اندبندنت.. اقتربت الحرب العالمية الثالثة إذا لم تتأسس منظمة دولية جديدة

profile
  • clock 4 ديسمبر 2023, 8:17:20 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تسلط صحيفة «اندبندنت عربية» الضوء على الأزمات الحالية التي يعيشها العالم من صراعات وحروب في العديد من البلدان مما يهدد بنشوب حرب عالمية ثالثة إذا لم يتم تأسيس منظمة دولية جديدة غير منظمة الأمم المتحدة.

 

وأكد التقرير أنه عندما تأســســت الأمم المتحدة للحیلولة دون وقوع حروب وحل المشــكلات الدولیة من خلال إقرار الســــلام والاســــتقرار العـالمیین كـان العـالم قـد انتھى من حربین عالمیتین تسببتا في دمار كبیر، لذلك كانت الحاجة إلى تأسیسھا. 

أشـــرفت البلدان المنتصـــرة في الحرب العالمیة الثانیة على صـــیاغة میثاق الأمم المتحدة، ومنحت البلدان الخمســة حق الفیتو بصــفتھا مشــرفة على إقرار الســلام، وأصـبحت تسـمى الدول دائمة العضـویة في مجلس الأمن الدولي، واعترفت بحقھا في اتخاذ القرار المطلق فیما یتعلق بالقضایا الكبیرة. 

ووقعـت 50 دولـة على میثـاق الأمم المتحـدة، وأعلنـت موافقتھـا على تـأســــیس ھـذه المنظمة في 24 أكتوبر )تشرین الأول( 1945. 

وخلال الـ78 سنة الماضیة شھد العالم حروباً كثیرة، لكن لحسن الحظ لم تتحول أي منھا إلى حرب عالمیة ثالثة، ولعبت الأمم المتحدة دوراً رادعاً في منع نشــوب مثل ھـذه الحرب، لكن في كثیر من الحـالات لم تســــتطع منع اشــــتبـاكـات مختلفـة، أو الوصول إلى سلام دائم. 

دور الأمم المتحدة

وشرح التقرير في ھـذه المقـدمـة دور وتاريخ  تـأســــیس الأمم المتحـدة للنظر في الوضــــع الحـالي للعـالم وخیـارات الأمم المتحـدة وصــــلاحیـاتھـا التي أقرت قبـل عقود، إذ أصــــبحـت قدیمـة، وتواجھ ھذه المؤسسة فشلاً في تلبیة احتیاجات ومتطلبات الوقت الحالي. 

ولا تعمل البلدان التي لھا حق الفیتو )نقض القرارات بشــكل مطلق( على اســتتباب الأمن والســــلام العـالمیین لأنھـا تصــــوت في مجلس الأمن الـدولي على أســــاس مصالحھا. 

في الواقع مثـل ھـذا الاســــتغلال لحق النقض یقود العـالم إلى مزیـد من الحروب الكبیرة. وھذا الرأي یأخذ بعین الاعتبار عدم الاكتراث بأصــوات باقي الأعضــاء، وعـددھـا 193 عضــــواً في الجمعیـة العـامـة، حیـث لا یؤثر رأیھـا في قبول أو رفض القرارات الدولیة، أي إن البلدان الخمســـة لا تقیم وزناً لوجود باقي أعضـــاء الأمم المتحدة وتنفرد بقرارتھا بصفتھا أعضاء دائمة في مجلس الأمن الدولي. 

وجاء في التقرير :«وقبل أن أتطرق إلى الأزمة الحالیة في الشــرق الأوســط، أي الحرب بین إســرائیل وحركة "حماس"  في غزة ألفت نظر القراء إلى حرب أوكرانیا وروسـیا، حیث كان من البدایة واضــحاً أن روســیا تســتخدم حق النقض بالنســبة إلى محاولة إدانتھـا في مجلس الأمن الـدولي، لـذلـك اســــتخـدمـت حق الفیتو لمنع إقرار جمیع».القرارات المقترحة لوقف إطلاق النار، أو إدانة ھجومھا على أوكرانیا. 

الأوروبیون والأمیركیون، وھم من الأعضـاء الآخرین في مجلس الأمن الدولي، لا یمكنھم لعب دور الوسیط في حل أزمة حرب أوكرانیا لأنھم اتخذوا مواقف مناصرة لھـا وزودوھـا الســــلاح والعتـاد الحربي من أجـل مواجھـة الھجوم الروســــي، لـذلـك تسـتمر الحرب الأوكرانیة بقوة، واسـتعراض القوة بین الدول الغربیة والشـرقیة یھدد المجتمع الدولي، ومن شـــأن ھذا التھدید التمھید لحرب نوویة بین القوى الكبرى قد تدمر نصف الكرة الأرضیة، أو جمیعھا. 

الرئیس البیلاروســـي ألكســـندر لوكاشـــینكو، وھو حلیف لبوتین، یقول إن الحرب الأوكرانیـة - الروســــیـة وصــــلـت إلى مـأزق، ویجـب أن یتفـاوض الجـانبـان لإنھـاء الحرب، أي إنھ یعتقد أن الأمم المتحدة لا یمكنھا حل الأزمة بســـبب مواقف كل من أعضــاء مجلس الأمن الدولي في شــأن الحرب، وعلى الجانبین خوض مفاوضــات مباشرة لإنھاء الحرب. 

الأزمة في الشرق الأوسط بدأت من هجوم المقاومة 7 أكتوبر

وشرحت الصحيفة ما يحدث في فلسطين من وجه نظرها حيث أكدت أن الأزمة الحالیة في الشـــرق الأوســـط بدأت بعد ھجوم "حماس" على إســـرائیل في أكتوبر، لكن تداعیات ھذه الأزمة الإنســـانیة والأخلاقیة قد تتســـبب في حرب تجر باقي بلدان المنطقة إلى المواجھة. 

ما یتسـبب في دمار منازل أھل غزة ویھدد أرواح الرھائن ھو عدم وجود مؤسـسـة دولیة تعمل كوســیط لإنھاء الأزمة بشــكل ســریع وإقرار الأمن والســلام الدولي. وتـدعم البلـدان الثلاثـة القویـة، أي الولایـات المتحـدة الأمیركیـة وفرنســــا وبریطـانیـا، وباقي البلدان الغربیة الكبیرة، ًأي ألمانیا وإیطالیا، إســرائیل في الحرب القائمة، أي إن ھذه البلدان أصـبحت طرفا في الحرب، وقد أغلقت الأبواب أمام الوسـاطة وحل الأزمة على أساس مواقف الحیاد. 

الهدف من المقال

وكشفت الصحيفة عن الھدف من ھذا المقال وهو بحث عمل الأمم المتحدة، ولیس سـیاسـات الدول المسـتقلة، بل أسباب عجز مجلس الأمن الدولي، لأنھ أصبح "طرفاً رئیساً" في عدید من الحروب والاشتباكات المعاصرة الكبیرة. 

عندما زار رئیس وزراء بریطانیا إســـرائیل لإعلان التضـــامن معھا حمل معھ في الرحلة صـواریخ حربیة للاسـتفادة في الھجوم على غزة. ھذه الخطوة غیر المسـبوقة رسالتھا للعالم العربي والإسلامي بوضوح ھي أن بریطانیا تدعم الحرب. 

وعندما وصـل وزیر خارجیة الولایات المتحدة أنتوني بلینكن إلى إسـرائیل قال إنھ قدم إلیھا بصــفتھ یھودیاً في حین أنھ یمثل 300 ملیون أمیركي من أعراق ومذاھب وأقوام مختلفة. ھذه الكلمات ظلت مترســـخة في أذھان البلدان الإســـلامیة المتأثرة بالحرب، وأثارت مشـــاعر دینیة لدى الشـــعوب المختلفة، وھذا الموقف یوحي إلى الأمیركیین، وھم من مذاھب مختلفة أن الحرب بین إسرائیل و"حماس" دینیة. 

ومن نتـائج مثـل ھـذه المواقف التي یتخـذھـا الأعضــــاء الـدائمون في مجلس الأمن الدولي إثارة الخلافات وتوســیع الاشــتباكات، لذلك فقدت الأمم المتحدة قدرتھا على إقرار الأمن والســــلام العـالمیین، حیـث إن الأعضــــاء الـدائمین في مجلس الأمن منھمكون في حرب ضــــد بعضــــھم بعضــــاً في أوكرانیـا، أو یعملون على إثـارة الاشتباكات والكراھیة بین البلدان المختلفة من خلال أدائھم. 

مواقف عدم الحیاد لأعضــاء مجلس الأمن الدولي وأداؤھا الذي یضــع مصــالحھا وحلفاءھا في المقدمة یضــعان العالم أمام أكبر حرب ومواجھة إنســانیة بعد الحرب العالمیة الثانیة. 

 

ما البلد أو المؤسسة التي یمكن أن تؤدي أدواراً في السلام العالمي؟ 

وعن دور بعض البلدان أكد الصحيفة أن السـعودیة بصـفتھا أكبر بلد إسـلامي ووجود الحرمین الشـریفین للمسـلمین، لھا مكانة واحترام خاصـان، وبإمكانھا أن تمثل المنطقة كوسـیط لحل الأزمة. العلاقات الجیدة بین الســـعودیة ودول المنطقة، وكذلك الصـــین، وھي من الأعضـــاء الدائمین في مجلس الأمن الـدولي، والبلـد الوحیـد الـذي لم یقف إلى جـانـب أي من أطراف الأزمة، 

تبدو أنھا تشكل تركیبة مناسبة من شأنھا أن تأخذ على عاتقھا أدواراً لحل الأزمة. 

كانت الصـین، وبسـبب علاقاتھا مع السـعودیة وإیران، قد نجحت في فك عقدة التوتر الذي اســتمر ســبع ســنوات بین البلدین، وقد تســتطیع بســبب علاقاتھا بین الغرب والشرق ووزنھا العالمي وقف الحرب في الشرق الأوسط بالتعاون مع السعودیة. 

الحرب الأوكرانیة - الروسـیة تشـكل أیضـاً خطراً من شـأنھ أن یمھد لاصـطدام بین القوتین النوویتین، أي الولایات المتحدة وروسیا. وكان جو بایدن قد أعلن في افتتاح الجمعیـة العـامـة للأمم المتحـدة ضــــرورة إیجـاد تغییرات في مجلس الأمن الـدولي، وكان یقصد طرد روسیا من ھذا المجلس، وسلب حق الفیتو منھا. 

تصريحات الرئيس الأمريكي تمثل خطرًا

ووصفت الصحيفة  تصريحات الرئيس الأمريكي :« ما قاله بایدن یمثل خطراً أكبر من الحربین القائمتین ویھدد الأمن والسلام العالمیین». طرد روســـیا من مجلس الأمن الدولي یعني نشـــوب حرب عالمیة ثالثة. على ھذا الأساس تحولت الأمم المتحدة التي تأسست من أجل العدالة والمساواة والحفاظ على حقوق الشعوب إلى مكان للمواقف المتناقضة التي تتسبب في مزید من الاشتباكات. 

یبدو أن الإصـلاحات الأسـاسـیة أصـبحت ضـرورة ملحة في الأمم المتحدة لاسـتمرار السـلام والاسـتقرار العالمیین. اتخاذ القرارات من قبل جمیع أعضـاء الأمم المتحدة، دون انتھاك حقوق الآخرین، ووضع معاییر مزدوجة من شأنھا أن تضمن استمرار بقـاء الإنســــان والحضــــارات، وتمنح البلـدان الصــــغیرة والكبیرة في العـالم مكـانة 

متساویة. 

واختتم الصحيفة التقرير: في مثل ھذه الحالة تصــبح التحالفات من أجل تشــكیل غالبیة عملاً أخلاقیاً ومبرراً، لكن أداء الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في الوقت الحالي لا یمكن الدفاع عنھ. 

نأمل في أن تنبثق من الأزمات الكبیرة الحالیة مؤسـسـة شـاملة على أسـاس مطالب الشعوب في القرن الــ21 لتحل محل مؤسسة الأمم المتحدة التي تشكلت على أساس میثاق أقر قبل 78 سنة عام 1945.

التعليقات (0)