- ℃ 11 تركيا
- 2 مايو 2024
د أشرف الصباغ يكتب : رحل ميكيس الذي "ارقَصَ" زوربا
د أشرف الصباغ يكتب : رحل ميكيس الذي "ارقَصَ" زوربا
- 3 سبتمبر 2021, 5:28:00 م
- 2086
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رحل المؤلف الموسيقي اليوناني والمثقف العضوي الحقيقي ميكاليس ثيودوراكيس عن 96 عاما (1925- 2021)، أهدى خلالها البشرية عشرات الأعمال الموسيقية بين سيمفونيات ومقدمات موسيقية لأعمال فنية، وأغاني، وأعمال أوبرالية، وموسيقى لأفلام حصلت على الأوسكار، ودخلت تاريخ السينما من أوسع أبوابه. إضافة إلى تأليفه العديد من الكتب.
وهو صاحب موسيقى فيلم "زوربا"، وفيلم "زد" مع المخرج كوستا جافاراس، إنتاج عام 1969 عن حادث اغتيال الناشط اليساري اليوناني جريجوريس لامبراكيس، والذي حصل على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
ولم يتوقف تعاون ميكيس مع جافاراس، بل امتد ليشمل أيضا فيلم "حالة حصار" إنتاج عام 1972، وهو فيلم سياسي يتسم بالكثير من الأهمية والدلالات حيث دارت أحداثه في أمريكا اللاتينية.
تأرجحت حياة المثقف الشيوعي اليوناني ميكيس بين شغل منصب الوزير إلى شغل مقعد في البرلمان إلى دخول السجن لأسباب سياسية وبسبب مواقف حادة وصارمة تتعلق بالضمير والإنسان وبقيم العدل والجمال. وبين هذا وذاك ترك لنا سيرة صاخبة وحافلة بالأعمال الفنية الرفيعة التي تحمل القيم الإنسانية العامة وتنقلها بين البشر من دون أي حواجز.
كان ميكيس منفتحا بشكل غير عادي على العالم، وعلى العمل مع زملائه في أوروبا والولايات المتحدة من أجل فن إنساني يتسم بالنزوع نحو الجمال والإنسانية. فتعاون مع المخرج سيدني لوميت في فيلم (سيربيكو Serpico) عام 1973 بطولة آل باتشينو عن فساد السلطة وتغير المواقف.
وعلى الرغم من كل هذا الثراء والعطاء كان مثل مثقفين وفنانين ومبدعين كثيرين لم يلموا بكل الحقائق، وعانوا في بعض مواقفهم من العمى السياسي والأيديولوجي عندما لم يستطع النظر بعينيه الاثنتين إلى وضع العراق الذي تم تدميره بسبب قمع واستبداد صدام حسين وعصابته البعثية وبين تسلط واستبداد وعدوانية السياسة الأمريكية في عام 2003، فنظر فقط إلى إمبريالية الغرب، متغاضيا عن الفساد والقمع والاستبداد في العراق. وفعل نفس الأمر عندما هاجمت مقاتلات حلف الناتو يوغسلافيا عام 1999، حيث أعلن موقفه المعادي لتصرفات الحلف الهمجية، لكنه تغاضى في الوقت نفسه عن جرائم ميلوشيفيتش وممارسات الإبادة العرقية، وهي جرائم حرب لا تسقط بالتقادم.
ربما كان انهيار الاتحاد السوفيتي وفشل التجربة في روسيا، والتي استغلها القوميون الروس لاحتلال الدول الأخرى وقمع شعوبها تحت شعارات إنسانية عامة وتحت لواء العدالة الاجتماعية، قد ترك أثره عليه، فأصابه بذلك العمى السياسي والأيديولوجي ذي النظرة الأحادية. لكن هذا العمى ليس وصمة أو سبة، وإنما هو ظاهرة مؤقتة، عانى منها الكثير من المبدعين العظام من أمثال مايكوفسكي ومكسيم جوركي، وفي مصر عانى منها الشاعران عبد الرحمن الأبنودي وأحمد نجم والكاتب يوسف إدريس. غير أن كل هؤلاء وغيرهم في الدول الاستبدادية تركوا لنا ميراثا إبداعيا وإنسانيا هائلا. ولا يمكن أن نحاسبهم على جنوحهم نحو الإنسانية والضمير وإعلاء قيم المحبة والتسامح والجمال، بينما تسعى السلطات الاستبدادية والأنظمة السياسية القمعية إلى استغلالهم، فتخدعهم تارة بشعاراتها التي يثقون فيها لبعض الوقت إلى أن تقع الكوارث، وتجبرهم تارة أخرى بالعنف والتهديدات لتحولهم إلى دمى في أيديها الملوثة دوما بالدماء...
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
خميس, 02 مايو 2024
د.رعد هادي جبارة يكتب: التعبير المجازي و خصوصية المفردة القرآنية وجماليتها خميس, 02 مايو 2024
توجيه الاتهامات لنتنياهو بعرقلة التحقيق في أحداث 7 أكتوبر الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس هنا القدس
أربعاء, 01 مايو 2024
اعتقال 20 فلسطينيا بينهم طفل.. والعدد الكلي يصل لـ 5835 أربعاء, 01 مايو 2024
في اليوم العالمي للعمال.. حماس تترحم على شهداء الأحد الأسود ثلاثاء, 30 أبريل 2024
في أسبوع عيد الفصح.. 4345 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى