البنتاغون وضع خططا مفصلة للهجمات.. سر التراجع الأمريكي عن محاربة الحوثي

profile
  • clock 1 يناير 2024, 12:19:58 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الولايات المتحدة تخشى من تبعات توجيه ضربات عسكرية لجماعة الحوثي في اليمن.

وفي تحليل نشرته الصحيفة للباحث مايكل هورتون، نقلا عن مؤسسة "جيمس تاون" للأبحاث،  اوضحت الصحيفة أن هذه الضربات قد ينتج عنها تأثير عكسي بأن يصب في صالح الجماعة وحليفتها إيران.

وتضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر الماضي لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها و/ أو تشغلها شركات إسرائيلية و/ أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

وقالت "نيويورك تايمز" إن مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) "وضعوا خططا مفصلة لضرب قواعد الصواريخ والطائرات بدون طيار في اليمن وبعض المنشآت التي تضم زوارق سريعة من النوع الذي يستخدمه الحوثيون لمهاجمة سفن الحاويات".

واستدركت: لكن يوجد قلق من أن مثل هذه الهجمات "ستصب في مصلحة إيران وخطتها"، في إشارة إلى احتمال اندلاع حرب إقليمية واسعة تضطر فيها واشنطن وتل أبيب للقتال على جبهات متعددة.

وقال الملحق العسكري الأمريكي السابق في اليمن، آدم كليمنتس: "لدي شكوك حول ما ستفعله الضربات.. العلاقة بين إيران والحوثيين تستفيد بشكل كبير من الصراع".

وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، ومنذ اندلاع الحرب تقدم واشنطن لحليفتها تل أبيب أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون الولايات المتحدة "شريكة" في "جرائم الحرب الإسرائيلية" بغزة.

وتضامنا مع غزة، شنت جماعات موالية لإيران، بينها "حزب الله" في لبنان والحوثيون وجماعات أخرى في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/أو أمريكية، وردت عليها تل أبيب وواشنطن بهجمات جوية.

مشكلة مستعصية

و"يمثل الحوثيون مشكلة مستعصية على المنطقة وعلى المجتمع الدولي، وهم جماعة عسكرية وسياسية هائلة تفهم القوة وتدرك مواطن الضعف".

وتابع: "سينظر الحوثيون إلى الرد الأمريكي (الدفاعي) الحالي على أنه بلا أنياب". وفي 18 ديسمبر الماضي، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تشكيل قوة مهام بحرية باسم "حارس الازدهار" تضم 10 دول، بينها دولة عربية واحدة هي البحرين؛ بهدف مواجهة الهجمات في البحر الأحمر.

و"مع ذلك، فحتى السيناريو غير المرجح، المتمثل في قيام الولايات المتحدة وإسرائيل بشن ضربات متواصلة على الجماعة، لن يفعل الكثير لإضعاف قدرتها على تنفيذ هجمات على أهداف في البحر الأحمر والسعودية"، كما استدرك هورتون.

وأوضح أن "مثل هذه الضربات لن تؤدي إلى تقليص قبضة الحوثيين على السلطة في اليمن، بل من المرجح أن يكون للغارات الجوية تأثير عكسي، بأن تساعد الحوثيين على تعزيز دعمهم (الشعبي المحلي والإقليمي) على المدى القصير".

قدرات متزايدة

هوترون رأى أنه "لا توجد إجابات جيدة لإدارة التهديد الذي يشكله الحوثيون. وقد تؤتي الجهود السعودية ثمارها، على الأقل بالنسبة للسعوديين أنفسهم، الذين يريدون أمن الحدود قبل كل شيء. ومع ذلك، فإن القدرات العسكرية للحوثيين ستزداد في السنوات القادمة".

وتجري الرياض مفاوضات مع الحوثيين لإحلال سلام دائم في اليمن، الذي يشهد منذ 20 شهرا تهدئة من حرب اندلعت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين المسيطرين على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ عام 2014.

وأضاف هورتون أن "الحوثيين يرون أن استراتيجيتهم الحالية، المتمثلة في التصعيد المدروس، ناجحة وخالية من العواقب قصيرة المدى".

وزاد بأنه "نتيجة لذلك، فمن شبه المؤكد أن هجمات الحوثيين ستستمر، وكلما طال أمدها، كلما تعاظم التهديد المتمثل في أن سوء التقدير من جانب الحوثيين سيجبر الولايات المتحدة أو إسرائيل على التدخل وإطلاق حلقة تصعيدية قد تكون لها عواقب وخيمة على المنطقة والاقتصاد العالمي على نطاق أوسع".

ويرهن الحوثيون وقف هجماتهم بإنهاء الحرب المدمرة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة وخلّفت حتى أمس الأحد 21 ألفا و822 شهيدا، و56 ألفا و451 جريحا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

التعليقات (0)