الأسير زكريا الزبيدي.. تفاصيل جديدة حول نفق الحرية

profile
  • clock 2 فبراير 2022, 3:01:57 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سرد الأسير، زكريا الزبيدي، أحد أسرى نفق الحرية من سجن "جلبوع"، تفاصيل جديدة حول الحرية التي انتزعها و5 أسرى آخرين لبضعة أيام قبل عدة شهور، وذلك خلال لقاءه بمحامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حنان خطيب.

يذكر أنه في السادس من أيلول/سبتمبر 2021، تمكن 6 أسرى فلسطينيين وهم: محمود عارضة، محمد عارضة، يعقوب قادري، أيهم كممجي، زكريا زبيدي ومناضل انفيعات من الفرار من سجن "جلبوع" عبر نفق حفروه في زنزانتهم، قبل أن يتم إعادة اعتقالهم خلال أسبوعين.

وروى الزبيدي لأول مرة لمحاميته خلال زيارتها له في عزل سجن "ريمونيم"، تفاصيل انتزاع حريتهم من نفق سجن "جلبوع"، قائلا "كنت أقبع بقسم 4 بسجن جلبوع عندما توجه لي قبل حوالي أسبوعين من العملية الأسير أيهم كممجي قائلا لي ’في طلعة’، فقلت له إنني شاعر بذلك لأنني أسمع بالليل أصوات وكنت استغرب أقول في سري أيعقل أن أحد الأسرى يخطط للهرب، وسألني أيهم حينها عن استعدادي لذلك فقلت له ’أنا اللي بطلع’، فنحن يا أستاذتي العزيزة محاربي حرية وعندنا مسرح الحرية كيف لي أن لا أفكر بالحرية؟"

وتابع "طوال الوقت وأنا أفكر بالخروج ومكاني ليس بالسجن فكيف لي ألا أوافق عندما تأتي القصة لدي؟ قبل أسبوع من العملية طلبت الانتقال لغرفتهم لكي أطلع على الموضوع، عندما دخلت ورأيت الحمام أدركت أننا سننجح في ذلك، سألتهم عن التكتيكات والخطة المرسومة وكيف سنسير بالنفق لأنني لم أجرب الدخول لنفق من قبل، فأخبروني بأن السير سيكون يد للأمام ويد للخلف والمشي بطريقة الحلزون ولكن يوجد مقطعين يجب النوم على الظهر والسير زحفا".

وأضاف "سألت مناضل انفيعات لماذا تريد أن تكون معنا ولم يتبق على إطلاق سراحك أقل من شهرين فقال لي مفاخرا أنا اللي حفرت وتعبت ولازم أكون شريك معكم، وعندها أطلقت عليه لقب ’البايجر’، وفي يوم العملية جاء أحد السجانين ومعه شخص وبدأ بفحص فتحة المجاري فرأى ترابا مبلولا أثارت الشكوك بداخلنا ومباشرة تدخلت ووقفت بينهم، وبدأت بمناداة الأسرى لجلسة لخلق حالة إرباك وعندها أطبقوا الفوهة وذهبوا للتفتيش والفحص بالغرفة المجاورة غرفة رقم 4، عندها أخبرت الشباب أن الوضع لا يحتمل ويجب أن نخرج الليلة من النفق".

ومضى الزبيدي قائلا "في البداية دخل النفق الأسير مناضل انفيعات وتلاه محمد العارضة وبعدها يعقوب قادري وأنا وبعدي أيهم كممجي وآخرنا كان محمود العارضة. داخل النفق علقت وشعرت أن جسمي لا يتحرك حوالي ربع ساعة وكانت المنطقة مظلمة فأحسست بأنني بمنطقة البرزخ بين الأرض والسماء، وعندها طلب مني أيهم ومحمود مواصلة المسير، وأخبرت يعقوب الذي كان أمامي بأنني عالق فظن يعقوب أن الحقيبة تعرقل مسيري فقام بسحبها مني فقلت له إن جسمي عالق بالنفق وأنا لا أستطيع التحرك، حيث هم متعودون على النفق والسير به لأنهم جربوه من قبل أما أنا فهذه أول مرة أسير به ولم أعتد عليه وبعد محاولات عديدة حررت نفسي وواصلت المسير".

واستذكر "وصل يعقوب فوهة النفق منهك القوى وتعب، أما أنا فرفعت يدي وقام مناضل انفيعات بانتشالي وإخراجي من فوهة النفق وخرجنا جميعا. وعندما قطعنا الشارع كادت سيارة أن تدهس أيهم وعندها أيقنا بأنه سيتم الإبلاغ عنا، فقلت لهم سنقطع أرض القطن بسرعة لأنهم سيبلغون عنا ويجب أن نجري، ونحن نجري رأينا طيارة هيليكوبتر وسيارات شرطة فتأكدنا أنه تم الإبلاغ عنا، بعد حوالي كيلو متر من المسير تعب يعقوب ولم يعد يقوى على الجري فتوقف وقال لنا اتركوني واذهبوا، المهم أن تنجوا أنتم فرفضنا جميعا وقلت له اتكئ علي وانا سأسندك، فاستند علي وواصلنا المسير حيث كنا نمشي بأرض زراعية ومحفورة، إلى أن وصلنا إلى قرية الناعورة".

وأكمل الزبيدي "اغتسلنا بالجامع واستبدلنا ملابسنا وبعدها عندما لم تأت السيارة لنقلنا خاب أملنا وقررنا الانفصال لأزواج وكان نصيبي مع محمد العارضة. حيث واصلنا أنا ومحمد المسير بطريق لا نعرفها وكان همنا الخروج من البلدة، مشينا حوالي 7 ساعات وعندما جاء النهار أحسست بجسم يرتطم بالأرض فقال لي محمد إنها أبقار. وعند جلوسنا بأحد الأحراش رأيت شجر الصنوبر الذي زرعه الاحتلال مكان شجر الزيتون وكان بجانب إحدى شجرات الصنوبر فروع وعروق زيتون قد نبتت بجانبها فقلت لمحمد تفرج وشوف كيف زرعوا صنوبر محل الزيتون بس الأساس طالع من جذره، قطعوا الزيتون بس نسيوا إنه اله مد، هم بيقدروا يقطعوا الشجرة بس ما بيقدروا يقطعوا مد الزيتون".

ولفت إلى أنه "اختبأنا بعدها داخل شجرة بطم بالقرب من مستعمرة بمنطقة صناعية، حيث كان داخل الشجرة ثوب أفعى ونمل كبير فقلت لمحمد أننا بوكر لأفعى وأننا بمكان آمن لأن الحيوانات والزواحف أكثر أمنا من الإنسان فقصصت عليه قصة لأمية العرب الشنفرة وقرأت له أبيات من الشعر للشنفرة التي تؤكد على كلامي وأن الحيوان يحافظ علينا أكثر من الإنسان حيث عشنا معهم يوم ونصف ولم يبلغوا عنا أما الإنسان فمجرد أنه شاهدنا أبلغ عنا".

وذكر أنه "قبل القبض علينا بيوم اختبأنا بمبنى قيد الإنشاء وقد دخلت أجهزة الأمن الإسرائيلية للتفتيش عننا ولم تجدنا وقد كنا مختبئين بالطابق الثاني. وكنت في كل يوم أتسلق على شجرة للاستطلاع وقد تفاجأت من حجم التحركات والتفتيش عنا، وإغلاق الأماكن لم يكن طبيعيا وبحجم التحركات والوسائل التي استعملها جهاز الأمن الإسرائيلي لم أتوقع أن نصمد بالخارج 6 أيام دون القبض علينا، علما أنهم وصلوا بمقربتنا عدة مرات ولم يعثروا علينا. إذ كان كان معنا أجهزة راديو وقد علمنا من الأخبار أنه تم القبض على محمود ويعقوب ولكننا لم نخف، حتى وأننا بينهم ومحاصرينا لم نخف فنحن طالبي حرية ليس إلا".

واستدرك قائلا "ذهبنا لاستكشاف ما حولنا فرأينا أرضا بها خروب فأكلنا منه وبالصدفة مروا شخصين بتراكتورون نزل أحدهم وأعطانا قنينة ماء وبعد أن ذهبوا حاولنا الركض لأننا شعرنا بأنهم سيبلغون عنا، اختبأنا لمدة حوالي ساعتين تحت شجرة وكانت سيارات الشرطة تمر من جانبنا وتذهب، بعدها رآنا شخص كان برفقة طفلة صغيرة فتحدث معه محمد وأنا جلست وسلمت على الطفلة ولكن للأسف بعد دقائق رأينا طائرات الهيليكوبتر وقوات كبيرة من جيش الاحتلال فدخلنا تحت سيارة كبيرة، وكان محمد يضع على رأسه حجر كحماية وبعد مرور حوالي 3-4 ساعات تعب محمد من الحجر ما أجبره على التخلص منه وعندما رماه رآه أحد الجنود وتم القبض علينا، وإعادة اعتقالنا بالقرب من قرية أم الغنم في منطقة الجليل الأسفل بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر من العام الماضي".

التعليقات (0)