السفير عبد الله الأشعل : كيف ننقذ الأقصى ؟؟

profile
د.عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق استاذ القانون الدولي والعلوم السياسية
  • clock 10 مايو 2021, 11:15:50 م
  • eye 696
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

صعدت الحكومة الإسرائيلية ضد حى الشيخ جراح فى القدس كمقدمة لابتلاع القدس بالقوة وافراغها من سكانها.

 كما أن التوقيت والعنف مع سكان القدس رسالة إلى السلطة بأن إجراء الانتخابات الفلسطينية فى القدس صار مستحيلا، لأن الانتخابات فى القدس رمزية للسيادة عليها.

وقد رافق حملات الشرطة هجمات خنازير المستعمرين ومعهم الحاخامات الذين يجيزون  إبادة العرب وليس مجرد طردهم

 وهى رسالة للمشايخ المحيطين بالحاكم العربى يزينون له سوء عمله افتراءا على القرآن والسنة بأن يقابلوا ذلك بالدعوة إلى حسن الخلق والتسامح مخافة أن يتهم الإسلام بالإرهاب

 وهم يعلمون جيدا أن الإسلام دين الله يدافع عنه وأن أتباع الإسلام هم من يسئ إليه. الرمزية الأخيرة هى رسالة لليوم العالمى للقدس، بأن القدس لليهود على الأرض مهما كانت مظاهر احتفالاتكم ومسيراتكم وخطبكم.

فى هذه المناسبة أرى أن ندافع عن القدس ضد هذه الهجمة على كل المستويات:

أولا: المستوى العربى والإسلامى، فلابد من تحرك دبلوماسى عربى وإسلامى تجاه إسرائيل والمنظمات الدولية، خاصة منظمة التعاون الإسلامى التى قامت أصلا لنصرة القدس،

 فإذا تقاعست  فلا معنى لوجودها.فاذا كان سبب قيامها هو حريق الأقصي فمابالنا بهدم الأقصي نفسه.

ونميز بين الدول والشعوب. فالدول قسمان قسم يعترف بإسرائيل ويقيم معها أفضل العلاقات مثل مصر والأردن ودول أخرى فى نفس القسم لاتزال فى شهر العسل مع إسرائيل

 وهى الإمارات والبحرين والسودان. أما المغرب فملكها تاريخيا هو أمير المؤمنين رئيس لجنة القدس فى منظمة التعاون الإسلامى،

 وهذه  الوظيفة تمنعه من الاعتراف بإسرائيل بلا حدود أو تحفظات فى ظرف تضم فيه إسرائيل مدينة القدس.

 فعلى الأقل يبرئ الملك محمد السادس ذمته أمام الله وأمام المسلمين فى العالم ببيان يستنكر فيه الهجمة البربرية على سكان القدس.

وأحذر الدول المعترفة بإسرائيل بأن سكوتها يعنى موافقتها على إجراءات إسرائيل وربما بالاتفاق معها فى بعض الأحيان، 

هذه الدول لابد أن تلحظ أن كل الثورات العربية التى انفجرت عام 2011-2012 قد طالبت بالحرية لكل الشعوب بما فيها الشعب الفلسطينى ولكنها لم تعادى إسرائيل أو الولايات المتحدة. 

وبالطبع فإن هذه الثورات قد تم التعامل معها بطرق مختلفة بحيث عادت القوى التى قامت الثورة ضدها بأشرس مما كانت،

 بل وحظرت أى مظاهرات لأى سبب مخافة أن يعصف بها الشارع العربى مرة أخرى فقتلت الشارع العربى

 وازدادت فى المظالم ضده وقمعته وشوهت ثوراته بنفس الطريقة فى كل بلد عربى. المهم انتصرت قوى الأمر الواقع على قوى التغيير وتمسكت بشراسة بالسلطة، 

فأصبحت مبررات الثورة أضعاف المبررات التى حركت 2011-2012 خاصة بعد أن انكشف أن إسرائيل طرف فى كل حالات إخماد هذه الثورات التي ثبت فشلها لعشرات الأسباب

 ولكن دواعى التغيير تزداد كل يوم وصار فى كل بلد عربى فريقان: فريق متحكم فى السلطة والثورة وأدوات القمع وفريق آخر وهو الأغلبية ضحية التردى والتمييز والقمع. 

وكان حظر الشارع العربى أهم إجراء حتى لا ينفجر الشارع فى وجه السلطة العربية وتحالفاتها المصلحية والصهيونية.

 وكانت القضية الفلسطينية أكبر ضحايا هذه التطورات. وعلى كل حال فموضوع الثورات يخضع لتحليل موسع وتأمل عميق، 

ولكنها صراع بين فريقين الأول ضحية والثانى يرفض أى تغيير ويستفيد من فرض الأمر الواقع. 

كذلك فإن دور التيارات الإسلامية فى هذه الثورات محل دراسة وبحث معمقين من منظور مصلحة هذه الثورات.

 فأمام الحكام العرب طريقان لا ثالث لهما. الأول أن ينسقوا مع صديقتهم إسرائيل بحيث تكف أذاها عن الفلسطينيين خاصة فى القدس أى يكونوا بشكل ما حماة للقدس من التحول من المزاعم والسياسات إلى التنفيذ.

 الطريق الثانى أن الشارع يغلى لأسباب خاصة بكل دولة وشعوره أن الحكام هم من مكن إسرائيل من الاستخفاف بالعرب فينفجر الشارع إذا ضاعت القدس واستمر موقفهم.

 فتواصلهم مع إسرائيل هو صمام أمان لهم ضد الانفجار بأسبابه المتراكمة والقدس هى القشة التى تقصم ظهر البعير.

بعد ذلك تتوزع المسؤوليات.

أولا: مطلوب من السلطة الفلسطينية إدارة المعركة السياسية والدبلوماسية مع إسرائيل.

ثانياً: كذبت إسرائيل بنفسها مزاعمها بأنها محاطة بمحيط عربى معادى والحق أنها هى من حول هذا المحيط إلى حاضن لإسرائيل على الأقل على مستوى الحكام،

 وكان البرادعى يردد فى إسرائيل عام 2007 أن لها الحق فى حيازة السلاح النووى وقاية لها من بيئة عربية تتحفز للفتك بها فنجحت إسرائيل فى أمرين: الأول التعاون مع الحكام فى قمع الشعوب  

وقبولها لكل تصرفات إسرائيل تحت ستار أنها دولة متعاهدة ومسالمة والثانى أنها حولت طاقة العداء لها إلى عدوها الوجودى

 وهى إيران فصارت إيران وليس إسرائيل هى العدو والخطر واستخدمت فى ذلك الأكاذيب والإعلام العربى فى قسم منه،

 ومن ناحية ثالثة صرفت بعض الشباب المسلم إلى المنظمات الإرهابية بعيدا عن الأقصى.

ولذلك يجب أن يدرك الشباب المسلم أن قضيته هى القدس والأقصى وأن إسرائيل هى العدو الوجودى للعرب والمسلمين وكفى ضياعا للشباب المسلم الذى أخلص للإرهاب فى غير موضعه.

ثالثاً: مطلوب من العرب والمسلمين فى أوروبا وامريكا الاستفادة من حرية التعبير والحركة والتواصل فى معركة الوعى وكشف الأكاذيب الصهيونية.

 وبهذه المناسبة فإن إسرائيل مع شق من الإعلام الرسمى العربى نجحت فى الترويج لنظرياتها حول القدس، ولذلك لابد من حملة ثقافية شاملة لإطلاع الشباب العربى  على حقائق القدس وزيف الدعاوى الصهيونية 

ونظرية الاسترداد. وقد كتبت فى ذلك عدة كتب منها : القدس لمن: إقرأ – دار المعارف المصرية 2006 والمركز القانونى للقدس، 2012 هيئة الكتاب المصرية، وإسرائيل والقانون الدولى 

(بحث فى كتاب بهذا العنوان صادر من مركز الزيتونة فى بيروت عام 2013) وأخيرا كتاب صادر عن مؤسسة القدس عام 2015 حول القدس  فى المقررات الدراسية العربية والاسرائيلية فضلا عن عشرات المقالات المنشورة فى مختلف الصحف والمواقع.

رابعاً: الأمم المتحدة، يجب على الأمم المتحدة أن تطبق قراراتها فى القدس وقد طلبت السلطة بالفعل من مجلس الأمن ذلك.

خامساً: الغرب ويشمل أوروبا والولايات المتحدة ويفاخران بأن إسرائيل دولة ديمقراطية متحضرة، وإسرائيل نفسها تفخر بأن لديها فائضا اخلاقيا وبالذات الجيش،

 وعلى العرب أن يتابع الأيقونة التى زرعها لكى تنشر الحضارة والديمقراطية فى صحراء العرب السياسية الجرداء، فنشرت الخراب وحاربت الأخلاق وانتهكت القانون الدولى وأهدرت هيبته.

 كما أن سلوك إسرائيل يكذب مزاعمها فى أنها عندما تسيطر على القدس ضمان لحرية العبادة، فإذا بها تمنع حرية العبادة وتستولى على دور العبادة وتدعى خرافات ومزاعم حول المسجد الأقصى. 

وليس من العدل أن يترك الفلسطينيون وحدهم وهم عزل فى محيط عربى مستسلم.

فنصرة القدس واجب دينى واقترح أن يقاطع المسلمون الحج والعمرة احتجاجا على عدم تحرك السعودية، فلا عبرة  بطقوس العبادات مادام المسلمون يتفرجون على ضياع القدس والأقصى. 

بل إننى أنصح الفلسطينيين باستخدام كافة الوسائل بما فى ذلك العمليات الاستشهادية التى كادت أن تطرد إسرائيل من المنطقة 

لولا تواطؤ العرب خاصة رجال الدين الذين هاجموا هذه العمليات وأظهروا أنها عمليات إرهابية وكأن بطش إسرائيل بالمكان وأهله جهاد فى سبيل الله.

والعمليات الاستشهادية هى آخر سلاح فى يد شعب يتم تصفيته فخير له أن يموت دفاعا عن مقدساته من أن يموت  علي يد الصهاينة وينكل به.

 أرجو من قيادة فلسطين بكل أجنحتها أن تدرس هذا الاقتراح ونهيب بالشباب الذى تحمس للإرهاب لكى يكفر عما فعل فهى أشرف معركة فى سبيل الله.

أعلم أن بعض المتنطعين سوف يجادلون جدال الخراف، وهو الحض على الإرهاب، وليدلونا عن طريق آمن نحفظ به كل الدماء ونوقف التتار الصهاينة.

 ليتوقف كل متنطع عن النقد حتى يقدم هنا البديل، وإلا فهو داعم للإرهاب ال..هيونى.


التعليقات (0)