أ. هلال نصار يكتب: د. الخضري إعتقال ثم إبعاد بتهمة الإرهاب

profile
هلال نصّار كاتب وباحث فلسطيني
  • clock 21 أكتوبر 2022, 3:49:20 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بحمد الله وتوفيقه، أفرجت السلطات السعودية عن ممثل حماس في المملكة د. محمد الخضري البالغ 83عاماً والمصاب بمرض السرطان من سجونها الظالمة أثر اعتقال سياسي دام لمدة 4 سنوات تقريباً بتهمة دعم تنظيم إرهابي، حيث وصل العاصمة الاردنية عمان صبيحة الأربعاء الموافق 19 أكتوبر تزامناً مع ذكرى صفقة وفاء الأحرار التي عقدتها المقاومة الفلسطينية مع حكومة الاحتلال الصهيوني، لكن من المعيب أن تفرج دولة عربية عن قامات وطنية وعلماء ورجال أعمال مشهورين بتهم باطلة بحجة دعم الإرهاب وهذه الممارسات هي مهام بالنيابة عن الاحتلال، كما أن د. الخضري عمل في السعودية ممثلا لحماس بشكل علني في عهد عدد من ملوك السعودية وبموافقة علنية وهو شخصية معروفة ومشهورة في المملكة بل يعد رقما هاما من رجال الأعمال الكبار فيها، لكن سرعان ما اختلف الأمر حيث وصلت التعليمات الصهيوأمريكية بتغيير المعادلة في معاملة د. الخضري لتشكيل ضغط على حماس ووضعها في الزاوية واتهامها بالإرهاب في ظل كانت السعودية احدى الجهات التي تمول وتدعم حماس وأوقفت الدعم بقرار سياسي غربي خارج عن ارادتها وهذه سابقة خطيرة بتنفيذ النظام الحاكم أجندة سياسية خارجية على حساب القضية الفلسطينية وهذا يترك تساؤل مهم حول السبب الرئيسي في ترك فلسطين المحتلة وممارسة ضغوطات عليها ؟؟ إن الإجابة واضحة وجلية من خلال عقد قمة جدة مؤخرا والتي تضمنت الاستقبال الكبير بالحفاوة والضيافة للرئيس الأمريكي "جوبايدن".


زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمنطقة الشرق الأوسط مؤخراً وعقد قمة ”جدة العربية” كانت تهدف لإعلان أولى خطوات التطبيع العلنية وتأدية الولاء في بيت الطاعة الصهيوني، وعلى أثر زيارة بايدن للمنطقة ناقش لبيد وهرتسوغ الملف النووي الإيراني والجنود الأسرى لدى حماس، والجدير ذكره حدث انتقال الرئيس الأمريكي بايدن لأول مرة بطائرته الرئاسية من مطار بن غوريون إلى مطار جدة، وهذه أول خطوة تطبيعية للمملكة السعودية مع الكيان الغاصب وفتح المجال الجوي لكلاهما، ولا شك أن الأنظمة العربية قد تجاوزت حد العلاقات الباردة، وصولاً إلى علاقات تحالفية، ومناورات مشتركة، ضمن إطار التطبيع والخيانة العربية في بيت الطاعة الصهيوني لتصفية قضية فلسطين نهائياً، والدليل بات الاحتلال شريكًا في صُنع أزمات المنطقة لصالحه.

ولعل السؤال هل فلسطين تمثل إرهاب ؟


لقد مرّت القضية الفلسطينية بعدد لا يُحصى من التحولات البطولية، بينما مرّت المواقف العربية بما لا يُحصى من التنازلات الهزلية، وآخرها سماح السلطات السعودية بزيارة الحاخامات اليهودية للحرم المكي والنبوي في أبشع صور التدنيس والتطبيع الصهيوعربي، وآسفاه على فظاعة مشاهد اقتحام المساجد التي تُشد إليها الرحال، والأمة صامتة ونائمة في سكرات أنظمتها، فمن الإرهابي ؟؟ بالمؤكد ستكون الإجابة الفلسطيني العنيد صاحب الحق، نعم هذا الشعب الذي لا يعرف اليأس، ولا يعرف الحلول الوسطى، ولا طريق الاستسلام، يلقّن العالم، وفي مقدّمه حكومات الخنوع العربي، لذلك كل فلسطيني يعتبر إرهابي يدفع ضريبة وطنيته، وهذا ما وجهته السعودية للدكتور الخضري أنه يدعم الإرهاب.

التعليقات (0)