أ. عبدالله العقاد يكتب: الاحتراب الداخلي الصهيوني، هل يوجب حتمية التصعيد…؟

profile
أ.عبد الله العقاد ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
  • clock 25 يناير 2023, 4:03:33 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

التكادم الداخلي الصهيوني يتصاعد بوتيرة عالية، وتدحرج متسارعة كرة الثلج الكبيرة، بما لم يسبق من قبل، وعوامل التفجير ومحفزاته تقترب من ابتلاع امكانيات الكبح، بل ذاتها عملية الكبح أصبحت أداة بيد فريق يستقوي بها، وقارب النجاة (القضاء) يوشك أن يُقلب رأس على عقب، ويغدو معطلاً بلا فاعلية.

لن يقترب المحللون إلا قليلاً منهم، من الحديث عن الاحتراب الداخلي، ليس لأن دواعية غير موجودة، وأن كوابحه غير متداعية، ولكن لأنه غير ذي سابقة في الكيان، لهذا يجفل المحللون والقارئون من ذلكم التقدير الواضح.

إخواني وأخواتي، الكيان ليس له عمق وجودي حقيقي فهو بلا تاريخ مثل الأمم، وما يدعيه من تاريخ غابر ينسب نفسه إليه، فقد شهد هذا التاريخ المزعوم النسب لهم بانشقاق كبير وانفصال بين كيانين، مملكة إسرائيل الوثنية (المعادية للتوراة) في الشمال التي عاصمتها نابلس (شكيم)، ومملكة الجنوب يهوذا في الجنوب وعاصمتها (اورشليم) التي تغلب عليها القوى الدينية.

فهذا التاريخ الذي ينتسبون له أكد أنهم مختلفون بفطرتهم إلى حد التناقض (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتا)، وأن لا عمق لهم يستندون إليه، أو يحفظ بقاء كيان لهم، غير حبل من الله أو حبل من الناس.

لذلك؛ هم دوما يرتقبون فناء كيانهم، ويستشعرون في الأخطار حولهم مهددات وجود لهم.

سؤال، لو أوشك وقوع الاحتراب الداخلي ولم يكن بدا غير تحفيز التهديد الخارجي، والذي يعد أهم مرتكزات الوجود (المظلومية والاضطهاد)، هل سيذهبون في جولة تصعيد يبتدئونها أم سيتركون عوامل الاحتراب تذهب بهم إلى الانهيار الذاتي؟

وهنا لا أتحدث عن جبهة معينة سيبتدئون غدرهم منها، سواء من غزة (الحد الأدنى) أم من لبنان (الحد المتوسط) أم إيران (الحد الأعلى).

لكن، إذا تأكد المستوى الأمني والعسكري أن حرباً مع غزة ستفتح الجبهات، فإنها لن تعطي ورقة نصرة إيران وحزب الله لغزة، وهي ورقة جماهير الأمة، فإنهم سيبدؤون بالحد الأعلى أو المتوسط أو كلاهما، ليترك لغزة قرار الدخول من عدمه، فتكون بين خياري الدخول في حرب لا تستهدفها مباشرة، أو عدم الدخول في معركة نتائجها حتماً مصيرية لها.
فإن دخلت ستتهم من أبواق الإعلام الأجير بأنها تقاتل في معركة ليست لها، وإن لم تقاتل فهي مستهدفة حتمياً.

لهذا، يبقى التصعيد مدخلاً لا يجد العدو بداً إلا الولوج إليه، وشراً لا بد منه، درءاً من الاحتراب الداخلي الذي يشكل تهديد وجودي كبير. 
أما الجبهة التي سيبدأ بها العدو، ففي تقديري أنها إيران هي المرشحة لهذا الاستهداف، لضمان تأييد عربي رسمي من دول حلف أبراهام، وسحب ورقة الأمة فيما لو بدأت من غزة واستجابت لها إيران عبر أي من اذرعها في المنطقة، أو هي بشكل مباشر، وهذا مستبعد.

في ضوء هذه القراءة، أنصح بتوخي الحذر الشديد والاستعداد الدائم، وكثيراً ما يكون اقتحام العقبة أفضل من انتظارها، فالانتظار سلبي، والاقتحام فعل إيجابي.

 

التعليقات (0)