الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: إنَّمَا النَّصرُ صبر ساعة ولا نتشاءم، فاللهم إنّا نشكو إليك ظُلْم المطبعين ، فما تجرأ العدو إلاً مع ظنِّه مساندتهم.

profile
د. ناصر محمد معروف نائب رئيس دائرة القدس رابطة علماء فلسطين
  • clock 21 مايو 2023, 7:11:19 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يتشاءم أهل فلسطين وهم يَصْحُون كل يوم على جريمة جديدة للاحتلال ضدَّ أقدس مقدساتهم، وقد كانت اليوم جريمة جديدة حيث عقدت الحكومة الصهيونية للمرة الثانية مجلسها في الأنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك ، وكذلك على اقتحام المأفون ابن غفير للمسجد الأقصى المبارك ، والحقيقة أنَّنا لا نريد لشعبنا أن يتشاءم ويدخل اليأس في قلبه ، لإنّ أفعال الاحتلال لها دلائل كثيرة منها:

(أ) إنّ حكومة الإحتلال ، ما عقدت مجلسها في الأنفاق ، وإنّ ابن غفير ، ما اقتحم المسجد الأقصى خلسة ، إلا لأنهم يعلمون جيداً مدى قوة هذا الشعب وعزيمته ، فلو كانوا يرون ضعفاً من شعبنا ، لما احتاجوا لكل هذه الإجراءات.

(ب) إنَّ دخول المسجد الأقصى خِلْسة ، منْ قِبَل بن غفير ، وعقد المجلس في الأنفاق لهو دليلٌ على ما يلي:
(١) الضَّعف الشديد الذي تعانيه هذه الدولة المهترئة ، فلو كانت قوية لما احتاجت أن تدخل الانفاق لتعقد مجلسها ، وكذلك ، لو أنّ ابن غفير قوياً ذا شرعية لما احتاج أن يدخل المسجد الأقصى خلسة وهو صاحب وزارة الأمن ، ولما احتاج لكل تلك الحراسة وهذا السلاح ليحمي نفسه.

(٢) عدم شرعيَّة الاحتلال وعدم أحقيته بهذه الأرض ، فصاحب الشرعية وصاحب الأرض ، لا يتخفى وهو يدافع عن أرضه وعن حقه ، ولَعَقَدَ مجلسه علانية في باحة المسجد الأقصى ، بدلاً منْ التخفي تحت الأنفاق ، ولما احتاج ليحرس نفسه ويؤمنها ، فصاحب الأرض آمنٌ في أرضه لا يخاف من عدوه ، وهؤلاء ، لا يأمنون أبداً ولذلك لا يمكن لهم السير إلا بحراسة مشددة وترسانة عسكرية ، وهذا دليل دامغ بعدم أحقيتهم بهذه الأرض وهذه المقدسات.

(٣) إنَّ ما نراه عند الفلسطينيين ، برغم هجمة عدوهم وشراستها ، إلا أنهم آمنون ، ينامون ليلهم في بيوتهم ، ولا يخشون من مداهمة عدوهم اللص ليلا ليعتقل أبناءهم ، أو يقتل شبابهم ، فهم كأصحاب أرضٍ ، طبيعيٌّ أن يعدو عليهم اللصوص ، وربما تنال اللصوص منهم ، لأن اللص ياتي على حين غرّة وعلى غفلة.

لأجل ذلك فإنه يعزُّ علينا أنْ يتشاءم أهلنا ، فإنّ كل حدثٍ جديدٍ يُحْدِثُه الصهاينة ، ليثبت أنهم لصوص ولا أحقية لهم عندنا، ويُعْطينا التفاؤل والأمل بأنَّ الليل يوشك أنْ يُجْليه النهار ، وما هي إلا الدقائق الأخيرة بإذن الله ، فالصبر الصبر ، والرباط الرباط، فما النصر إلا صبر ساعة

التعليقات (0)