بلومبيرغ: “ناتو عربي” فكرة غير قابلة للتطبيق ويعاندها الواقع السياسي والعسكري للمنطقة

profile
  • clock 30 يونيو 2022, 9:12:58 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

هل هناك إمكانية لناتو شرق أوسطي؟ يجيب المعلق في موقع “بلومبيرغ” بوبي غوش بـ”لا” ويبرر في مقال بأن المواقف من التهديدات التي تواجه الشرق الأوسط متباينة من إسرائيل ودول الخليج.

وقال إن من الأفكار المضللة التي تحرف الانتباه عن  القضايا الأهم، هي التحالف الأمني ضد العدو المشترك. وعادت الفكرة للظهور مع قرب زيارة الرئيس جو بايدن إلى جدة السعودية في شهر تموز/ يوليو المقبل، وسط تقارير عن تعاون أمني ضد التهديد الإيراني بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج.

وأشار الكاتب إلى تصريحات الملك الأردني عبد الله الثاني، الأسبوع الماضي، من أن الأردن سيدعم فكرة تشكيل تحالف شرق أوسطي مثل حلف شمال الأطلسي. وقال الملك في مقابلة مع شبكة “سي أن بي سي” محذرا: “يجب أن تكون المهمة واضحة جدا جدا، وإلا فإنها ستشوش الجميع”.

الجدال حول ناتو شرق أوسطي، يبدو مثيرا للسخرية بسبب الواقع السياسي والعسكري في المنطقة. ذلك أن الدول التي ستنضم إلى التحالف تجد صعوبة في تعريف الأهداف الأمنية المشتركة، علاوة على العدو المشترك.

وتبدو إسرائيل راغبة بالفكرة، ويمكن أن تدعمها إدارة بايدن، على الأقل لحماية الرئيس من النقد في الكونغرس، حيث يُتهم بالتساهل مع طهران. ويقول الكاتب إن الجدال حول ناتو شرق أوسطي، وإن بدا معقولا، إلا أنه يبدو مثيرا للسخرية بسبب الواقع السياسي والعسكري في المنطقة. ذلك أن الدول التي ستنضم إلى التحالف تجد صعوبة في تعريف الأهداف الأمنية المشتركة، علاوة على العدو المشترك.

فمعظم المشاركين لديهم جيوش لحماية النظام من التهديدات الداخلية وليس الخارجية. وربما كانت تلك الجيوش ماهرة في ملاحقة وضرب الناشطين الداعين للديمقراطية، لكنها ضعيفة في مجال الصراعات الحركية.

ويعلق الكاتب في مقاله، أن هذه العوامل كانت كافية لإفشال المحاولات السابقة لبناء تحالفات عسكرية في المنطقة. وكانت هناك محاولاتان قبل سبعة أعوام لم تخرجا عن طور التفكير. ففي عام 2015 أعلنت الجامعة العربية عن خطة لإنشاء قوة مشتركة لمواجهة الإرهاب. وفي عام 2017 تقدمت السعودية  بمقترح إنشاء الحلف الأمني للشرق الأوسط، وحظيت بدعم كبير من إدارة دونالد ترامب (وأطلق عليها لاحقا ناتو عربي).

ومنذ فشل هاتين المحاولتين، حدث تطوران مهمان، أولا، وقّعت إسرائيل اتفاقيات تطبيع مع بعض الدول العربية، مما يعني أن قواتها ستشارك في أي تحالف جديد. أما الثاني، فهو الخطر الذي باتت إيران تمثله، حيث أصبح أكثر وضوحا وقويا.

وتبدو إيران على حافة امتلاك قدرات نووية بعدما راكمت كميات من اليورانيوم المخصب الذي يمكّنها من عبور مرحلة الاستخدام المدني. وترى إدارة بايدن أن التهديد النووي الإيراني يمكن احتواؤه من خلال إحياء الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015. والمشكلة أن إحياء الاتفاقية تعني رفع العقوبات عن طهران، مما سيمكنها من بناء قواتها التقليدية وضخ أموال لشبكاتها من المتطرفين والإرهابيين في المنطقة.

ولذها، ربما فكرت إدارة بايدن أن هذا سبب كاف لدفع دول المنطقة والتفكير جديا بتحالف يوقف التهديد الإيراني. ورغم التعاون الوثيق المتزايد بين إسرائيل ودول عربية في المجال الأمني، إلا أن هناك تباينا حول إيران والإستراتيجيات المختلفة للتعامل معها. كل هذا يعكر فكرة تحديد مهمة “واضحة جدا جدا” التي تحدث عنها الملك عبد الله.

رغم التعاون الوثيق المتزايد بين إسرائيل ودول عربية في المجال الأمني، إلا أن هناك تباينا حول إيران والإستراتيجيات المختلفة للتعامل معها. وهذا يعكر فكرة تحديد مهمة “واضحة جدا جدا” التي تحدث عنها الملك عبد الله.

فمن جهة، تقيم قطر وعُمان علاقات جيدة مع إيران، فيما تحتفظ الكويت بعلاقات حذرة معها، وبالنسبة للرياض وأبو ظبي اللتين خاضتا حربا غير ناجحة مع وكلاء إيران في اليمن، فهما تبحثان اليوم عن تعايش وليس مواجهة مع طهران. وعادة ما تتبع البحرين الصغيرة السعودية في القضايا الأمنية والشؤون الخارجية. أما اليمن فهو في وسط حرب بين الحكومة المعترف بها دوليا، والحركة الحوثية التي تدعمها إيران.

ولدى دول الخليج قوات مشابهة للمقترح هي “درع الجزيرة” مؤلفة من 40 ألف جندي مسلحين جيدا، وهذا بفضل أموال النفط من الدول المشاركة فيها. وما يفتقر إليه درع الجزيرة هي التجربة القتالية. وبهذه المثابة، فلن يقوي الدرع أعصاب أي تحالف معاد لطهران، ولن ينشر الخوف في إيران.

وبالنسبة لبقية الدول العربية في الشام والعراق، فقد أصبحت سوريا بمثابة موطئ قدم لإيران، ويسير العراق ولبنان على هذه الخطى.

وطالما حذر الملك عبد الله الثاني من التهديد الإيراني المتزايد، إلا أن جيشه الصغير لا يمكنه إلا لعب دور بسيط في أي حلف ضد إيران، تماما كدوره في الحرب ضد الحوثيين في اليمن. وتوجد الجيوش القوية في شمال أفريقيا، وعادة ما تتعامل مع إيران بنوع من التردد نظرا لبعدها عنها.

ولدى مصر أكبر جيش في العالم العربي، وكانت أول دولة تنسحب من مشروع التحالف الأمني للشرق الأوسط الفاشل. كل هذا يعني أن مهمة ردع إيران ستقع على عاتق كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتالي فأي فكرة لناتو شرق أوسطي لا قيمة لها.

كلمات دليلية
التعليقات (0)