- ℃ 11 تركيا
- 10 ديسمبر 2024
الشاعر جبريل آدم جبريل يروي تفاصيل حياته لموقع 180 تحقيقات
الشاعر جبريل آدم جبريل يروي تفاصيل حياته لموقع 180 تحقيقات
- 19 نوفمبر 2024, 12:12:20 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حاوره: نور قطري
أجرى موقع “180 تحقيقات”، حوارا مع الشاعر التشادي جبريل آدم جبريل كشف فيه عن تفاصيل حياته وكواليس أعماله الشعرية وجاء فيه:
بداية.. عرفنا عن نفسك؟
أنا جبريل آدم جبريل، من مواليد مدينة أبشة الجميلة، درست في أبشة جميع المراحل التعليمية بدءًا من الكتاتيب، ثم التحقت بحلقات المساجد الدينية التي كانت تُدرس فيها القرآن الكريم والعلوم الشرعية، ثم أكملت دراستي في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، وفي عام 2021 تخرجت من جامعة أدم بركة بأبشة بشهادة بكاليريوس في اللغة العربية، منذ بداية مشواري التعليمي كنت شغوفًا بالثقافة العربية وآدابها، وكان لهذا الدور الكبير في تشكيل شخصيتي الأدبية والثقافية، ومهتم بالجانب الثقافي في تشاد بشكل عام، وأشارك بفعالية في الساحة الثقافية والأنشطة الأدبية، منذ عام 2016، كنت عضوًا فعالًا في عصبة رواد الإبداع، التي تمثل رابطة الأدباء والشعراء والكتاب في تشاد، وأنا الآن أعمل كنائب للرئيس التنفيذي في العصبة، ومدير منصة شعراء تشاد، التي تهدف إلى دعم الشعراء والمبدعين في بلادنا، آمل أن أكون قد قدمت شيئًا ولو بسيطًا لوطني الجميل، وأنني سأواصل تقديم المزيد من الجهد والإبداع في المستقبل لخدمة شعبي ووطني.
منذ متى ظهرت عندك موهبة الشعر؟
ظهرت موهبة الشعر لدي في مرحلة مبكرة من حياتي، بدأ الأمر حينما كنت أدرس الأمداح النبوية مع الشيخ عبد الرحمان يعقوب في مسجد الحارة القريب من منزلنا، كان ذلك في وقت كنت أعيش فيه في حالة من التأمل والبحث عن الكلمات التي تصف المحبة والتقدير للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في البداية كنت أكتب قصائد على نمط المديح النبوي وألقيها في المناسبات الدينية الخاصة في المسجد،
ومع مرور الوقت، تطورت هذه الموهبة وبدأت أكتب قصائد في مواضيع مختلفة من الحياة اليومية، فكانت المدرسة هي المرحلة التي توسعت فيها تجربتي الشعرية، حيث كنت أكتب القصائد وأقدمها في الطابور الصباحي.
لاحقًا، انضممت إلى عصبة رواد الإبداع، حيث تلقيت الدعم والتوجيه من الشعراء والدكاترة الذين ساعدوني على تحسين مهاراتي الشعرية، من خلال الجلسات الأدبية الأسبوعية والشهرية التي كانت تعقدها العصبة، استطعت تنمية موهبتي بشكل ملحوظ، فكان ذلك بمثابة نقلة نوعية نحو تألق وإبداع أكبر في عالم الشعر.
من قدوتك من الشعراء العرب أو الشعراء التشاديين؟
الشعراء الذين تأثرت بهم في مسيرتي الأدبية هم العديدون، فكل شاعر له تأثيره الخاص على تجربتي، ليس من السهل تحديد قدوة واحدة، فقد تأثرت بالكثير من الأسماء اللامعة في الساحة الشعرية في الشعر العربي، أعجبت بشعر المتنبي ببلاغته وحكمته، وكذلك أحمد شوقي بأشعاره التي تعبر عن القضايا الإنسانية والسياسية، كما أن أبو القاسم الشابي كان له تأثير كبير في نفسي، خاصة في قصائده التي تحمل رؤى فلسفية عميقة.
أما في الشعراء المعاصرين، فأنا معجب جدًا بـ أنس الدغيم و أحمد بخيت، حيث يميزهم أسلوبهم الفريد والمعاصر، وفي الساحة التشادية، لدينا الكثير من الشعراء الموهوبين الذين يمتلكون القدرة على التعبير بأصواتهم الخاصة، مثل عبد الدائم عبد الله موسى، الذي يعتبر من أبرز الأسماء في الساحة، جميعهم شكلوا لي مصدر إلهام كبير، وأعتبرهم نماذج يحتذى بها في الإبداع الشعري.
هل لديك ديوان شعر؟
نعم، لدي عدة دواوين شعرية، وأعتبرها جزءًا من مشواري الأدبي الطويل، في عام 2023، قمت بطباعة ديواني "أمام حدائق المنفى"، الذي تم تدشينه في مدينة أبشة في بداية عام 2024. هذا الديوان يتضمن مجموعة من القصائد التي تعكس العديد من المشاعر والموضوعات الإنسانية التي مررت بها.
أيضًا، لدي ديوان "آهات"، الذي يمثل بداية تجربتي الشعرية واحتوى على قصائد كتبتها في مرحلة مبكرة من مسيرتي الأدبية. وهناك أيضًا ديوان "الأسير"، الذي يتناول مواضيع الاعتقال والحرية، وديوان "عيون الشمس"، الذي يناقش قضايا الحياة والطبيعة.
إضافة إلى ذلك، لدي ديوان "المحشون"، الذي يتناول العلاقات الإنسانية والواقع المعاصر، كما أنني أعمل على جمع قصائدي الوطنية في ديوان "أرض الجمال"، ولدي العديد من القصائد الأخرى التي لم أتمكن من جمعها بعد، وآمل أن أتمكن من إصدار ديوان جديد في المستقبل القريب يحمل اسمًا مميزًا.
وكل هذه الدواوين غير مطبوعة إلا ديوان أمام حدائق المنفى.
ما هو أكثر شعر محبب على قلبك؟
أكثر الشعر المحبب إلى قلبي هو الشعر الذي يحمل رسالة حقيقية وعميقة، أحب القصائد التي تعبر عن الإنسان بكل ما يمر به من آلام وأفراح، وتلامس وجدان الجمهور، الشِّعر بالنسبة لي ليس مجرد كلمات جميلة، بل هو تعبير حقيقي عن الواقع، عن الحروب والنكبات، عن الأمل والحلم، وعن آلام الأمة وآمالها.
أحب الشعر الذي يعبّر عن الصمت الذي يعيشه الملايين من الناس الذين لا صوت لهم، أولئك الذين لا يُسمع لهم، الشعر الذي يرفع أصواتهم ويعبر عن معاناتهم، هذا هو الشعر الذي أعتبره الأكثر تأثيرًا، لأنه لا يعبر فقط عن معاناتنا كأفراد، بل عن معاناتنا كأمة، ويمنحنا القوة للتغيير والتأثير في العالم من حولنا.
من أكثر مشجعين لديك في كتابة الشعر؟
أكثر الأشخاص الذين يشجعونني في كتابة الشعر هم عائلتي وأسرتي، الذين كانوا دائمًا يؤمنون بموهبتي منذ البداية، كانوا الركيزة الأساسية في مشواري الأدبي، بعدها عندما انتقلت إلى عصبة رواد الإبداع، حصلت على دعم كبير من الأصدقاء والزملاء الذين كانوا يشجعونني ويحفزونني على التقدم.
أيضًا، الدكاترة الذين درست عندهم في الجامعة كانوا يشجعونني كثيرًا، كانوا يقرؤون لي القصائد، ويمنحوني ملاحظات قيمة تساعدني على تحسين مستواي.
وفي حارتنا، كان الشيخ إبراهيم المدو البشر، الذي درسنا على يديه اللغة العربية في المسجد، يقدم لي بعض الكتب الأدبية التي كانت تمدني بالمعرفة العميقة في الأدب والشعر.
كما أنني التقيت بالعديد من الداعمين في العاصمة، مثل الدكتور أحمد أبو الفتح عثمان، الذي كان دائمًا يوجهني ويقدم لي النصائح المفيدة.
وأخيرًا، لا يمكنني نسيان الدعم الكبير الذي تلقيته من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، الذين كانوا يشجعونني ويحفزوني عبر التعليقات والمشاركات، حتى من دون أن ألتقي معهم شخصيًا.
هل شاركت في مهرجان شعر؟
نعم، شاركت في العديد من المهرجانات الشعرية، من أبرز هذه المشاركات مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته العشرين في يناير 2024، حيث تم دعوتي من قبل المنظمين هناك، كانت فرصة رائعة لتمثيل وطني وأبناء تشاد في هذا المهرجان البارز، وأعتز بهذه المشاركة كثيرًا.
أيضًا، لدي مشاركات في مهرجانات الشعر العربي في تشاد، حيث أقيم مهرجان الشعر العربي بشكل سنوي، وفي المهرجان الثالث الذي أُقيم في مدينة أبشة، تم تنظيم الحدث بالتعاون مع عصبة رواد الإبداع ودائرة الثقافة بإمارة الشارقة، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
أشارك كذلك في العديد من المهرجانات الشعرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سواء كانت داخل تشاد أو خارجها. هذه المشاركات تمنحني فرصًا للتواصل مع شعراء من مختلف أنحاء العالم وتبادل الخبرات.
ما هو شعورك عندما جاءتك فرصة مشاركة في أمير الشعراء؟
عندما أُتيح لي شرف المشاركة في برنامج أمير الشعراء، كان شعوري مزيجًا من الفخر والاعتزاز والدهشة، فهذه الفرصة لم تكن مجرد حدث في مسيرتي الشعرية، بل كانت لحظة فارقة في حياتي، حيث شعرت بأنني أتربع على منصة تمثل أسمى درجات التقدير للشعر والشعراء في العالم العربي.
كانت لحظة مليئة بالحماس، فهي تمثل تقديرًا لمجهوداتي الشعرية، وتدفعني لمواصلة السعي في سبيل تحسين وتطوير نفسي كأديب وشاعر، في تلك اللحظة، شعرت بثقل المسؤولية، فتمثيل وطني في هذا المحفل الأدبي الرفيع يعد شرفًا لا يُقدّر بثمن، وهو أيضًا حافز لمواصلة تقديم ما هو أفضل وأكثر إبداعًا.
كانت فرصة لا تقدر بثمن للقاء نخبة من أبرز الشعراء العرب، وتبادل الخبرات مع أناس يحملون ذات الشغف بالكلمة والشعر.
وفي النهاية، كانت هذه الفرصة بمثابة نقلة نوعية في مسيرتي الأدبية، وأتمنى أن أتمكن من التقدم في المسابقة وتحقيق مكانة متقدمة بين كبار الشعراء.
هل تتوقع فوزك بجائزة أمير الشعراء؟
إن الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة في مسابقة أمير الشعراء يعد بمثابة فوز بالنسبة لي، فالوصول إلى هذا الحد هو إنجاز كبير، لكن في النهاية، التقييم النهائي يعتمد على لجنة التحكيم وتصويت الجمهور، وأنا أؤمن أن الفوز سيكون من نصيب من يستحقه بناءً على جدارة شعره وتميزه.
ومع ذلك، أعتقد أن كل الشعراء الذين وصلوا إلى هذه المرحلة هم بالفعل جديرون بالتقدير، وكلنا نحتفل بمسيرتنا الأدبية مهما كانت النتيجة، لأننا نملك القدرة على التأثير والإبداع في مجالاتنا الشعرية.
ما هي رسالتك للشعراء التشاديين؟
رسالتي إلى شعراء تشاد، سواء كانوا من الجيل القديم أو الشباب، هي أن نواصل الحفاظ على أصواتنا الشعرية الفريدة التي تجاوزت الحدود الإقليمية وأصبحت تتمتع بسمعة عالمية. نحن نمتلك القدرة على التعبير عن أنفسنا بلغة غنية وعميقة، لغة رضعناها في بيوتنا، وهي اللغة العربية، التي هي بالنسبة لنا أكثر من مجرد لغة تعلمناها في المدارس، بل هي لغة أمهاتنا وأسرنا.
علينا أن نولي اهتمامًا كبيرًا لهذه الأصوات المبدعة، وأن نُتيح الفرص لأنفسنا لتبادل الخبرات والمشاركة في المهرجانات الخارجية، ليعرف العالم أصواتنا، وليكن لنا مكان بين الشعراء العالميين، على الرغم من أنني كثيرًا ما أسأل عن كيف تعلمت العربية، إلا أنني أفتخر بأنني تعلمتها في بيتي، في محيط مليء بالكلمات الجميلة والشعر العميق، فلنستمر في التعبير عن أوطاننا بلغتنا الأم، ولنعمل جاهدين على أن يكون شعرنا في أعلى المستويات، يليق بعراقة لغتنا العربية وبقدرتها على حمل رسائلنا الثقافية والفكرية.