في مقال بـ"واشنطن بوست"

الملك عبدالله الثاني: كيف يمكن قبول قتل أطفال غزة باسم الإنسانية؟

profile
  • clock 15 نوفمبر 2023, 10:28:04 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، إن آلاف الضحايا خلال ما يزيد عن شهر من الحرب على غزة غالبيتهم من المدنيين، وأن الآلاف من الأطفال قتلوا تحت ركام المنازل والمدارس والمستشفيات المدمرة في غزة.

وتساءل العاهل الأردني، في مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الثلاثاء: "كيف يمكن قبول هذه الأفعال الوحشية والجرائم باسم إنسانيتنا المشتركة؟".
وأكد الملك عبدالله أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وطالب باحترام المبادئ الإنسانية قبل أن يفوت الأوان و"نصل إلى نقطة الانهيار الأخلاقي لنا جميعا".
وأشار العاهل الأردني في مقاله إلى أن القادة حول العالم يقع على عاتقهم مسؤولية مواجهة الحقيقة الكاملة لهذه الأزمة مهما بلغت بشاعتها.
وأوضح الملك عبدالله الثاني أن العائلات في غزة التي يتم قصفها وإخراجها من منازلها بلا مكان تحتمي فيه هي ضحايا عقاب جماعي، فلم يعد هناك مكان آمن بعد الآن، لا مستشفى ولا مدرسة ولا مبنى للأمم المتحدة".
وتابع: "لا شك بأن سكان غزة لن يتركوا منازلهم بسبب منشور أو رسالة نصية تأمرهم بذلك، فهم يعلمون أن المغادرة تعني فقدان الأمل والكرامة وفرصة العودة إلى أرضهم، فقد شهدوا حصول ذلك مع العديد من الفلسطينيين من قبلهم وأسلافهم طوال العقود السبعة الماضية من هذا الصراع".
وشدد ملك الأردن على أن القيادة الإسرائيلية التي لا ترغب في سلوك طريق السلام على أساس حل الدولتين لن تكون قادرة على توفير الأمن الذي يحتاجه شعبها، منوها أنه لا يمكن للإسرائيليين الاعتقاد بأن الحلول الأمنية وحدها ستضمن سلامتهم واستمرارهم في حياتهم كالمعتاد، بينما يعيش الفلسطينيون في البؤس والظلم".
وأردف: "مع غياب أفق سياسي، لن يكون هناك مستقبل للسلام للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء"، مضيفا أن "مسؤوليتنا في الوقت الحالي لا تنحصر فقط بفرض التدخل الإنساني وإنهاء الحرب المروعة، بل بالاعتراف أيضا بأن. المسار الحالي ليس مسارا ينتصر فيه أي طرف".
كما حذر العاهل الأردني من بقاء الوضع كما هو عليه خلال الأيام المقبلة، وإن من شأن ذلك أن يدفع بحرب مستمرة من السرديات المتناقضة حول من يحق له أن يكره أكثر ويقتل أكثر، وسيزداد التطرف والانتقام والاضطهاد، ليس في المنطقة فحسب، بل في جميع أنحاء العالم.
وأكد أن "الأولوية هي بذل جهد دولي متضافر لتطوير بنية إقليمية للسلام والأمن والازدهار، مبنية على السلام الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين".
وفي ختام مقاله، أكد الملك عبدالله أنه "على القادة الذين يتمتعون بحس من المسؤولية العمل لتحقيق النتائج بدءا من الآن. ولن يكون هذا العمل سهلا، لكنه ضروري. فليس هناك نصر في المذبحة التي نشهدها، ولن ينتصر أحد إلا إذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم ودولتهم. وهذا فقط سيكون بمثابة نصر حقيقي للسلام، للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وسيكون أيضا، أكثر من أي شيء آخر، انتصارا لإنسانيتنا المشتركة."
ودخلت الحرب على غزة يومها الـ40، حيث يستمر القصف الإسرائيلي للقطاع وتكثيف الأحزمة النارية مع تواصل الاشتباكات في عدة محاور، في ظل كارثة صحية وإنسانية في القطاع.

التعليقات (0)