المواطنون في عدد من الدول العربية يمضون شهر رمضان بشكل مقتصد وصعب

profile
  • clock 6 أبريل 2022, 7:07:05 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

(شينخوا) من ليبيا الى سوريا ومن لبنان الى فلسطين… يمضي كثير من المواطنين في عديد من الدول العربية شهر رمضان هذا العام بإمكانيات مادية محدودة وبشكل مقتصد وصعب، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الصعبة التى يواجهونها.

في لبنان، تجاوز التضخم 480 في المائة في يناير 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، حسب بيانات صادرة من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا. وتشهد البلاد أزمة مالية غير مسبوقة وسط نقص الاحتياطيات الأمريكية وانهيار الليرة اللبنانية التي خفضت رواتب المواطنين بأكثر من 90 في المائة.

ويعيش أكثر من 74 في المائة من السكان في لبنان في الفقر بالكاد قادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية.

ومع حلول شهر رمضان، قال علي أمهز، وهو مواطن كان يشتري احتياجاته في بيروت، إن الأسعار ارتفعت بشكل كبير وإنه يشعر بالأسف على الأسر المحتاجة التي لا تستطيع شراء المنتجات الغذائية، مشيرا إلى أن “الوضع غير مستقر على المستويين الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، وقد ارتفعت الأسعار بشكل كبير”.

وكانت الحياة أصعب بالنسبة الى النازحين السوريين في لبنان.

وأعرب أدهم عويدي، وهو نازح من ريف ادلب إلى مخيم سهل مرجعيون بحنوب لبنان، لوكالة أنباء ((شينخوا))، عن أسفه واستغرابه لما آلت إليه أوضاع النازحين من فقر وعوز، قائلا “حل علينا الشهر الفضيل هذا العام ونحن في أسوأ وضع معيشي منذ نزوحنا، فجيوبنا فارعة ولا مدخرات ولا مساعدات رغم ارتفاع أسعار كافة السلع دون استثناء وخاصة الخضار والفاكهة والمواد الغذائية والألبسة بشكل جنوني وغير مسبوق”.

وفي سوريا المجاورة، يعيش أيضا غالبية السوريين ظروفا معيشية صعبة هذه الأيام وسط غلاء للأسعار وتدهور الليرة السورية إلى مستويات متدنية أمام العملات الأجنبية.

وأعرب أبو عدنان (54 عاما) عن دهشته من ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بشكل جنوني، مؤكدا أن هذا الغلاء والظروف المعيشية الصعبة ستحرم السوريين من كثير من الأطعمة.

وفي فلسطين، أمضت السيدة سميرة الغولة ساعات طويلة تتجول في سوق “الزاوية” الأثري وسط مدينة غزة لشراء احتياجاتها الرمضانية إلا أنها اشتكت من ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع المعروضة.

وقالت الغولة (38 عاما)، وهي أم لأربعة أطفال، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المواد الغذائية كالدقيق والخضار والدجاج والسلع الرمضانية تشهد ارتفاعا كبيرا في الأسعار لسوء الحظ في ظل الوضع الاقتصادي الذي يعيشه سكان القطاع.

وقال محمد المغربي (48 عاما)، والد سبعة أطفال بينما ظهر الحزن على وجهه، لـ((شينخوا))، إن “الأسعار مرتفعة ولا أستطيع شراء أي شيء للأطفال (….) لكن أتمنى أن يساعدنا أحد ويقدم الطعام لأولادي خلال شهر رمضان”.

وبالرغم من كل هذه الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة مقارنة بالسنوات السابقة، إلا انهم يصرون على استقبال شهر رمضان بكثير من الفرح.

وقال أبو عدنان الذي خرج لتوه من سوق البزورية بدمشق القديمة، ومعه بعض الأكياس المعلقة بأصابع يديه، لوكالة أنباء ((شينخوا)) “نحن معتادون أن نذهب إلى السوق قبل قدوم شهر رمضان المبارك، لنشتري بعض الاحتياجات والأطعمة”، مشيرا إلى أن هذا الطقس بات تقليدا سنويا.

وأضاف “في هذه السنة، وبالرغم من معرفتي المسبقة بارتفاع أسعار غالبية السلع، إلا أنني أحببت أن أعيش هذا الطقس مع عائلتي، مع فارق بسيط أن كمية المشتريات قليلة هذه السنة”.

وعبرت السورية أم ياسين (58 عاما) عن سرورها بقدوم شهر رمضان، الذي هو شهر الخير والبركة، موضحة أن الأسواق تشهد حركة نشطة رغم غلاء الأسعار، وهذا دليل على أن السوريين يصرون على استقبال شهر رمضان بكثير من الفرح.

ولم يختلف الحال كثيرا عن الوضع في الضفة الغربية في فلسطين حيث توافد الناس على الأسواق لشراء احتياجاتهم الرمضانية، بينما كان التجار يعرضون بضاعتهم في متاجرهم بشكل مزخرف لجذب الزبائن.

ويقول محمد أحمد من رام الله، لـ((شينخوا))، إن أجواء رمضان لم تتغير بالنسبة للشعب الفلسطيني رغم ارتفاع أسعار البضائع، فضلا عن التوترات التي تحدث بين الحين والآخر مع الإسرائيليين.

وتابع أحمد (52 عاما)، وهو والد 4 أطفال، أن شهر رمضان “شهر الخير والرحمة والبركة ولا يمكننا التخلي عن العيش والاحتفال به مهما كانت الظروف”.

ومن جانبها، تتخذ الحكومات في الدول العربية اجراءات عديدة وتبذل جهودا كبيرة لضمان الإمدادات واستقرار الأسعار ليتمكن الفقراء من قضاء شهر رمضان بشكل أفضل.

ففي مصر، أقامت الحكومة المصرية معرضا بالقاهرة قبل حلول شهر رمضان بهدف التخفيف من تداعيات ارتفاع الأسعار على المواطنين، حيث عرضت أكثر من 165 شركة منتجاتها المختلفة مثل زيت الطهي والسكر والأرز والمكرونة واللحوم والدجاج والخضروات والفواكه والمكسرات وغيرها من المنتجات التي يستهلكها المصريون عادة بكميات كبيرة خلال شهر رمضان.

كما أن هناك مبادرات مماثلة أطلقتها القوات المسلحة ووزارة الداخلية في مصر لتوفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة في منافذ بيع متنقلة وثابتة في جميع أنحاء البلاد للمساعدة في تخفيف الأعباء عن المواطنين.

وفي تونس، أقامت الحكومة التونسية سوقا شعبية بأسعار معقولة في وسط تونس العاصمة اعتبارا من 29 مارس لإعداد الطعام للأشخاص ذوي الدخل المنخفض والمتوسط خلال شهر رمضان.

ومع هذه السوق، يسمح لمنتجي المنتجات الزراعية بالتداول مباشرة مع المستهلكين، مع توفير الأغذية الطازجة للعملاء مع إزالة الروابط الوسيطة وخفض أسعار السلع. وقال المنظمون إن أسعار جميع السلع في السوق أقل، وإن المعاملات المباشرة بين المشترين والبائعين تفيد المنتجين الزراعيين أيضا.

 

 


 

التعليقات (0)