السيسي : قضية الوعي والفهم الصحيح للدين أهم أولويات المرحلة الحالية

profile
  • clock 17 أكتوبر 2021, 5:40:14 م
  • eye 317
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قضية الوعي والفهم الصحيح للدين من أهم أولويات المرحلة الحالية .. وعلى المؤسسات الدينية مضاعفة جهودها لنشر قيم التسامح والعيش المشترك والإيمان بالتنوع الفكري والعقائدي، وقبول الآخر .. أبرز ما جاء في كلمة الرئيس السيسي خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.


ويكرم الرئيس المصري  خلال الاحتفال، عددا من علماء ورجال الدين من داخل مصر وخارجها، لجهودهم الملموسة في المجال الدعوي ونشر الوسطية وتصحيح المفاهيم وجهودهم في إثراء المكتبة الإسلامية بمؤلفاتهم.


وأعطى الرئيس السيسي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من داخل مصر لكل من الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم الحفناوي أستاذ أصول الفقه المتفرغ بكلية الشريعة والقانون بطنطا، الشيخ جابر طايع يوسف سلطان رئيس القطاع الديني السابق، الشيخ خالد عبد المحسن حسين الجندي إمام وخطيب ومدرس بالأوقاف، الشيخ إسماعيل الراوي محمد السيد مجدي مدير مديرية أوقاف جنوب سيناء، المهندسة نهاد محمد سامي رضوان حتاتة رئيس الإدارة المركزية السابق لشؤون مكتب وزير الأوقاف، والشيخ أحمد عصام الدين فرحات الموجي إمام وخطيب ومدرس بالأوقاف .


وكرم الرئيس السيسي عددا من النماذج الإسلامية من خارج مصر ومنهم الشيخ نصر الدين مفرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالسودان، والشيخ الدكتور عبد الله برجوال رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بدولة جنوب السودان .


وقدم  السيسي، التحية للدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ الحديث في جامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وذلك خلال احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف.



وكانت  نص كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي   كالآتي:

فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف،السادة العلماء والأئمة الإجلاء،السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نحتفل اليوم معاً بذكرى مولد أشرف الخلق وسيد المرسلين … الرحمة التي أرسلها رب العزة للعالمين.. الشاهد والمبشر والنذير … والداعي إلى الله والسراج المنير … إنه الحبيب المصطفى والرسول المجتبى سيدنا محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذي بعثه الله جل وعلا، ليغير وجه الدنيا بأسرها وليخرج الأمة من الظلمات إلى النور، وينشر أسمى القيم الإنسانية في شتى بقاع الأرض وليدعو إلى العدل والخير والمحبة والسلام.

وبمناسبة هذه الذكرى العطرة أتوجه بالتهنئة لشعب مصر الكريم ولكل الشعوب العربية والإسلامية، داعيًا الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه الذكرى العطرة علينا وعلى العالم أجمع بالخير واليمن والبركات.

الحضور الكريم،
إن رسالة الإسلام التي تلقاها نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- قد رفعت من قيمة العلم والمعرفة، حيث كانت أول الآيات التي نزل بها الوحي الشريف هي {اقْرَأْ}، وذلك إعلاءً لشأن العلم والعلماء، وتقديراً لأهمية التدبر، وصولاً إلى الوعي والفهم الصحيح لكل أمور الحياة … حيث دعانا الله سبحانه وتعالى ... إلى إعمال نعمة العقل الغالية والفريدة في البحث والتأمل في ملكوت السماوات والأرض ..

ومن هذا المنطلق، دائماً ما نشدد علي أهمية قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين التي ستظل من أولويات المرحلة الراهنة… ولعلكم تتفقون معي أن بناء وعي أي أمة بناء صحيحًا هو أحد أهم عوامل استقرارها وتقدمها في مواجهة من يُحرفون الكلام عن مواضعه ويخرجونه من سياقه وينشرون الأفكار الجامحة الهدامة التي تقوض قدرة البشر في التفكير الصحيح والإبداع، لتنحرف بهم بعيداً عن تأدية الأوامر الربانية من تعمير وإصلاح الكون لما فيه الخير للبشرية جمعاء؛ وكمنهج للإنسانية في ترقية النفس البشرية وضبط حركتها في الحياة....

لذلك لزاماً علينا الاستمرار في تلك المهمة والمسئولية التاريخية ومضاعفة الجهود التي تقوم بها المؤسسات الدينية وعلمائها الأجلاء لنشر قيم التسامح والعيش المشترك، والإيمان بالتنوع الفكري والعقائدي وقبول الآخر، وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتصويبها، ونشر تعاليم الدين السمحة للحفاظ على ثوابت وقيم الإسلام النبيلة …. وأشير هنا إلى أن الكلمة أمانة.. عظمَ الإسلام من شأنِها.. ونبهنا إلى أهمية رعاية هذه الأمانة وتأديتها على الوجه الأمثل.

وعليه؛ أؤكد أن مصر ماضية في مهمتها لبناء الوعي وتصحيح الخطاب الديني... وهي مسئولية تضامنية وتشاركية تحتاج إلى تضافر جميع الجهود لنبني معًا مسارًا فكريًّا مستنيراً ورشيدًا، يؤسس شخصية سوية وقادرة على مواجهة التحديات وبناء دولة المستقبل.

الأخوة والأخوات،
الحضور الكريم،
إن من مبادئ رسالة الإسلام التي نشرها قدوتنا ورسولنا الحبيب - صلي الله عليه وسلم - هي تحقيق التعايش والسلام الاجتماعي بين البشر، وحق الناس جميعاً في الحياة الكريمة … وإننا إذ نتخذ من تلك المبادئ الغالية نبراساً ومنهج عمل … فإنني أقول لكل المصريين أننا ماضون سوياً بإرادة صلبة وعزم لا يلين لبناء وطننا الغالي مصر، ليصبح حاضره ومستقبله علي قدر عظمة تاريخه وحضارته، ولتوفير تلك الحياة الكريمة لكل فئات الشعب المصري، إعمالا بقول الحق "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" …. فما أحوجنا اليوم إلى ترجمة معاني تلك الآية السامية إلي سلوك عملي وواقع ملموس في حياتنا ودنيانا...

أشكركم، وكل عام وأنتم بخير، ومصر الغالية في تقدم ورفعة،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.







التعليقات (0)