استقالات وانسحابات.. لماذا تأخرت فتح في تسجيل قائمتها؟

profile
  • clock 31 مارس 2021, 1:07:06 م
  • eye 686
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ساعات قليلة تفصلنا عن إغلاق باب الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة، وما يزال تشكيل قائمة فتح الانتخابية يواجه مخاضا عسيرًا، وسط احتجاجات وانشقاقات واستقالات وانسحابات في صفوف الحركة، في صراع محتدم على الترشح والانتساب للقائمة والترتيب فيها.

قائمة للبرغوثي

آخر هذه التطورات، حديث مصادر مطلعة عن حراك انتخابي وجمع تواقيع لمقربي ومناصري الأسير مروان البرغوثي، قبل يوم واحد من إقفال باب تقديم طلبات التشرح.

المصادر أكّدت استعداد البرغوثي لخوض الانتخابات بقائمة مستقلة حال فشل الحوار مع ممثلي القائمة الرسمية لحركة فتح.

وفي الأثناء، خرج بيان من هيئات حركة فتح في السجون الإسرائيلية، جاء فيه: "فوجئنا بمحاولة ابتزازٍ للحركة نفذها الأخ مروان البرغوثي، وتغيير بعض الأسماء بالقائمة، وهذا الموقف لا يمثلنا كأسرى فتح، ونؤكد مجدداً أننا سنبقى جنوداً مخلصين لحركتنا وملتزمون بقرارات الرئيس والحركة".

وهذا أول ظهور رسمي وعلني لحالة الاستقطاب داخل الحركة في ظل صراع المصالح والنفوذ بين أقطابها.

انسحابات وتحولات

وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن عدد من نشطاء الحركة انسحابهم من المشهد الانتخابي لأسباب مختلفة، منها عدم رضاهم على توزيع المقاعد وموقعهم في القائمة.

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، قال -في تصريحات صحفية، الليلة الماضية-: إن الحركة "قررت إعادة النظر في بعض القرارات والمعايير التي اتخذناها سابقاً لعضوية قائمة حركة فتح، ومنها عدم ترشح القيادات الحالية والوزراء".


وهو ما يبدو تراجعاً عن ما أعلنه عدد من قيادات فتح، خلال الأسابيع الماضية، أن الحركة لن ترشح للانتخابات التشريعية من قيادات الصف الأول فيها.

وبدأت اعتذارات المرشحين عن حركة فتح تظهر خلال الأيام الأخيرة، جزء منها علني، والآخر خلف الكواليس، منها اعتذار القيادي في حركة "فتح" الدكتور عدنان ملحم عن قبول الترشح في قائمة الحركة لانتخابات المجلس التشريعي القادمة، بسبب ترتيبه رقم "108".

ووجه ملحم عبر حسابه في "فيسبوك" رسالة لرئيس السلطة محمود عباس، وأعضاء اللجنة المركزية قال فيها: "أشكر ثقتكم الكبيرة، التي منحتموني إياها، بإدراج اسمي في قائمة حركة فتح لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني القادمة برقم 108، وأعتذر عن قبول الترشيح، معتقدا بأن وضعي في هذه المرتبة، لا يتفق مع تاريخي النضالي والأكاديمي الطويل".

أما القيادي في فتح حسن الشاعر فكتب عبر صفحته على "فيسبوك": "احتراما للنفس وللكرامة أعلن من هذه اللحظة انسحابي من الترشح لقائمة حركة فتح لانتخابات المجلس التشريعي 2021، وسأبقى مؤمنا بأنها صمام الأمان وحامية لمشروعنا الوطني الذي قدم الشهداء دماءهم في سبيله رغم سلوك البعض المنطلق من الأهواء والحسابات الشخصية البعيدة كل البعد عن الالتزام بالمعايير التي ينادون بها".

وأضاف: "سأنشر في الأيام القليلة القادمة تفاصيل تجربة الترشح وما تبعها فيما يتعلق بآليات الاختيار ممن كلفوا بمتابعة هذا الموضوع في جنوب الضفة الغربية؛ تبيانا للحق والحقيقة، وكيفية تنفّذهم وتسلطهم على القرار الحركي، والآليات التي اعتمدوها في الاختيار".

ويرى بعضٌ أن فتح واجهت أزمة داخلية قبل تشكيل الانتخابات تخللتها انشقاقات لشخصيات فيها كالقدوة والبرغوثي وفياض ونبيل عمرو وأحمد قريع، وأزمة أخرى خلال التشكيل، وأزمات عميقة ستلحق بالتنظيم في أعقاب صدور القائمة التي بالتأكيد لن تلبي طموح كل أفرادها، في سياق الانشقاقات الحالية.

وكشفت مصادر أخرى عن خلافات بين كوادر الحركة في طولكرم، على خلفية اختيار أعضاء القائمة، وما أسمته "تجاهل مناطق في المحافظة" خلال اختيار المرشحين.

ويثير تأخر فتح حتى اللحظة في تسجيل قائمتها للانتخابات، كثيراً من الأسئلة حول ما ستسفر عنه هذه الخلافات، في ظل إعلان عدد من المقربين من الحركة وكوادرها مخاوفهم على وحدتها، خاصة مع تشكيل تيار دحلان قائمته الانتخابية، ونية ناصر القدوة الذي قررت الحركة فصله منها مؤخرا، تشكيل قائمة خاصة بالملتقى الوطني الديمقراطي.

رامي الحمد الله

وشهدت حركة "فتح" سجالًا قويًا أمس حول ترتيب رئيس الوزراء السابق رامي الحمد الله الذي أصر أن يكون في مقدمة الكتلة أو الرقم الثاني فيها؛ وهو ما أثار احتجاجات كبيرة.

في غضون ذلك أعلن القيادي في حركة "فتح" بجنين محمد حبش اليوم الثلاثاء عن تشكيل قائمة أخرى لحركة "فتح" عقب حالة الغضب التي اجتاحت إقليم فتح في منطقة قباطية على القائمة المشكّلة.

وقال حبش إنّه تمّ "البدء بتشكيل القائمة وسيتمّ تسليما غدًا، ولا نريد محاصصات ولا جلسات لا مع المركزية ولا غيرها؛ لأنه ليس هكذا تساق الإبل".

وأضاف "فتح للجميع ولا يمتلكها أحد، أمّا المناورات التي تحصل حاليًا في أروقة المكاتب المغلقة لا تساوي شيئًا".

ويعود احتجاج تنظيم "فتح" بمنطقة قباطية وجنين إلى وضع نائب رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عزام أبو بكر في ترتيب رقم (55)؛ وهو ما تمّ رفضه على نطاق واسع.

ولا يختلف ما يجري في جنين عن الذي يجري في المحافظات كافة من خلافات بشأن مرشحي قائمة "فتح".


التعليقات (0)