيا سيشكل "حدثا خطيرا"، يمكن أن يؤثر على العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى إصداره أوامر بإعداد حزمة من إجراءات الرد المحتمل على موسكو، قد بعثت برسائل إلى روسيا مفادها أنه "لدى إسرائيل أيضًا خطوط حمراء ولا داعي لتعميق الأزمة".

كما لفتت القناة إلى انتقادات حادة وجهها مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية إلى مسؤولي الوكالة اليهودية في روسيا، وذلك بادعاء أن مسؤولي الوكالة لم يحذروا الجهات الحكومية الإسرائيلية المعنية بحجم الأزمة وإمكانية أن تتطور إلى حد إصدار روسيا قرارا قضائيا يحظر عمل الوكالة على أراضيها، رغم أن الوكالة "تلقت في بداية عام 2021 مؤشرات على أن الروس غير راضين عن أنشطتهم".

في حين شدد المراسل العسكري للقناة 12، نير دفوري، على أن آلية التنسيق الأمني بين روسيا وإسرائيل في سورية، جارية وتعمل كالمعتاد ولمم تتأثر من الأزمة التي تتشكل بين الجانبين على خلفية إمكانية حظر موسكو المحتمل لعمل الوكالة اليهودية على الأراضي الروسية.

في المقابل، أشار موقع "واينت" إلى محادثات "تجري خلف الكواليس"، بعثت خلالها موسكو رسائل مطمئنة لتل أبيب مفادها أنه "لا يوجد تدهور في العلاقات السياسية بين الدولتين وأنه لا ينبغي النظر إلى قضية الوكالة على أنها ليست أكثر من قضية قانونية".

من جانبها، بعثت إسرائيل كذلك رسائل طمأنة إلى روسيا، بحسب "واينت"، بأنها تتطلع إلى تسوية الأزمة وتهدئة التوترات. كما نقلت إسرائيل رسائل إلى الجالية اليهودية في روسيا، "في ظل القلق البالغ إزاء عواقب إغلاق مكاتب الوكالة على العلاقات بين إسرائيل وروسيا وعلى علاقات روسيا مع جاليتها اليهودية".

وأشار التقرير إلى أن مماطلة موسكو في منح تأشيرات دخول للوفد الإسرائيلي الذي يترأسه المحامي في وزارة الخارجية الإسرائيلية، تمار كابلان، قد يمنع الوفد من الوصول إلى روسيا قبل جلسة محكمة موسكو المقرر عقدها يوم الخميس للتداول في عمل الوكالة اليهودية.

وحذر مسؤولون أن تنسحب "أزمة الوكالة اليهودية" على غيرها من المنظمات اليهودية التي تنشط في روسيا، بما في ذلك أنشطة مكتب الاتصال "ناتيف" التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي. ونقلت "واينت" عن مسؤول إسرائيلي، قوله: "من الصعب جدا فهم بوتين. يبدو الأمر مقلقا للغاية، لكنه يتماشى مع توجه عام لروسيا".

وقدر المسؤول أنه "سيتم إيجاد حل في نهاية المطاف لإنهاء أزمة الوكالة، لكن هذا لا يعني أن الأزمة مع روسيا ستنتهي عند هذا الحد"، معتبرا أن "الأزمة هي بين روسيا وبين الغرب. إسرائيل جزء من الغرب. في روسيا يُنظر إلى الوكالة على أنها منظمة مزعجة مسؤولة عن هجرة الأدمغة من روسيا. لا يجب ربط هذا بموقف إسرائيل من الحرب في أوكرانيا".

 

 

التعليقات (0)