الاستخبارات الأمريكية بعد حرب غزة: إسرائيل ستفشل إذا حاربت حزب الله

profile
  • clock 7 يناير 2024, 6:05:26 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تسعى إسرائيل إلى الدخول فر حرب مع حزب الله، حتى تتجنب قدراته العسكرية وإبعاده عن الحدود بما يكفي لأن سكان المستوطنات الإسرائيلية على الحدود يخشون تكرار 7 أكتوبر معهم ولكن هذه المرة من حزب الله، لذلك تريد إسرائيل رجوع حزب الله إلى وراء نهر الليطاني حتى يكون قوات حزب الله بعيدة عن المستوطنات الإسرائيلية.

وأظهر تقييم استخباراتي أمريكي جديد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي سيكون من الصعب عليها النجاح في حرب ضد "حزب الله" اللبناني، بينما لا يزال الصراع دائرا في قطاع غزة، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مصدرين مطلعين على هذا التقييم الذي أصدرته وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية (DIA).

 

مغامرة نتنياهو

وتقول الصحيفة، في تقرير  أن المسؤولون الأمريكيون يشعرون بالقلق من أن يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن القتال الموسع في لبنان هو مفتاح بقائه السياسي وسط انتقادات داخلية لفشل حكومته في منع هجوم "حماس" في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 1200 شخص واحتجاز حوالي 240 أسيرا في غزة.

 

ويرى المسؤولون الأمريكيون أن "حزب الله"، وهو خصم للولايات المتحدة منذ فترة طويلة ولديه مقاتلين مدربين تدريباً جيداً وعشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف، لا يزال يتجنب تصعيدا كبيرا مع إسرائيل، وفقا للتقرير.

 

 

ويضيف المسؤولون أن زعيم الحزب حسن نصر الله يسعى إلى الابتعاد عن حرب أوسع نطاقا، وفي خطاب ألقاه يوم الجمعة الماضي، تعهد نصر الله بالرد على العدوان الإسرائيلي، في حين ألمح إلى أنه قد يكون منفتحا على المفاوضات بشأن ترسيم الحدود مع إسرائيل.

 

ضرب "حزب الله" في بداية الحرب

وقال مسؤولون أمريكيون إنه منذ هجوم "حماس"، ناقش المسؤولون الإسرائيليون شن هجوم وقائي على "حزب الله".

 

وقد واجه هذا الاحتمال معارضة أمريكية مستمرة بسبب احتمالية جر إيران، التي تدعم كلا المجموعتين، والقوات الوكيلة الأخرى إلى الصراع - وهو احتمال قد يجبر الولايات المتحدة على الرد عسكريًا نيابة عن إسرائيل.

 

وتنقل الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة قوله إنه عندما طرح المسؤولون الإسرائيليون لأول مرة فكرة مهاجمة "حزب الله" خلال الأيام الأولى للصراع في غزة، أثار المسؤولون الأمريكيون الاعتراضات على الفور.

 

وكان المسؤولون الإسرائيليون مقتنعون في البداية بأن "حزب الله" كان يقف وراء توغل "حماس" في مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر، وقد تلقوا معلومات استخباراتية غير دقيقة تفيد بأن الحزب اللبناني سينفذ هجوما عنيفا مشابها على شمالي إسرائيل.

 

 

صراع لن يكون مثل غزة

ويخشى المسؤولون أن يفوق صراع واسع النطاق بين إسرائيل ولبنان سفك الدماء الذي شهدته الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006 بسبب ترسانة "حزب الله" الأكبر بكثير من الأسلحة بعيدة المدى والدقيق.

 

وتنقل "واشنطن بوست" عن بلال صعب، الخبير في الشؤون اللبنانية في معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث في واشنطن قوله: "قد يتراوح عدد الضحايا في لبنان بين 300 ألف و500 ألف، الأمر الذي يستلزم إخلاءً واسع النطاق لشمال إسرائيل بأكمله".

 

وأضاف أن "حزب الله" قد يضرب إسرائيل بشكل أعمق من ذي قبل، ويعمد للإضرار بأهداف حساسة مثل مصانع البتروكيماويات والمفاعلات النووية، وقد تقوم إيران بتنشيط الميليشيات في جميع أنحاء المنطقة.

 

وأردف صعب: "لا أعتقد أن الأمر سيقتصر على هذين الخصمين".

 

ومضى بالقول: "المنطق السياسي لنتنياهو هو أن ينتعش بعد الفشل التاريخي في 7 أكتوبر وأن يحقق نوعاً من النجاح ليظهره للجمهور الإسرائيلي، لكن لست متأكداً من أن ملاحقة حزب الله هي الطريقة الصحيحة للقيام بذلك لأن تلك الحملة ستكون أكثر تحدياً بكثير من تلك الموجودة في غزة".

 

 

استهداف الجيش اللبناني

ووفقا للتقرير الاستخباراتي الذي نشرته الصحيفة، يشعر المسؤولون الأمريكيون بالغضب من إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على ضرب مواقع تابعة للجيش اللبناني أكثر من 34 مرة منذ 7 أكتوبر، حيث تعتبر الولايات المتحدة الجيش اللبناني هو المدافع الرئيسي عن سيادة لبنان وثقل موازن رئيسي لنفوذ "حزب الله" المدعوم من إيران.

 

ووجد التقرير الاستخباراتي الأمريكي أنه في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أدت أربع قذائف من نيران الدبابات الإسرائيلية إلى مقتل جندي من الجيش اللبناني وإصابة ثلاثة آخرين.

 

وفي 8 ديسمبر، أصابت نيران المدفعية الإسرائيلية المحتوية على الفسفور الأبيض منشآت تابعة للجيش اللبناني، مما أدى إلى إصابة جندي من الجيش استنشق الأبخرة الضارة.

 

وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني، أحدثت النيران الإسرائيلية على موقع للجيش اللبناني في سردا "فجوة كبيرة في هيكل الجيش"، وفقا للتعبير الوارد في التقرير.

 

وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي إن إدارة بايدن كانت "مباشرة وصارمة للغاية" مع الإسرائيليين بشأن هذه القضية، وقال إن الإصابات والوفيات في صفوف القوات المسلحة اللبنانية غير مقبولة.

 

وأضاف المسؤول أن الأولوية هي الحفاظ على مصداقية الجيش اللبناني، وأنه يجب على المجتمع الدولي أن يبذل كل ما في وسعه لدعمهم ودعمهم، لأنهم سيكونون عنصرًا حيويًا في أي سيناريو "اليوم التالي" في لبنان.

 

 

سحب القوات من غزة

وقال مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية إن خطر قيام إسرائيل بشن هجوم شامل على "حزب الله" لم يختفي أبدًا، ولكن كان هناك قلق أوسع بشأن التصعيد في الأسابيع الأخيرة، خاصة وأن إسرائيل أعلنت انسحابًا مؤقتًا لعدة آلاف من القوات من غزة، ووهو القرار الذي قد يفتح المجال أمام الموارد لعملية عسكرية في الشمال.

 

وقال مسؤول أمريكي آخر إن القوات التي انسحبت إسرائيل من غزة يمكن نشرها في الشمال بعد وقت كاف للراحة والاستعداد لموجة أخرى من القتال.

 

لكن القوات الجوية الإسرائيلية مرهقة أيضًا، حيث قامت بضربات مستمرة منذ بدء الحرب في أكتوبر، حسبما قال المسؤول، موضحًا تقييم وكالة الاستخبارات العسكرية بأن التصعيد في لبنان من شأنه أن يؤدي إلى تشتت القوات الإسرائيلية.

 

وقال المسؤول إن الطيارين متعبون، ويجب صيانة الطائرات وإعادة تجهيزها، وسوف يواجهون مهمات أكثر خطورة في لبنان مما هي عليه في غزة، حيث لا تملك "حماس" سوى القليل من الدفاعات المضادة للطائرات التي تمكنها من إسقاط الطائرات المهاجمة.

 

موقف "حزب الله"

وتنقل "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنه من غير المرجح أن يوافق حزب الله على صفقة حدودية بينما يتعرض عشرات الفلسطينيين في غزة للقتل أو الإصابة نتيجة للحملة العسكرية الإسرائيلية هناك.

 

وهناك تصورات مختلفة داخل الإدارة حول اهتمام نتنياهو بالتوصل إلى حل تفاوضي للصراع مع "حزب الله".

 

وقال مسؤول أمريكي كبير إن تعهد الزعيم الإسرائيلي بإحداث "تغيير جوهري" لمعالجة القتال الحدودي مع "حزب الله" هو مجرد تهديد يهدف إلى انتزاع تنازلات من الجماعة اللبنانية.

 

وقال آخرون إنه إذا انتهت حرب غزة غدا، فإن مسيرة نتنياهو السياسية ستنتهي معها، مما سيحفزه على توسيع الصراع.

التعليقات (0)