- ℃ 11 تركيا
- 10 نوفمبر 2024
بعد الدعم الأمريكي لإسرائيل.. الصين تستغل نفاق واشنطن لتعزيز طموحاتها بالجنوب العالمي
بعد الدعم الأمريكي لإسرائيل.. الصين تستغل نفاق واشنطن لتعزيز طموحاتها بالجنوب العالمي
- 4 فبراير 2024, 11:24:22 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وزراء خارجية الصين والسلطة الفلسطينية وإندونيسيا ومصر والمملكة العربية السعودية والأردن في بكين
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن الصين بدأت تتحرك أخيرا، مع تزايد الغضب العالمي من العدوان الإسرائيلي على غزة، رغم وقوفها على الهامش وعدم رغبتها، ظاهريا، في التورط بالصراع المتصاعد في الشرق الأوسط.
وأوضحت المجلة، في تحليل لمراسلتها كريستينا لو، أن الصين تركز الآن على تسخير الفجوة الآخذة في الاتساع بين مواقف واشنطن والجنوب العالمي بشأن الحرب لتعزيز طموحات السياسة الخارجية لها.
السماح لأمريكا بالتورط أكثر
وينقل التحليل عن جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الصين "تتراجع الآن في الغالب وتسمح للولايات المتحدة بارتكاب الانتهاكات".
وأضاف: "المصلحة الوحيدة التي تسعى الصين إلى تحقيقها في الشرق الأوسط تقترب الآن بينما ينفتح انقسام أكبر بين الولايات المتحدة وأجزاء كبيرة من الجنوب العالمي".
وكان دعم الولايات المتحدة التام للاحتلال الإسرائيلي وإمداد تل أبيب بالأسلحة والدفاع عن ممارساتها في غزة دوليا ومكافحة تحركات دولية في مجلس الأمن لمحاولة إقرار وقف لإطلاق النار في غزة التي سقط بها ما يزيد عن 27 ألف شهيد، حتى الآن، مثيرا لإحباط وغضب دول الجنوب العالمي.
وتحاول بكين الاستفادة من الانقسام.
إظهار نفاق واشنطن
ويقول إريك أولاندر، المؤسس المشارك لمشروع الجنوب العالمي الصيني: "إنهم يشعرون أن هذا سيؤدي إلى تقويض الولايات المتحدة بشكل أكبر في أعين بقية العالم، في أجزاء العالم التي يهتمون بها".
ويضيف: "يصب هذا في صالح استراتيجيتهم بالنسبة للصينيين، لإظهار مدى نفاق الأمريكيين، وعزلتهم وعدم تزامنهم مع بقية العالم".
الصين "صانعة السلام"
وكجزء من هذه الاستراتيجية، قدمت الصين نفسها علناً باعتبارها صانعة للسلام، فاقترحت خطة سلام من خمس نقاط ودعت إلى عقد مؤتمر سلام إسرائيلي فلسطيني.
وفي أكتوبر الماضي، أرسلت بكين مبعوثها الإقليمي إلى قطر ومصر للحث على وقف إطلاق النار؛ ومنذ ذلك الحين، تعهدت بتقديم نحو 4 ملايين دولار كمساعدات إنسانية لغزة، واستضافت وفداً من الوزراء العرب والمسلمين، وشاركت في قمة افتراضية لكتلة البريكس (التي كانت تضم آنذاك البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) على مدار العام.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن تصرفات بكين هي في الغالب أدائية، ولا تؤدي إلى سوى القليل من النتائج الملموسة.
على سبيل المثال، فشلت قمة مجموعة البريكس في نوفمبر/تشرين الثاني في إصدار بيان مشترك أو خريطة طريق عملية للمضي قدما، كما يشير مارك ليونارد من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في مجلة الشؤون الخارجية.
ويرى أحمد عبوده، الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي، في ديسمبر/كانون الأول، أن جدية الصين في التوسط في الحرب بين إسرائيل وحماس هي مجرد "دخان"، مشيراً إلى "غموض اللغة الدبلوماسية الصينية والمبلغ الضئيل من الأموال التي تقدمها القوى العالمية".
وبدلاً من التورط في الصراع، ركزت بكين على إثارة الشكوك في واشنطن والمقارنة بين مواقف البلدين، كجزء من محاولتها التشكيك في المصداقية العالمية لإدارة بايدن.
وكانت هذه الجهود واضحة للعيان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث استخدمت الصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أمريكي في أكتوبر/تشرين الأول بعد انتقاده لعدم دعوته إلى وقف إطلاق النار؛ كما استخدمت روسيا الفيتو أيضا ضد القرار.
محكمة العدل
وتقول الكاتبة إنه في الآونة الأخيرة، انضمت بكين أيضًا إلى الجنوب العالمي في واحدة من أوضح حالات الغضب من تصرفات إسرائيل.. قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
ورغم أن المحكمة لا تملك أي وسيلة لتنفيذ أحكامها، فإن قضية جنوب أفريقيا تعكس الضغوط الدولية المتنامية ضد إسرائيل، التي رفضت الاتهامات ووصفتها بأنها "كاذبة" و"شنيعة".
وفي حين أن محكمة العدل الدولية لم تبت بعد في مسألة ما إذا كانت إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، ومن المرجح أنها لن تفعل ذلك لسنوات، إلا أنها استجابت، نسبيا، قبل أيام، لطلب جنوب أفريقيا من المحكمة أن تأمر بتعليق طارئ للعدوان الإسرائيلي.
وفي حكمها، أمرت محكمة العدل الدولية الاحتلال الإسرائيلي بـ "اتخاذ جميع التدابير" لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في غزة.
وبعد الإعلان عن القرار، أعربت وسائل الإعلام الرسمية الصينية عن أملها في أن يدفع "بعض الدول الكبرى إلى التوقف عن غض الطرف" عن تصرفات إسرائيل في غزة.