الحر يجتاح أجزاء كبيرة من العالم.. ومخاوف من هجرة مناخية في المستقبل

profile
  • clock 20 يوليو 2023, 10:13:45 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يعاني العالم من أزمة تغير المناخ التي تؤدي إلى اترفاع درجات الحرارة، وسط تحذيرات من عواقب وخيمة على تشكيل المجتمعات والهجرة الجماعية.

ويشهد العالم ارتفاعا غير مسبوق في مستويات درجات الحرارة، وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة، والدول الواقعة في نصف الكرة الشمالي.

وينجم عن ارتفاع درجات الحرارة في العالم اليوم، عواقب وخيمة ومدمرة على حياة البشر والبيئة، وقد ينجر العالم إلى مشاكل أخرى تشبه أحجار الدومينو، تماما مثل الأحداث الكارثية الأخرى، كالزلازل ووباء كورونا، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

ونظرا لأن تغير المناخ يجعل الطقس أكثر شدة وتطرفا، ويهدد الأرواح من خلال الحرارة الشديدة والأحداث الكارثية، فمن المتوقع أن تتم إعادة تشكيل المجتمعات، وتحريك الناس وتغيير التسلسل الهرمي والسلوكيات.

وبالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، فقد يكون للهجرة الجماعية المرتبطة بالمناخ، والتأثيرات السياسية الناجمة عنها عواقب وخيمة.

ومن المرجح أن يؤدي تغير المناخ إلى نزوح الناس داخل بلدانهم، ودفعهم إلى طلب الحماية من حكوماتهم.

وقالت ستيفاني شوارتز، أستاذة العلوم السياسية في كلية لندن للاقتصاد والتي تدرس الهجرة القسرية: "عندما نتحدث عن النزوح المناخي، بدلا من التفكير في لاجئي المناخ في المستقبل عبر الحدود، فإنه يمكننا بالفعل التفكير في الأشخاص الذين نزحوا بسبب الأعاصير أو حول المزيد من الأشخاص الذين نزحوا بسبب الحرائق في الولايات المتحدة"، وهو ما قد يسبب أزمات نفسية كبيرة لهؤلاء الأشخاص.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في بعض الحالات القصوى، مثل جزر المحيط الهادئ المهددة بارتفاع مستوى سطح البحر، فقد لا تكون الهجرة الداخلية ممكنة، ويمكن أن تؤدي الكوارث المناخية أيضا إلى تفاقم الأسباب الأخرى للهجرة عبر الحدود، مثل العنف أو ضعف أسواق العمل.
لكن تشير الأبحاث إلى أن الكثير من الهجرة المرتبطة بالمناخ ستؤدي إلى تضخيم الاتجاهات الحالية، مثل انتقال الأشخاص من المناطق الريفية إلى المدن.

وأضافت الصحيفة، أن الوعد بالوظائف الحضرية هو بالفعل إغراء لكثير من الناس، وقد يصبح أقوى إذا أدى الجفاف أو الكوارث الأخرى إلى زيادة صعوبة الزراعة في كسب العيش.

وذكرت أن تغير المناخ، سيؤثر على الجميع، فانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والناجمة عن حرق الوقود الأحفوري، تؤدي إلى تسخين الأرض بأكملها، وليس بعض البلدان فقط.

الحر يجتاح العالم.. واليونان تكافح حرائق كبرى
ويستمر الحر الشديد في الهيمنة على أجزاء كبيرة من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية حيث تسببت درجات الحرارة القصوى جدا بحرائق غابات عنيفة في الأيام الأخيرة لا سيما في اليونان.

من كاليفورنيا إلى الصين حذّرت السلطات من مخاطر الحر على الصحة داعية السكان إلى الإكثار من شرب المياه والاتقاء من وطأة الشمس، وفي أوروبا أيضا فرض الانذار الأحمر بسبب "خطر كبير" ناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، بحسب رصد لوكالة "فرانس برس".

ويكافح مئات عناصر الإطفاء حرائق في أرخبيل الكناري، وفي اليونان خصوصا حيث ينخرطون في "معركة هائلة" لإخماد النيران غربي أثينا وعلى جزيرة رودوس السياحية على ما قال وزير أزمة المناخ والدفاع المدني فاسيليس كيكيلياس. 

وفيما ينتظر حلول موجة قيظ جديدة في اليونان اعتبارا من الخميس مع حرارة قد تصل إلى 44 درجة مئوية الجمعة والسبت، أكد الوزير أن "الأحوال الجوية صعبة" بسبب رياح قوية تصل سرعتها أحيانا إلى 60 كيلومترا في الساعة تعصف على جزء من البلاد وتؤجج الحرائق.
موجة الحر "شارون"
بعد سيربيروس، جاء دور موجة الحر "شارون" لتحيط بالساحل الشمالي للبحر الأبيض المتوسط. وقد سُمّيت باسم ربّان المركب الذي أوصل الأرواح إلى العالم السفلي في الأساطير اليونانية.

في جنوب فرنسا، سجلت مستويات قياسية خصوصا في منطقة الآلب جنوبا والبيرينيه غربا وجزيرة كورسيكا على ما أفادت به هيئة الأرصاد الجوية. وكانت هذه المستويات القياسية أعلى بـ8 درجات إلى 11.9 درجة مئوية عن المعدلات الموسمية.

وقالت مصلحة الأرصاد الجوية الإسبانية إن الحرارة بلغت 45.3 درجة مئوية الثلاثاء، في فيغويريس في كاتالونيا في شمال شرق البلاد و43.7 درجة مئوية في جزر الباليار.

ووصلت درجة حرارة البحر إلى مستوى قياسي بالنسبة للموسم على السواحل الإسبانية، بمتوسط 24.6 درجة مئوية مسجّلة على شاطئ البحر، أي 2.2 درجة مئوية أعلى من المعدل الطبيعي للموسم وأعلى بكثير من السجلات السابقة للعام 2015 (24 درجة مئوية) وللعام 2022 (23.7 درجة مئوية).

وفي روما بلغت الحرارة 40 درجة مئوية فيما المستوى القياسي المحلي 40.5 درجة سجل في آب/أغسطس 2007.

ورأت الأمم المتحدة أن على العالم  الاستعداد "لموجات حر أقوى" داعية الأفراد إلى تحضير "خطط مكافحة" خاصة بهم لمواجهة درجات حرارة قصوى خلال الليل والنهار.

وحطمت بكين مستوى قياسيا صامدا منذ 23 عاما مع تسجيل حرارة تفوق الـ35 درجة مئوية على مدى 27 يوما متتالية على ما أفاد به خبراء الأرصاد الجوية.

وسجلت فينيكس عاصمة ولاية أريزونا الأمريكية مستوى قياسيا جديدًا بعد 49 عاما مع حرارة تفوق أو تعادل 43.3 درجة مئوية على مدى 19 يوما متتالية بحسب مصلحة الأرصاد الجوية.

في الولايات المتحدة، تتابع مصلحة الأرصاد الجوية موجة حر "خانقة" في جنوب البلاد.

وتسببت حرائق عنيفة عدة في كاليفورنيا في إجلاء سكان. وأتى حريق "رابيت فاير" وهو الأعنف على حوالى 3200 هكتار.

وفي كندا، التهمت النيران أكثر من 11 مليون هكتار هذه السنة فيما ما زالت 885 حريقاً مستعرة من بينها 566 تُعتبر خارج السيطرة بحسب مركز مكافحة الحرائق في كندا الاثنين.

وأصدرت اليابان تنبيهات من ضربات شمس في 32 من مناطق البلاد الـ47 مع حرارة قريبة من المستوى القياسي المطلق البالغ 41.1 درجة مئوية والمسجل في 2018.

"الصحة العالمية": الحرارة الشديدة  تنهك الأنظمة الصحية
وقالت منظمة الصحة العالمية الأربعاء، إن الحرارة الشديدة في نصف الكرة الشمالي تفرض ضغوطا متزايدة على أنظمة الرعاية الصحية، وتؤثر بشكل خاص على من هم أقل قدرة على التأقلم. 

وأوضحت المنظمة أن الحر يفاقم في أكثر الأحيان الحالات الصحية الموجودة من قبل، مبدية قلقها بشكل خاص بشأن المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والربو. 

وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن "الحرارة الشديدة تلحق أكبر الضرر بأولئك الأقل قدرة على التكيف مع عواقبها، مثل كبار السن والرضع والأطفال والفقراء والمشردين، وتفرض ضغوطا متزايدة أيضًا على الأنظمة الصحية".

وأوضح في مؤتمر صحفي أن "التعرض للحرارة المفرطة له تأثيرات واسعة النطاق على الصحة، وغالبًا ما يؤدي إلى تضخيم الحالات المرضية الموجودة مسبقًا ويتسبب في الوفاة المبكرة والعجز".

 

 

 

 

التعليقات (0)