عماد عزت يكتب : الإنسان و الفن

profile
عماد عزت فنان تشكيلي
  • clock 31 مارس 2021, 3:57:02 ص
  • eye 1450
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يقول (رينيه ويج).(أستاذ سيكولوچية الفنون التشكيلية في (الكوليچ دي فرانس):(ليس الفن لهوا أو مجرد ترف؛ مهما يكن هذا الترف رفيعا ،بل الفن ضرورة ملحة من ضرورات النفس الإنسانية في حوارها الشاق المستمر مع الكون المحيط بها.فإذا صح القول ألا فن بلا إنسان فينبغي القول كذالك ألا إنسان بلا فن).

من الطبيعي في أول مراحل الحياة البشرية لم يكن هناك (فن) بالمعني المفهوم لنا الآن.بل كان هناك إستكشاف لوسائل وأدوات تعين الإنسان علي الحياة.ومن ثم نشأ الوعي الخلاق لدي الإنسان الأول عندما إستخدم يده في صنع هذه الأدوات.وهو لم يصنعها إلا بعدما إستكشف أنها نافعة له.وكانت الوظيفة الأساسية للفن منح الإنسان القوة إزاء الطبيعة أو إزاء العدو أو إزاء رفيق الجنس أو إزاء الواقع ، أو قوة لدعم الجماعة الإنسانية. فلم يكن للفن في فجر الإنسانية بالجمال. بل كان أداة أو سلاحا في يد الجماعة الإنسانية في صراعها للبقاء.وإرتبط الفن بمولد الإنسان نفسه منذ اللحظة الأولى.ومعني هذا أننا حين نتحدث عن نشأة الإنسان الأولي،ومن ثم عن نشأة الفن.ولم تكن القيمة الجمالية إلا خبرة إكتسبها الإنسان من خلال الممارسة الطويلة،وقد جاءت تالية للقيمة النفعية.ولذالك فمن حقنا أن مستكشف في أعمال البدائيين بعض القيم الجمالية،وربما كانت البراءة والبساطة والتلقائية هي تلك القيم الماثلة فيها،التي صارت تشد إليها بعض الفنانين المحدثين.ولم يكن الإنسان البدائي نفسة علي وعي بهذه القيم.ومن ثم فقد يتضح لنا أن الإنسان البدائي قد عرف النقش علي الحجر قبل معرفة القراءة والكتابة . حيث نقش مظاهر الحياة عليها . فمن ثم سوف نستعرض السمات والخصائص الفنية المميزة للفن البدائي.

١- مارس  البدائي الرسم و النحت قبل أن يعرف الكلام والزراعة وقبل أن يستأنس الحيوان ويصنع الفخار.

٢-كان تعبيرة يمتاز بالتلقائية والفطرة،وعبر عما هو موجود ومتعايش معه في البيئة التي يعيش فيها.

٣-تتميز رسومة بالبساطة و الصرامة وإظهار الحركة ،نستطيع أن نري في الأشكال تعبيرات واضحة عن الحيوان في أوضاع وحركات مختلفة تدل علي قوة الملاحظة.

٤-كان يعبر في رسومة عن الشكل العام دون الإهتمام بالتفاصيل الصغيرة،فكان يعتمد أساسا علي الخط الخارجي المحدد للشكل كوسيلة تعبير أساسية بتحديد الشكل الخارجي بخط قوي وواضح .

٥- كان لا يهتم الفنان البدائي بقواعد المنظور المعروفه . كما يفعل فنانو اليوم.بل كان يختزن الأشكال في الذاكرة فيسجلها بعد أن يلعب فيها خيالة .

٦-الزخرفة البدائية نمط ملئ بالرموز والمعاني بسيط التفاصيل، فأشتقت رسومه من القوام الإنساني والحيواني وإبتدعوا الأشكال الهندسية البسيطة.

٧_ من الأسباب التي دعت الإنسان الأول إلي تسجيل رسوم للحيوانات علي جدران الكهوف إنها تعاويذ تجلب الحظ وتساعد علي صيد الحيوان المرسوم والتغلب عليه في الطبيعة.

٨- يمكن إعتبار الرسوم التي نفذت علي جدران الكهوف و المساكن البدائية بدئا لتاريخ الرسم والتصوير.

وقد تفنن الإنسان البدائي في عمل تماثيل وأدوات من عاج العظم المأخوذ من الحيوانات والأسماك الكبيرة تمثل الإنسان والحيوان والأشكال الخرافية أو التماثيل والتعاويذ.

وعليه ومهما يكن من شئ فإن الفنان البدائي لابد أن يكون طوال المراحل البدائية المختلفة قد أكتسب خبرة حرفية أستنبط لنفسة منها علي مر الزمن مجموعة من التقاليد الفنية،وإكتسب كثيرا من المهارات ، فليس من المعقول أن ينتقل الإنسان من العصور البدائية إلي عصر الحضارة فجأة ،ودون أن يكون قد حصل الخبرات الأزمة لمواجهة الحياة في إطار هذه الحضارة،ومنها الخبرة الجمالية،بل لنقل إنه إنما صنع الحضارة من حصيلة هذه الخبرات.



هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)