الحارث طه يكتب :إسرائيل.. بقيادة بلينكن وإدارة اوستن

profile
الحارث طـه صحافي سوري ، ومنتج إخباري، مقيم في هولندا
  • clock 14 أكتوبر 2023, 6:19:25 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
متداول

جاء على الفور ودون موعد وعلى جناح السرعة حاملا معه كل الدعم والآلام على ما جرى في إسرائيل من هجمات إرهابية داعشية على حد وصفه. لم يشجب ولم يستنكر فقط، كما فعل بعض وزراء الخارجية من الطرف الآخر ، لا بل أتى بجلال قدره ليقول انا أقف اليوم ليس كوزير خارجية أكبر دولة في العالم ، لا انا أقف اليوم كيهودي صاحب مصيبة ، نعم يهودي وأن كان يحمل جنسية أمريكية، وذو المنصب الأكبر في أمريكية، رئيس للدبلوماسية الامريكية بلا منازع.

" أحمل معي تعاطف ودعم مطلق من قبل الإدارة الأمريكية للرد على الهجمات الإرهابية على وطني الديني إسرائيل، ونحن نقف صفا واحدا مع أي تحرك سياسي وعسكري تجاه أي بلد يتجرئ على المسى بكرامة الشعب اليهودي والدولة الإسرائيلية ". هكذا صرح للعالم .

وعليه قدم مشروعه الدبلوماسي في مرحلة الحرب ضد الجماعات والمنظمات والدولة التي تزعزع أمن إسرائيل، كان أهم بنودها و أولي خطوات العمل بها " إسرائيل أولا" ، هذا البند  يعد الأهم عبر التاريخ،  فأي بعد استراتيجي تراه إسرائيل لحماية اراضيها مصان ومضمون من قبل الإدارة الأمريكية وقرارات دولية.

إن عمل وزير الخارجية الامريكي في الفترة القادمة هو نفسه عمل وزير الخارجية الاسرئيلي أو قد يكون هو نفسه وزيرا لخارجية الدولة العبرية. فأي قرار يصب في رؤية إسرائيل لبناء دولة أكثر قوة وحماية من هجمات مستقبلية،  هو نفسه قرار امريكي ودولي من قبل الدول الضامنة لوجودة الدولة اليهودية.

وعليه بدأ بلينكن وزير الخارجية الامريكي الاسرائيلي عمله في جولة  مكوكية في المنطقة والعالم وقد يسكن في الجو لفترة لكثرة التنقلات بين الدول وإسرائيل. كما فعل معلمه الأسبق  مهندس السياسة الأمريكية هنري كسنجر وزير الخارجية يهودي الديانة في جولاتها في الحرب السابقة في اكتوبر 1973  لضمان بقاء وأمن دولة إسرائيل.  تلك اللقاءات التي كان يجريها مع المصريين والسوريين ودول الخليج . 

واليوم التاريخ يعيد نفسه نفس الأطراف والضحية نفسها على تلك الأرض.

ما كان من بلينكن الا أن وضع المبادئ الدبلوماسية مع الرئاسة المصرية التي تسيطر على القرار المصري بتخصيص جزء من أرض سيناء لشعب غزة ، والذي سيتم تهجيره الفلسطينيين اليه في وقت لاحق، وستكون هذه المنطقة تحديدا العريش المصرية تحت ادارتهم، ومن ثمة تنتقل الادارة الي الفلسطينيين مستقبلا، تلك المنطقة ستكون منزوعة السلاح تتمتع بحكم ذاتي، مرتبطة بقرارها الدولي بجهاز المخابرات المصري حصرا.

ثم انتقل بلينكن إلى دول الخليج لطلب فتح ميزانيات تمويل لتلك الأرض والدولة المستقبلية، وعليه تخصص دول الخليج ميزانية سنوية مدعومة أمريكيا بمعونات سنوية أيضا لضمان استمرار تلك الدولة وتهيئة الظروف الاقتصادية والدولية لبنائها وفق المعايير الامريكية الصرفة.

وعليه ينتقل بلينكن إلى أوروبا فرنسا والمانيا وبريطانيا لحشد أكبر دعم لرؤيته الامريكية الاسرائيلية، على اعتبار انه يحمل حقيبتين خارجية في وقت واحد . ولفرض حاله الاصطفاف لمجموعة من دول صنع القرار في العالم خلف القرار والوجود الاسرئيلي في المنطقة.

بعد أن أمر كبار القادة العسكريين بتحريك أكبر حاملة طائرات في الجيش الامريكية، والأكثر تطورا بتجاه شواطئ إسرائيل لدعم ومؤازرة الجيش الاسرائيلي، خلال يوم واحد من الهجمات ما تصفهم امريكا بالارهابيين، وبعدها بثلاث ايام امر بإرسال حاملة طائرات أخرى موجودة في الخليج العربي بالتحرك بنفس الاتجاه إلى السواحل الشمالية لإسرائيل.  وهو يراقب الوضع في مكتبه في مبنى البنتاغون لما يحدث في إسرائيل محاطا بمجموعة كبيرة من المستشارين العسكريين لتقيم الوضع الميداني، ووضع خطط سريعة لاحتواء الضربات المستمرة من قبل كتائب القسام،  والرد بضربات جوية أو صاروخية من خلال الأقمار الصناعية، وتحديد الاهداف من قبل قادة في البنتاغون وتمريريها للقادة العسكريين على الأرض في إسرائيل.

بعد اجتماع لويد اوستن وزير الدفاع الاميريكية مع كبار مستشاريه وصل الأخير لنتيجة مهمة، هو فشل العسكريين الاسرائليين على الأرض، وعدم كفاءتهم على إدراة حرب، وما كان من اوستن آلا أن قرر إدراة المعركة ليس من مكتبه في البنتاغون لكن من مقر وزارة الدفاع الاسرئيلية في تل أبيب ومعه مجموعة كبيرة من العسكريين المستشارين الاكثر دراية بعلوم الحرب.

برز اختلاف في الروية الاميريكية نفسها بين وزارة الدفاع ووزارة الخارجية،  احيث يري بلينكن أن إسرائيل دولة هي الأقرب وجزء لا يتجزأ من امريكا،  وتسعى إلى وجودها كدولة ذات سيادة على أكبر أرض قد تستولي عليه في المستقبل. 

بينما تري وزارة الدفاع الاميريكية أنها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة الشرق الأوسط،  وهي مركز العمليات العسكرية الامريكية تاريخيا وفي المستقبل. وعليه تكون إسرائيل أكبر قاعدة بحرية بناءا على تحرك حاملات الطائرات الموجودة في البحر المتوسط والخليج العربي واكبر قاعدة عسكرية كما بنيت لتكون في السابق.

التعليقات (0)