إسرائيل اليوم: ما الجديد الذي يقلق إسرائيل في الجبهة الشمالية؟

profile
  • clock 13 فبراير 2022, 3:36:44 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بقلم: أيال زيسر
ظاهراً، ليس في حدود الشمال جديد، وكثيرون يعتقدون خطأ بأن الأمر يسير في صالح إسرائيل. رغم احتجاجات موسكو الواهنة، يواصل الجيش الإسرائيلي هجماته على سوريا. وعلى حد أقوال رئيس الوزراء نفتالي بينيت، فإنها هجمات تدحر أقدام الإيرانيين. والأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان أضعفت تنظيم “حزب الله”، بل وقيدت قدرته على العمل ضد إسرائيل. 
لكن الهدوء هش، بل خادع. ففي الأسبوع الماضي، تلقينا تذكيراً بعد أن تسلل صاروخ مضاد للطائرات أطلقه السوريون نحو طائرات سلاح الجو التي عملت في سمائهم إلى الأراضي الإسرائيلية، وتفجر في سماء وسط البلاد. رداً على ذلك، هاجمت إسرائيل بطارية الصواريخ التي أطلق منها الصاروخ، وإن كان برد طفيف ورمزي، ولم يغير شيئاً من ناحية السوريين. أما في ساحة لبنان فيتفاخر حسن نصر الله بأن تنظيمه تزود بمنظومات دفاع جوي متطورة تسمح له بأن يدحر، ولو بشكل جزئي، سلاح الجو الإسرائيلي عن سماء لبنان. 
ظاهراً، لا جديد في كل هذا؛ فمنذ سنين والسوريون يردّون بإطلاق صواريخ مضادات الطائرات في كل مرة تهاجمهم فيها إسرائيل. في شباط 2018 أسقطوا طائرة لسلاح الجو، وفي السنة الماضية سقطت شظايا صواريخ مضادة للطائرات أطلقت في شواطئ تل أبيب ومنطقة ديمونا. وحتى في تبجّح نصر الله، لا يوجد جديد، ففي السنة الماضية أطلق تنظيمه صاروخاً مضاداً للطائرات نحو مسيرة إسرائيلية حامت في سماء البقاع اللبناني. أخطأ الصاروخ هدفه، وقالت إسرائيل إن سلاح الجو أجرى تغييرات في مسارات طيرانه كي يبعدها عن مدى صواريخ “حزب الله“. 
ومع ذلك، لا يدور الحديث عن مزيد من الأمر ذاته. تسير إسرائيل منذ زمن بعيد على حبل رفيع حيال سوريا؛ فأي هجمات إسرائيلية على أرض هذه الدولة تساعد الأسد في تقييد نشاط الإيرانيين على أرضه، ولكن ليس لديه نية لفك الارتباط عن إيران. والأسد ليس المشكلة، بل موسكو التي تخفي استياءها من استمرار النشاط الإسرائيلي في سوريا، التي انتقلت من مرحلة الأقوال إلى الأفعال، حين بدأت طائراتها تسير مع طائرات سورية على طول الحدود مع إسرائيل. 
إيران هي الأخرى لا تعتزم الانصراف من سوريا، ومثلما حركت الحوثيين في اليمن ضد الإمارات من بعيد، والميليشيات الموالية لها في العراق ضد الأمريكيين، فهي كفيلة بمحاولة جباية ثمن من إسرائيل. 
ولا يوجد في لبنان أيضاً ما يدعو إلى الافتراض بأن صواريخ “حزب الله“ ستصدأ في المخازن؛ فالمسدس الذي نراه في المعركة الأولى سيطلق النار في المعركة الثالثة لا محالة. هكذا بخصوص منظومات الدفاع الجوي التي هربها التنظيم إلى أراضي لبنان، وهكذا أيضاً في كل ما قيل عن جهد التنظيم لتحسين الصواريخ التي في حوزته (مشروع دقة الصواريخ) الذي أكثر رئيس الوزراء السابق نتنياهو من التحذير منه، ويبدو أننا أسقطناه من العناوين الرئيسة في الآونة الأخيرة. 
الوضع في الحدود الشمالية يبعث على القلق، وعلى إسرائيل أن تستعد للمستقبل، سواء في جهد سياسي، أو خطوة عسكرية لسوريا وإيران، أو حتى موسكو، وكل واحدة لأسبابها؛ لتقييد عمل سلاح الجو في سوريا، أو عن محاولة نصر الله تغيير قواعد اللعب وإبعاد الطائرات الإسرائيلية عن سماء لبنان. إن تركيز رئيس الوزراء بينيت على إيران مهم للمدى البعيد، ولكنه لن يحل تحديات “هنا والآن” على الحدود الشمالية.      

 

التعليقات (0)