بعد استحالة القضاء على حماس.. واشنطن والسلطة الفلسطينية تناقشان خطة إدارة غزة بعد الحرب

profile
  • clock 8 ديسمبر 2023, 1:44:38 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فتحت السلطة الفلسطينية خط اتصالات مع المسؤولين الأمريكيين لمناقشة خطة إدارة غزة بعد انتهاء الحرب، في إطار تصور لدى واشنطن، مفاده أن هدف "القضاء على حركة حماس" بالكامل ليس واقعيا، بحسب وكالة بلومبرج.

وأوضح رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، أن تصور السلطة الفلسطينية يقوم على ضم حماس في إطار هيكل حكم جديد، وفقا لما نقلته عنه الوكالة.

وأشار اشتية إلى أن النتيجة المفضلة لديه للصراع هي أن تصبح حماس "شريكا صغيرا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية"، ما يساعد في بناء دولة مستقلة جديدة تشمل الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.

وأضاف اشتية، وهو اقتصادي يبلغ من العمر 65 عاما ويدير السلطة الفلسطينية في عهد الرئيس محمود عباس منذ عام 2019: "حماس قبل 7 أكتوبر شيء وبعده شيء آخر. إذا كانوا مستعدين للتوصل إلى اتفاق وإذا قبلنا البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، عندها سيكون هناك مجال للحديث. لا ينبغي تقسيم الفلسطينيين".

وترى بلومبرج أن هكذا اقتراح يتناقض مع تصور إسرائيل لمستقبل القطاع الساحلي الفقير، الذي يبلغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة، حيث شن جيشها عدوانا وحشيا، جوبا وبرا وبحرا، وأعلن أنه لن يتوقف حتى يتم القضاء على الحركة، وضمان أن لا تكون قادرة على تهديد أمن إسرائيل مرة أخرى، ما يعني القيام بدوريات في المنطقة في المستقبل المنظور.


ونقلت "بلومبرج" عن اشتيه قوله إن مسؤولين أمريكيين زاروا اشتية في وقت سابق من هذا الأسبوع لبحث خطة لليوم التالي للحرب على غزة، واتفق الجانبان على أنه لا ينبغي لإسرائيل إعادة احتلال غزة، أو تقليص أراضيها لإنشاء منطقة عازلة، أو تهجير الفلسطينيين.

وأضاف: "لن نذهب إلى هناك وفق خطة عسكرية إسرائيلية. شعبنا هناك، ونحن بحاجة إلى وضع آلية، وهو أمر نعمل عليه مع المجتمع الدولي. وستكون هناك احتياجات ضخمة من حيث الإغاثة وإعادة الإعمار لعلاج آثار الدمار".

ومن المقرر أن يتوجه اشتية إلى قطر في نهاية هذا الأسبوع ليطلب من الدوحة تحويل دعمها المالي الكبير لحماس في السنوات الأخيرة إلى السلطة الفلسطينية.

تدمير غزة

وأدت الحملة الصهيونية لتفكيك الهياكل العسكرية والسياسية لحماس سواء فوق الأرض أو في شبكة أنفاق معقدة إلى مقتل أكثر من 16 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة، إضافة إلى تحويل مناطق واسعة إلى أنقاض، مع استمرار الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل.

وفي عهد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لا ترغب إسرائيل في تدمير حماس فحسب، ولكنها لا تثق في قدرة السلطة الفلسطينية على مواصلة التعايش السلمي، وتعارض حل الدولتين وتأمل في تنمية "قيادة تكنوقراطية جديدة داخل غزة كبديل لاشتية وعباس"، حسبما أوردت "بلومبرج".

وردا على سؤال حول سبب عدم قدرة إسرائيل على القضاء على حماس، قال اشتية: "حماس موجودة في لبنان، والجميع يعلم أن قيادة حماس موجودة في قطر وهم هنا في الضفة الغربية".

وأعرب نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين عن غضبهم لأن كبار الفلسطينيين مثل اشتية لم يدينوا مذبحة 7 أكتوبر، وعندما طُلب منهم القيام بذلك في المقابلة، اعترض اشتية، قائلا إن الصراع لم يبدأ في ذلك التاريخ، ما رفضه المسؤولون الإسرائيليون.

وقال اشتية إن ما تفعله إسرائيل في غزة هو عمل انتقامي "يأخذهم إلى أي مكان"، وأضاف أنه من المرجح أن يصبح ما لا يقل عن نصف مليون من سكان غزة بلا مأوى بعد الحرب.

وأضاف اشتية، الذي عمل في السلطة الفلسطينية لسنوات بعد تدريس الاقتصاد وشغل منصب مدير جامعي، إن الشباب الفلسطيني والإسرائيلي أصبحوا أكثر تشددا، مشيرا إلى أن فرصة التوصل إلى اتفاق سلمي بين الجانبين تتلاشى بسرعة.

وقال إن الوزراء في حكومته تواصلوا مرارا وتكرارا مع نظرائهم الإسرائيليين ولكن تم رفضهم، معلقا: "للأسف، لا يوجد شريك على الجانب الآخر. انظروا إلى ما يقوله نتنياهو: لا عودة إلى السلطة الفلسطينية، ولا قبول لحل الدولتين. ماذا يعني هذا؟ يريد نتنياهو استمرار الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية. هذا غير مقبول".

التعليقات (0)