المجلس الأطلسي: 10 فرص سياسية وبيئية وأمنية في 2023

profile
  • clock 25 ديسمبر 2022, 1:42:04 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سلطت مؤسسة "المجلس الأطلسي" البحثية الأمريكية الضوء، من خلال استشراف خبراء، على أهم الفرص السياسية المحتملة في عام 2023.

وذكرت مؤسسة "المجلس الأطلسي"، أن توقعاتها للفرص المتوقعة استندت إلى اجتماع قادة البرامج والمراكز الـ 16 التابعة لها، والذي استهدف تقييم تطورات العام الماضي، واستشراف المستقبل، والتنبؤ بأكبر الفرص العالمية التي يمكن أن يجلبها عام 2023.

وفيما يلي أبرز 10 فرص متوقعة بحسب خبراء المجلس:

1- انتصار أوكرانيا بالحرب:

يرى "ماثيو كرونيغ"، القائم بأعمال مدير مركز "سكوكروفت" للاستراتيجيات والأمن، أن انتصار أوكرانيا على روسيا في الحرب عام 2023 احتمال مرجح، مشيرا إلى أن ذلك سيعني انضمام أوكرانيا في النهاية إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

واعتبر "كرونيغ" أن هكذا تطورات ستمثل "نجاحًا هائلاً للقيادة الأمريكية في أوروبا ومستقبل النظام الدولي القائم على القواعد".

2- الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري:

يتوقع "لاندون ديرينتس" أن تخطو دول العالم خطوة كبيرة للأمام باتجاه خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العام المقبل، مشيرا إلى أن قانون خفض الانبعاثات لعام 2022 يمثل أكبر استثمار منفرد في المناخ والطاقة بالتاريخ الأمريكي.

وقال "ديرينتس" إن القانون، المدعوم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، يوفر فرصة غير مسبوقة للولايات المتحدة وأصدقائها وحلفائها لإنشاء سلاسل توريد دائمة وآمنة من شأنها تسريع مسيرة العالم نحو تصفير الانبعاثات الكربونية.

وأضاف أن قانون البنية التحتية للحزبين والتركيز المتجدد، في العواصم الغربية العام الماضي، على تنويع مصادر الطاقة بعيدًا عن الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية ومنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، يمكن أن يجعل من 2023 عاما رائدًا للانتقال إلى الطاقة النظيفة.

وللاستفادة الكاملة من هخكذا زخم، تحتاج واشنطن إلى الخروج عن طريقها الحالي حسبما يرى "ديرنتس"، مضيفا: "هناك حاجة لبناء بنية تحتية تقليدية للطاقة النظيفة، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث حتى يوافق الكونجرس على السماح بإصلاح من شأنه أن يسهل إنتاج موارد النفط والغاز ونقل الإلكترونات من مصادر الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة".

وأشار إلى أن هكذا إصلاح يحظى بدعم من نواب بالحزبين، لكن احتمالات تمرير الكونجرس له تظل منخفضة، في ظل حالة الاستقطاب بين الحزبين داخله، ما يهدد قدرة الولايات المتحدة في عام 2023 على توسيع نطاق الاستثمار والسيطرة على نقطة الانعطاف المحتملة في الانتقال العالمي من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة.

3- تركيا  ضامن أمني في البحر الأسود:

ستزداد أهمية تأمين منطقة البحر الأسود خلال عام 2023 بحسب توقعات "دفني أرسلان"، مشيرا إلى تركيز حلف شمال الأطلسي (الناتو) على ضمان الاستقرار بتلك المنطقة.

وأضاف: "ستزداد أهمية تأمين المنطقة. باعتبار تركيا ثاني أكبر قوة عسكرية في الحلف والدولة التي تسيطر على الطريق الوحيد للدخول إلى البحر الأسود والخروج منه، وتلعب دورًا محوريًا في ضمان استقرار المنطقة وأمنها".

ولفت "أرسلان" إلى أن إشارات عام 2022 تشي بأن أنقرة على استعداد لاستخدام هذا النفوذ بشكل جيد، والاستفادة من علاقاتها مع كل من أوكرانيا وروسيا للضغط من أجل محادثات سلام مباشرة بين الجانبين.

ولعبت الطائرات التركية المسيرة من طراز "بيرقدار" دورًا أساسيًا في الدفاع عن أوكرانيا، في حين استفادت تركيا أيضًا من علاقاتها الطويلة مع روسيا لتسهيل اتفاق مع موسكو وكييف أطلق العنان لتصدير الحبوب الأوكرانية وقلل من خطر حدوث أزمة غذائية عالمية.

ومن المرجح أن تواصل تركيا الضغط من أجل تسوية للحرب في عام 2023، وقد تظهر كضامن أمني ذات ثقل إقليمي موازن لروسيا.

كما أن اكتشافات الغاز في البحر الأسود تجعل لدى تركيا القدرة على تعزيز أمن الطاقة الإقليمي وتنويع إمدادات الطاقة، بحسب "أرسلان".

 4- عودة  أمريكية لاقتصاد آسيا:

يتوقع "ديفيد شولمان" أن تستعيد الولايات المتحدة ريادتها الاقتصادية في آسيا، ما سيكون بمثابة رد فعل على التأثير الاقتصادي الذي أحدثته الصين هناك في السنوات الماضية، وتحولًا مهمًا في نهج الإدارة الأمريكية.

ونوه "شولمان" إلى الأمر يتوقف على حدوث تقدم كبير في جهود الولايات المتحدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية في آسيا بحلول موعد منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في سان فرانسيسكو في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

كما نوه "شولمان" إلى المفاوضات بشأن الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، فضلاً عن إحراز تقدم كبير في المفاوضات بشأن مبادرة التجارة في القرن الحادي والعشرين بين الولايات المتحدة وتايوان، والتي من المفترض أن تكون خطوة أقرب نحو اتفاقية التجارة الحرة.

وأوضح ان هذه الإنجازات ستُظهر أن إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تنفذ خطابها بشأن التزام الولايات المتحدة بتجاوز منطقة المحيطين الهندي والهادئ الصين للتركيز على الفوائد التي تعود على البلدان في جميع أنحاء المنطقة.

كما ستؤشر هكذا إنجازات، حال حدوثها، إلى أن الولايات المتحدة ستستأنف دورها في التكامل الاقتصادي الإقليمي، ولديها استعداد لتقديم بديل قوي للنموذج الصيني.

 5- خ سارة بوتين في الخارج والداخل:

مع تعثر الجيش الروسي في أوكرانيا، يتوقع "جون هيربست" انتصار كييف واستعادتها السيطرة على معظم أراضي أوكرانيا، مشيرا إلى أنه لا يستبعد خروج "بوتين" من السلطة عام 2023 حال حدوث هكذا سيناريو.

ولا يعطي "هيربست" لهذا التوقع أكثر من نسبة 25%، استنادا إلى أن "الألم الاقتصادي المتزايد وخسائر الحرب قد تؤدي إلى اضطرابات مدنية في روسيا، وقد تدفع المعارضين إلى الاتحاد معًا لإخراج بوتين من منصبه".

ورغم أن "هيربست" يقر بأن بعض المراقبين يخشون من أن البديل قد يكون أسوأ من "بوتين"، إلا أنه يرى أنه "إذا كان الماضي بمثابة مقدمة، فإن احتمالات أن ينتج عن عزل بوتين انفتاح سياسي ودبلوماسي أعلى بكثير من احتمالات ظهور سياسة الكرملين الأكثر وحشية وعدوانية".

وأضاف: "إذا أدى فشل بوتين في أوكرانيا إلى ما هو أكثر من السخط العام غير المعتاد، والذي يظهر الآن في روسيا، وإلى تغيير سياسي حقيقي في البلاد، فإن ذلك سيثير احتمال تحرير محدود على الأقل، وتطبيع العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة".

 6- الاتح اد الأوروبي نحو التصرف كقوة عظمى:

يشير "يورن فليك" إلى 3 عوامل يمكن أن تدفع أوروبا للانتقال من النقاش إلى العمل بشأن وجود جيوسياسي أكبر للاتحاد، الأول هو عدوان "بوتين" على أوكرانيا، والثاني هو تنامي نفوذ الصين العالمي، والثالث هو احتمال عودة "دونالد ترامب" إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية عام 2024.

فبالنسبة للعديد من القادة الأوروبيين، فإن التطورات الدراماتيكية التي حدثت العام الماضي أجابت على بعض الأسئلة المعلقة بالاستقلال الاستراتيجي للاتحاد، خاصة حرب أوكرانيا، التي أكدت بشكل لا لبس فيه على دور الولايات المتحدة الذي لا غنى عنه في الأمن الأوروبي.

قضت الحرب على أي أوهام متبقية بشأن علاقة أوروبية خاصة مع روسيا، وأصبح الأوروبيون الآن أكثر انسجامًا من الناحية الإستراتيجية فيما يتعلق بمسألة علاقة اتحادهم بالقوة، حتى لو كانت أدوات الاتحاد لممارسة القوة الصارمة لا تزال غير متوفرة.

كما أن الآراء الأكثر تشددًا بشأن الصين آخذة في الصعود بأوروبا أيضًا، وسيدور العام المقبل حول كيفية وضع هذه الأفكار موضع التنفيذ جيوسياسيًا ودبلوماسيًا وعسكريًا بشكل خاص، حسب توقعات "فليك".

لكن كيف يمكن أن يبدو ذلك بالضبط؟ الإجابة تكمن في أوكرانيا، إذ أن استمرار المساعدات العسكرية من الاتحاد الأوروبي في التدفق إلى هناك سيكون مؤشراً على أن التحول إلى اتحاد أوروبي أكثر جيوسياسية بات ممارسة عملية.

7- توس ع الاتحاد الأوروبي يعزز العالم الديمقراطي:

كان لحرب روسيا الاستبدادية ضد أوكرانيا الديمقراطية تأثير مرتد على الكرملين من خلال دفع توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الشمال ليشمل فنلندا والسويد، وقد يكون لها الآن تأثير مماثل من خلال دفع توسع الاتحاد الأوروبي نحو الجنوب، حسبما يرى "دان نيغريا".

وأوضح أن العديد من الدول الشيوعية السابقة تنظر إلى عضوية الاتحاد الأوروبي كوسيلة للهروب من ماضيها السوفييتي القمعي ومجال النفوذ الروسي بكل أمراضه، بما في ذلك الفساد والاستبداد، والانتقال إلى عالم غربي تسوده الديمقراطية والأسواق الحرة وسيادة القانون.

ومثلما تقدمت الحكومة الأوكرانية بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في غضون أيام من الغزو الروسي للبلاد، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى قبول ترشيح أوكرانيا (وترشيح مولدوفا) بسرعة، فقد يؤدي الصراع إلى تسريع طلبات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من دول غرب البلقان في العام القادم.

ومن المرجح أن تشعر ألبانيا والبوسنة وكوسوفو والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وصربيا بإلحاح متزايد للحصول على مزيد من الازدهار والأمن عبر عضوية الاتحاد الأوروبي، وهو ما يمكن أن يكون مدعوما من قادة بالاتحاد الأوروبي، على رأسهم مستشار ألمانيا، بحسب "نيغريا"

 8-  النفط الفنزويلي يخفف الضغط على أسواق الطاقة العالمية:

يشير "جيسون ماركزاك"، في هذا الصدد، إلى أن الولايات المتحدة أعلنت في 26 نوفمبر/تشرين الثانيا الماضي أن ستصدر ترخيصًا جديدًا لشركة "شيفرون" لضخ النفط في فنزويلا، ما يفتح الباب أمام الولايات المتحدة لمزيد من رفع العقوبات النفطية التي فرضتها في عام 2019 ردًا على الاستبداد المتزايد في فنزويلا.

وإزاء ذلك، ستتوقف حكومة "خوان غوايدو"، التي اعترفت بها الولايات المتحدة وأكثر من 50 دولة أخرى كقيادة شرعية للبلاد، عن الوجود في يناير/كانون الثاني المقبل، عندما تنتهي ولاية "غوايدو"، حسب ترجيح "ماركزاك"، مشيرا إلى أن "تطبيع مادورو كرئيس لفنزويلا يجري بالفعل في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية".

وأضاف: "حتى كولومبيا، التي عارضت مادورو بشدة، أعادت العلاقات الدبلوماسية مع حكومته في عام 2022. وهناك علامات أخرى تشير إلى ذوبان الجليد أيضًا، بما في ذلك مشاركة مادورو في مؤتمر تغير المناخ (كوب 27) وتبادل الأسرى بين فنزويلا والولايات المتحدة.

وتوقع "ماركزاك" أن تعزز المحادثات بين حكومة مادورو والمعارضة السياسية في مكسيكو سيتي صفقة يقدم فيها "مادورو" تنازلات، مثل إطلاق سراح السجناء السياسيين، ومنح مرشحي المعارضة الوصول إلى وسائل الإعلام التقليدية، والامتثال لتوصيات بعثات مراقبة الانتخابات، فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة عام 2024 مقابل إلغاء الولايات المتحدة مزيدا من العقوبات عن كراكاس.

 وقد يشمل هذا الاتفاق اتفاقيات تقاسم للإنتاج بين الشركات الأمريكية وشركة النفط الفنزويلية الحكومية PDVSA بالإضافة إلى إنشاء صندوق للإيرادات من مبيعات النفط الفنزويلي، بما يمنع العائدات من الذهاب إلى حكومة "مادورو" نفسها.

وترحب أسواق الطاقة العالمية بهذه الأخبار المتوقعة، خاصة في أوروبا وسط أزمة الطاقة فيها، نظرًا لأن فنزويلا لديها أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم.

 9-  إصلاح يسمح بهجرة ذوي المهارات العالية إلى الولايات المتحدة:

 وفي الداخل الأمريكي، يتوقع "لويد ويتمان" فرصة لقيام الكونجرس الأمريكي بإصلاح قانون الهجرة للسماح لمزيد من المهاجرين ذوي المهارات العالية بالبقاء والعمل في الولايات المتحدة.

ففي الولايات المتحدة العديد من طلاب الكليات والدراسات العليا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، يواجهون صعوبة في الحصول على تأشيرات للبقاء والعمل في الولايات المتحدة بعد التخرج.

من وجهة نظر قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة، يجب أن تأتي شهادات الدراسات العليا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مرفقة ببطاقة الإقامة الخضراء.

ويتفق الديموقراطيون والجمهوريون عمومًا على الحاجة إلى إصلاح قواعد تقديم تأشيرة ذوي المهارات العالية، لكن الحزبين لم يكونا مستعدين لفصل هذه المصلحة المشتركة عن المسائل الأخرى المتعلقة بسياسة الهجرة، حيث يختلفان بشكل جذري.

لكن الصين قد تكسر هذا المأزق، بعد أن أصبحت طموحاتها التكنولوجية موضع تركيز أكثر حدة خلال مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني عام 2022، حسبما يشير "ويتمان".

وأوضح ان تداعيات التقدم الصيني على الأمن القومي الأمريكي يمكن أن تحفز أخيرًا بعض الإصلاح المحدود فيما يتعلق بتأشيرة الهجرة إلى الولايات المتحدة، لافتا إلى أن الاختراق التشريعي الذي يمنح وضع الإقامة الدائمة القانونية لبعض حاملي شهادات STEM المتقدمة سيكون بمثابة فوز كبير لقطاع التكنولوجيا الأمريكي ومستقبل الابتكار الأمريكي في التكنولوجيا الناشئة.

 10- تسارع كبير بتمويل التكيف المناخي:

تتوقع "كاثي بوغمان ماكليود" أن تمضي نتائج مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 27" قدما بتوفير 230 مليون دولار ضمن تعهدات الحكومات ووكالات التنمية لمساعدة البلدان على التكيف مع التغير المناخي، فضلاً عن الإعلان عن أجندة شرم الشيخ للتكيف لتعزيز الصمود في الأماكن الأكثر عرضة لأضرار تغير المناخ في العالم بحلول عام 2030.

وتشير "ماكليود" إلى أن جهود تسريع الاستثمار في التكيف المناخي تشهد تسارعا، بما في ذلك المبادرات الجديدة لتمويل مكافحة الاحترار وتبريد الطعام والأدوية والمباني بطرق صديقة للبيئة والاعتماد على آلات تعمل بالطاقة المتجددة.

كما أيد "رواد المناخ" غير الحكوميين المختارين في "كوب 27" مشاريع لتغطية شركات التأمين المخاطر اخاصة بالتكيف المناخي جنبًا إلى جنب مع التأهب للكوارث والاستجابة لها.

وفي الوقت نفسه، طور المنظمون في الاتحاد الأوروبي تصنيفًا لتمويل التكيف مع المناخ، ولذا تؤكد "ماكليود" أن المسرح العالمي بات مهيأ لمجموعة مبتكرة من الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص لجعل 2023 عامًا تقدميًا تتضاعف فيه الاستثمارات في التكيف المناخي.

التعليقات (0)