بن سلمان يترأس وفد السعودية بقمة أبيك ويشهد افتتاح السفارة في بانكوك

profile
  • clock 18 نوفمبر 2022, 12:42:07 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ترأس ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان"، الجمعة، في العاصمة التايلاندية بانكوك، وفد بلاده المشارك في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك".

والتقى "بن سلمان"، على هامش المنتدى، الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، والإندونيسي "جوكو ويدودو"، والفلبيني "فرديناند ماركوس الابن"، وسلطان بروناي دار السلام الحاج "حسن البلقيه"، ورئيس وزراء سنغافورة "لي هسين لونج"، كلا على حدة.

وجرى خلال اللقاءات، استعراض العلاقات الثنائية بين السعودية وكل من الدول الخمس، بالإضافة إلى بحث مجالات التعاون وفرص تطويره، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.

 

 

ووصل "بن سلمان"، الخميس، إلى العاصمة التايلاندية بانكوك في زيارة رسمية، في ثالث محطة شرق آسيوية بعد إندونيسيا وكوريا الجنوبية.

وكان في استقبال "بن سلمان" لدى وصوله رئيس الوزراء التايلاندي وزير الدفاع الجنرال "برايوت تشان أوتشا"، حيث عقدا جلسة مباحثات قصيرة، في وقت ينتظر أن يشهدا في وقت لاحق الجمعة، افتتاح سفارة الرياض في بانكوك.

 

 

وسبق أن قال سفير السعودية لدى تايلاند "عبدالرحمن بن عبدالعزيز السحيباني" إن زيارة ولي العهد ستشهد توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات، ستسهم في تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين.

ووفق نائبة المتحدث باسم الحكومة التايلاندية "رشادة دناديريك"، فإن الاتفاقيات تحدد خططا لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، اللذين يسعيان إلى تشكيل مجلس تعاون ثنائي وتشجيع الاستثمارات المباشرة.

وقالت إنه "بعد أن وافق مجلس الوزراء التايلاندي على مسودات الاتفاقات، فإن المعاهدات ستقوي العلاقات بين تايلاند والسعودية، بهدف أن تصبحا حليفا إقليميا لبعضهما البعض".

وتأتي زيارة "بن سلمان"، تلبية لدعوة رئيس الوزراء التايلاندي "برايوت تشان أوشا"، الذي زار الرياض في يناير/كانون الثاني الماضي، في أول زيارة يقوم بها زعيم تايلاندي منذ قطع العلاقات بسبب سرقة مجوهرات في عام 1989، شملت "ماسة زرقاء" وقتل على أثرها 3 دبلوماسيين سعوديين.

وخلال زيارة "برايوت"، قالت السعودية وتايلاند في بيان مشترك، إنَّهما اتفقتا على تبادل السفراء في المستقبل القريب، واستعادة العلاقات الكاملة.

وحينها، قالت الخطوط الجوية السعودية في بيان منفصل، إنَّها تعتزم استئناف رحلاتها المباشرة إلى تايلاند.

وفي وقت لم تؤكد السعودية بشكل رسمي الزيارة، حضر وزير الاستثمار السعودي "خالد الفالح" وممثلون عن القطاع الخاص، قبل أيام، منتدى استثماريا في بانكوك، ضم 60 شركة سعودية و150 شركة تايلاندية.

وقال رئيس غرفة التجارة التايلاندية "سانان أنجوبولكول"، في بيان الإثنين، إن السعودية مهتمة بالاستثمار في قطاع الرعاية الصحية في تايلاند، وتدرس البلاد كمركز لتخزين النفط الخام في جنوب شرق وشرق آسيا.

وذكرت "بلومبرج" أن "سيام بيوات" وهو مطور تايلاندي، يحرص على الاستثمار في المشروع الضخم في السعودية "ذا لاين"، وهو جزء من مشروع "رؤية المملكة 2030" لتقليل الاعتماد على النفط.

وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وتايلاند في العام 1957، ثم انقطعت عام 1989.

ورغم ذلك، لم تكن القطيعة كاملة في الثلاث عقود الأخيرة.

ويعود الخلاف بين السعودية وتايلاند إلى العام 1989، بعد اتهام عامل يحمل الجنسية التايلاندية يدعى "كرينانجكاري تيشامونج" بسرقة مجموعة من الأحجار الكريمة والمجوهرات الثمينة، بما في ذلك قطعة نادرة تسمى "الماسة الزرقاء" من داخل قصر الأمير "فيصل بن فهد"، وهو أول أبناء الملك "فهد بن عبدالعزيز" الذي كان يجلس على العرش آنذاك.

وكانت "الماسة الزرقاء" من عيار 50 قيراطا من بين ما يقدر بنحو 20 مليون دولار من الأحجار الكريمة والمجوهرات في عملية السرقة التي دمرت العلاقات بين البلدين، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

وتلت حوادث السرقة تعرض 3 دبلوماسيين سعوديين في تايلاند لعملية اغتيالات خلال عام 1990.

وتوترت العلاقات بين الرياض وبانكوك بعد سلسلة الحوادث التي وقعت بين العامين 1989 و1990، حيث كانت تعتقد السعودية أن السلطات التايلاندية متواطئة في التستر على بعض كبار الضباط المتورطين في تقاسم المجوهرات مع العامل.

وما تزال سرقة الحلي من أكبر الألغاز التي لم يتم حلها في تايلاند حتى الآن، ولم يجرِ بعد استرداد عدد كبير من الأحجار الكريمة، ومنها "الماسة الزرقاء النادرة".

ولم يدن أحد بارتكاب جرائم القتل للدبلوماسيين السعوديين، ففي عام 2014، رفضت محكمة جنائية تايلاندية قضية ضد 5 رجال، بينهم ضابط شرطة كبير، متهمين بقتل رجل الأعمال السعودي "محمد الرويلي"، الذي اختفى بعد شهر من مشاهدته لإطلاق النار على دبلوماسيين سعوديين.

كما منعت المملكة الخليجية مواطنيها من السفر إلى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، نتيجة الأزمة الدبلوماسية الحادة التي نشبت بسبب قضية السرقة وأعقبها عمليات القتل.

ووفق مراقبين، فإن تايلاند حريصة على تطبيع العلاقات مع السعودية بعد الخلاف الذي كلّفها مليارات الدولارات من أموال التجارة الثنائية، وعائدات السياحة، وخسارة وظائف عشرات الآلاف من العمال المهاجرين التايلانديين لوظائفهم.

التعليقات (0)