الغارديان: القصة الكاملة لاختطاف الليبي أبو عجيلة من بيته في طرابلس وظهوره في الولايات المتحدة

profile
  • clock 14 ديسمبر 2022, 9:16:55 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لندن– “القدس العربي”: قالت صحيفة “الغارديان” إن المتهم الليبي، الذي تقول الولايات المتحدة بأنه صانع قنبلة طائرة لوكربي، تم اختطافه من بيته في حيّ بالعاصمة الليبية، طرابلس.

وفي تقرير أعدّه مراسل الشؤون الأفريقية جيسون بيرك قال فيه إن محمد أبو عجيلة مسعود سلّم للولايات المتحدة عندما قامت ميليشيا مسلحة باختطافه، قبل أسبوعين. وظهر أبو عجيلة لمدة قصيرة في محكمة بواشنطن، يوم الإثنين، ووجهت له اتهامات بضبط عدّاد القنبلة التي انفجرت في الطائرة الأمريكية بانام 747 التي تحطمت فوق لوكربي في اسكتلندا، عام 1989، وقتل كامل الركاب والطاقم وعددهم 270 شخصاً، فيما وصف بأنه أكثر الهجمات الإرهابية القاتلة التي وقعت على التراب البريطاني.

وقالت وزارة العدل الأمريكية إنها احتجزت مسعود في نهاية الأسبوع، لكنها لم تقدم تفاصيل عن الطريقة التي وصل فيها إلى الولايات المتحدة.

ونقلت “الغارديان” عن مسؤولين على معرفة بالقضية قولهم إن مسعود اعتقل من بيت في حيّ أبو سليم، حيث حضرت قوة تابعة لعبد الغني الككلي، المعروف بغنيوة، والذي يقود جهاز دعم الاستقرار، التابع لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس.

 وفي وقت اختطافه قالت عائلته إن مسعود اختطف على يد جماعة مسلحة، واتهمت الحكومة بالتزام الصمت.

والد إحدى ضحايا لوكربي يعرض صور الضحايا خارج المحكمة

وكان مسعود في بيته بعد الإفراج عنه قبل ستة أشهر من السجن، الذي قضى فيه 10 سنوات بجرائم ارتكبها أثناء نظام معمر القذافي السابق. وكانت صحيفة “ناشونال” الإماراتية قد نقلت عن ابن أخت مسعود قوله إن خاله قد احتجز على يد جماعات مرتبطة بوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر ونقل إلى مصراتة التي تبعد 200 كيلومتر عن العاصمة.

وبعد احتجازه نقل إلى قاعدة عسكرية في مصراتة، حيث كان بعهدة ميليشيا في الميناء، حسبما قال المسؤولون العارفون بما جرى. وبعد أسبوع اتصلت عائلة مسعود بالجماعة التي تحتجزه حيث كانت قلقة جدا على حياته، ولكن جرى طمأنتها، والتأكيد لها بأنه سيعود بعد فترة قصيرة سالماً ومعافى.

وبعد أسبوع آخر حضر “فريق أمريكي” ووضعوا مسعود في طائرة خاصة، ونقلوه من مطار المدينة إلى مالطة، حسب مصادر قالت للغارديان. ونقلت وكالة أنباء رويترز عن عبد المنعم المريمي، ابن أخت مسعود، أن العائلة عرفت عن وجود خاله في أمريكا عندما شاهدت الأخبار يوم الإثنين. ولم تتمكن الصحيفة من التأكد من كل التفاصيل التي ذكرها المسؤولون، وهم على معرفة جيدة بالأمر، إلا أن الخبراء أشاروا “لمعقولية” الرواية.

ووصفت منظمة “أمنستي انترناشونال” الككلي بقائد الميليشيا السيء، الذي تم توثيق تاريخ الجرائم التي ارتكبها أتباعه خرقا للقانون الدولي وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان. وقالت المنظمة، في تقرير لها نشرته في 2022: “على مدى عقد من الزمان قامت القوة تحت قيادته بترويع سكان طرابلس في  حي أبو سليم من خلال التغييب القسري والتعذيب والقتل غير المشروع وجرائم أخرى خرقا للقانون الدولي”.

الدمار الذي أحدثه تفجير وسقوط طائرة لوكربي

ونفى الككلي مزاعم أمنستي، وقال إن جهاز دعم الاستقرار “ملتزم دائما بالقانون الليبي، والذي يأخذ بعين الاعتبار معايير العدالة وحقوق الإنسان ويعمل في إطار مؤسسات الدولة”.

ولا تزال ليبيا منقسمة بين حكومة في الشرق وأخرى في الغرب، وهي مجال للتنافس على التأثير بين تركيا والإمارات ومصر وروسيا والدول الغربية. ولا يعرف أي من الميليشيات احتجزت مسعود في مصراتة، لكنها متهمة جميعاً بانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والاحتجاز التعسفي والقتل خارج القانون والتهجير القسري واستغلال المهاجرين.

 وأخبر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي الصحافيين في البيت الأبيض: “هذا اليوم جيد لأن مسعود سيواجه العدالة عن دوره المزعوم في تفجير لوكربي 1989، وأود القول إن هذا جرى بطريقة قانونية، وبناء على المعايير المتبعة. ولو أردت معرفة تفاصيل حول الكيفية التي جرى فيها هذا، فإنني أحيلكم على وزارة العدل لأنهم في وضع أفضل للتحدث عن هذا”.

ولم ترد وزارة العدل مباشرة للتعليق، إلا أن القائم بأعمال مكتب التحقيقات الفدرالية (أف بي آي) مايكل أتش غلاشين أكد أن “الاعتقال القانوني وتقديم صانع القنبلة المتهم إلى المحكمة، كان نتاجاً لجهد وشراكة حول العالم”.

 وبحسب الملف القضائي، فإن مسعود كان عنصراً مهماً في المؤامرة، إلى جانب عبد الباسط المقراحي، والأمين خليفة فيهمة. وسجن المقراحي لمدى الحياة، وهو المدان الوحيد في التفجير عام 2001.

ويقول المحققون إن مسعود التقى مع بقية المخططين في مالطة، حيث طلب منه مسؤولو أمن ليبيون تسليم الحقيبة التي احتوت على القنبلة. وطلب منه ضبط عدّادها. وتقول الولايات المتحدة إن فهيمة ومسعود التقيا بعد ثلاثة أشهر مع الزعيم الليبي الذي شكرهما “على القيام بواجب وطني كبير”. وكان القذافي في حينه على مواجهة مع الغرب، إلا أنه نبذ الإرهاب لاحقاً، واعترف بمسؤوليته مقابل تخفيف العقوبات.

 وبعد سقوط القذافي، نقل مسعود، خبير المتفجرات المعروف في وكالة المخابرات الليبية إلى السجن. وفي عام 2017 تلقى المسؤولون الأمريكيون نسخة من المقابلة معه أرسلها المسؤولون الليبيون. وفي ذلك اللقاء، يقول المسؤولون الأمريكيون إن مسعود اعترف ببناء القنبلة التي استخدمت في هجوم طائرة بانام الأمريكية حيث عمل مع الرجلين المكلفين بزرعها في الطائرة. وقال إن المخابرات الليبية هي التي كانت المسؤولة عن الخطة، وأن القذافي شكره والآخرين بعد تحطم الطائرة.

وفي عام 2020 أعلنت وزارة العدل عن توجيه اتهامات لمسعود، إلا أن محاكمته ظلت نظرية لأنه كان مسجونا في ليبيا.

 


 

التعليقات (0)