الجارديان: 4 أسئلة تلخص ما يحدث الآن في السودان

profile
  • clock 16 أبريل 2023, 1:00:05 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

نشرت صحيفة "الجارديان" تقدير موقف للأحداث التي تشهدها السودان حاليا، حيث تتصاعد المعارك الدموية بين قوات الدعم السريع التي يتزعمها نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو (حميدتي) والجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان.

وعبر 4 أسئلة وإجاباتها، تحاول الصحيفة تلخيص ما يحدث وجذوره، وإرهاصاته الاستراتيجية

وأشارت "الجارديان" إلى أن الاشتباكات بين الجيش السوداني والقوات شبه العسكرية الرئيسية في البلاد "الدعم السريع"، خلفت ما لا يقل عن 56 قتيلاً، فيما أصبحت السيطرة على القصر الرئاسي والمطار الدولي في الخرطوم موضع شك بعد مزاعم من الجانبين.

وأكدت أن القتال الحالي يهدد بزعزعة استقرار السودان والمنطقة الأوسع.

 

1- ماذا وراء القتال؟

اندلعت الاشتباكات وسط صراع واضح على السلطة بين الفصيلين الرئيسيين في النظام العسكري السوداني.

تعود جذور الصراع على السلطة إلى السنوات التي سبقت انتفاضة 2019 التي أطاحت بالحاكم السابق للبلاد عمر البشير، الذي شكل قوات أمنية هائلة أطلقها عمداً ضد بعضها البعض، بحسب الصحيفة.

وعندما تعثرت محاولة الانتقال إلى حكومة ديمقراطية بقيادة مدنية بعد سقوط البشير، بدت مواجهة نهائية حتمية، حيث حذر دبلوماسيون في الخرطوم في أوائل عام 2022 من مخاوفهم من اندلاع مثل هذا العنف.

وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت التوترات بشكل أكبر بين المكونين العسكريين بالفعل.

 

2- كيف تطورت الخصومات العسكرية؟

أسس البشير قوات الدعم السريع لسحق التمرد في دارفور الذي بدأ منذ أكثر من 20 عامًا بسبب التهميش السياسي والاقتصادي للسكان المحليين من قبل الحكومة المركزية في السودان.

كانت قوات الدعم السريع تُعرف أيضًا باسم "الجنجويد"، الذي أصبح مرتبطًا بفظائع واسعة النطاق.

وفي عام 2013 ، حول البشير "الجنجويد" إلى قوة شبه عسكرية شبه منظمة ومنح قادتهم رتبًا عسكرية قبل نشرهم لسحق التمرد في جنوب دارفور ثم أرسل الكثيرين للقتال في الحرب في اليمن ، وبعد ذلك ليبيا.

تعاونت قوات الدعم السريع بقيادة "حميدتي" والقوات العسكرية النظامية بقيادة البرهان للإطاحة بالبشير في عام 2019.

ثم فرقت قوات الدعم السريع اعتصامًا سلميًا وقع أمام المقر العسكري في الخرطوم، مما أسفر عن مقتل المئات، ومزاعم بحدوث انتهاكات واسعة تضمنت اغتصاب العشرات، وفقا للصحيفة.

وتوقفت صفقة تقاسم السلطة مع المدنيين الذين قادوا الاحتجاجات ضد البشير، والتي كان من المفترض أن تؤدي إلى انتقال نحو حكومة ديمقراطية ، بسبب انقلاب عسكري في أكتوبر/تشرين الأول 2021.

أعاد الانقلاب السيطرة على الجيش، لكنه واجه مظاهرات أسبوعية وعزلة متجددة وتفاقم المشاكل الاقتصادية.

تأرجح "حميدتي" وراء خطة انتقال جديد، مما رفع التوترات مع البرهان إلى السطح.

يمتلك حميدتي ثروة هائلة مستمدة من تصدير الذهب من المناجم غير القانونية، ويقود عشرات الآلاف من قدامى المحاربين، ولطالما شعر بالاستياء من منصبه كنائب رسمي في المجلس الحاكم في السودان.

 

3- ما هي خطوط الصدع؟

أحد الأسباب المركزية للتوتر منذ الانتفاضة هو المطلب المدني بالإشراف على الجيش ودمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة النظامية، وفقا لـ"الجارديان".

كما دعا المدنيون إلى تسليم الإرث العسكري المربح في قطاعات الزراعة والتجارة وغيرها من الصناعات، وهي مصدر أساسي للثروة بالنسبة للجيش.

نقطة خلاف أخرى هي السعي لتحقيق العدالة بشأن مزاعم ارتكاب الجيش وحلفائه بارتكاب جرائم حرب في دارفور منذ عام 2003.

وتسعى المحكمة الجنائية الدولية إلى محاكمة البشير وغيره من السودانيين المشتبه بهم.

كما تم السعي لتحقيق العدالة بشأن مقتل المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في يونيو/حزيران 2019، والتي تورطت فيها قوات عسكرية. واستشاط نشطاء وجماعات مدنية غضبًا بسبب التأخير في إجراء تحقيق رسمي.

بالإضافة إلى ذلك، فهم يريدون تحقيق العدالة لما لا يقل عن 125 شخصًا قتلوا على أيدي قوات الأمن في الاحتجاجات منذ انقلاب 2021، بحسب التقرير.

 

4- ما هي المخاطر المترتبة على القتال الجاري في السودان على مستوى المنطقة؟

تقول الصحيفة إن السودان يقع في منطقة مضطربة يحدها البحر الأحمر ومنطقة الساحل والقرن الأفريقي.

واجتذب موقعه الاستراتيجي وثروته الزراعية القوى الإقليمية، مما أدى إلى تعقيد فرص الانتقال الناجح إلى حكومة يقودها المدنيون.

وتأثر العديد من جيران السودان - بما في ذلك إثيوبيا وتشاد وجنوب السودان - بالاضطرابات السياسية والصراعات، وتوترت علاقة السودان مع إثيوبيا، على وجه الخصوص، بسبب قضايا تشمل الأراضي الزراعية المتنازع عليها على طول حدودهم.

تلعب الأبعاد الجيوسياسية الرئيسية دورًا أيضًا، حيث تتصارع روسيا والولايات المتحدة والسعودية والإمارات وقوى أخرى على النفوذ في السودان.

رأى السعوديون والإماراتيون في انتقال السودان فرصة للرد على النفوذ الإسلامي في المنطقة، وفقا لـ"الجارديان"، وهم - إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا - يشكلون "الرباعية" التي رعت الوساطة في السودان إلى جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

وتخشى القوى الغربية أيضا من احتمال وجود قاعدة روسية على البحر الأحمر، لاسيما بعد أن أعرب قادة عسكريون سودانيون عن انفتاحهم عليها.

التعليقات (0)