بين ضغوط الداخل ومطالب الخارج.. الوقت يداهم نتنياهو قبل تدميره "حماس"

profile
  • clock 19 فبراير 2024, 4:09:20 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال رافائيل كوهين، المحلل في مؤسسة "راند" البحثية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعاني من معضلة كيفية شراء مزيد من الوقت للحرب في غزة على أمل تدمير حركة "حماس"

وأوضح "كوهين"، في تحليل نشره بمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أن نتنياهو واقع تحت وطأة ضغوط داخلية لتحقيق أهداف الحرب وأخرى خارجية لتقليل الخسائر بين المدنيين وتخفيف معاناة سكان القطاع.

ويُصر نتنياهو على مواصلة الحرب في غزة، على أمل تحقيق أهدافها المعلنة، وأبرزها استعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع، وتدمير القدرات العسكرية لـ"حماس"، بعد أن شنت في 7 أكتوبر الماضي هجمات على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة.

وقال كوهين إن "إسرائيل تواجه قيودا حقيقية فيما يتصل بمدى قدرتها على التراجع عن عملياتها العسكرية، وخاصة إذا ظلت ملتزمة بتفكيك حماس بالكامل. ولم تنجح في استئصال الحركة إلا جزئيا من معاقلها في مدينة خان يونس ومخيمات اللاجئين القريبة من وسط القطاع، فيما بدأت للتو القتال في رفح (في أقصى الجنوب)".

وتابع: "وحتى وفقا للتقديرات الإسرائيلية الخاصة، فإن أغلبية مقاتلي حماس ما زالوا طلقاء. وفي مواجهة خصم بهذا الحجم، قد لا تكون الضربات الجوية والغارات الدقيقة كافية، وقد جربت الولايات المتحدة النهج الأخير في أفغانستان وفشلت فشلا ذريعا، فحركة طالبان تدير أفغانستان الآن".

وحتى الإثنين، قتل جيش الاحتلال في غزة 29 ألفا و92 فلسطينيا وأصاب 69 ألفا و28، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا للسلطات الفلسطينية.

مشاكل داخلية

و"من شأن تقليص العملية العسكرية أيضا أن يخلق مشاكل سياسية داخلية، وقد انتقد أعضاء مجلس الوزراء رئيس الأركان هرتسي هاليفي لتراجعه عن استخدام القوة الجوية، بينما فقدت إسرائيل أكثر من 230 جنديا في غزة حتى الآن (منذ بدء العمليات البرية في 27 أكتوبر الماضي)"، زاد كوهين.

وأردف: "وعلى أساس إجمالي عدد السكان، فإن هذا العدد أكثر مما خسرته الولايات المتحدة خلال حربي العراق وأفغانستان مجتمعتين. ومن ثم، ترى إسرائيل في القوة الجوية وسيلة لتقليل خسائرها على الأرض، وبالتالي من الصعب ترويج احتمال تقليصها".

واعتبر أنه "أيا كانت الهيئة التي قد تبدو عليها المرحلة التالية من حرب غزة، فلن تجعل أحدا سعيدا".

وبيَّن  أن "المؤسسة العسكرية الإسرائيلية غير قادرة على الحد من استخدامها للقوة النارية بالقدر الكافي لاسترضاء منتقديها في الخارج، كما أنها غير قادرة على استرضاء منتقديها في الداخل الذين يدعون إلى إلحاق هزيمة حاسمة بحماس، وفي الوقت نفسه تقليل الخسائر العسكرية الإسرائيلية والاستمرار في تحقيق الأهداف الاستراتيجية بغزة".

معارضة دولية

كوهين قال إنه "إذا كانت إسرائيل تنوي شراء الوقت الذي تحتاجه لحل مشكلة مقاتلي الفصائل الفلسطينية، فيتعين عليها أيضا أن تبدأ في معالجة مشكلة الـ3.5 مليون نسمة (سكان القطاع)".

ورأى أنه "للقيام بذلك، ستحتاج إسرائيل أولا إلى إدراك حقيقة أنها مسؤولة عن أكثر من مليوني مدني في غزة".

وأضاف أنه "على النقيض من بعض الأصوات في اليمين المتطرف في إسرائيل، لا يمكن طرد سكان غزة ببساطة، فالولايات المتحدة وأوروبا وجيران إسرائيل العرب، بل وحتى بعض الأعضاء اليمينيين في الائتلاف الحاكم بإسرائيل، يعارضون فكرة تهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة".

و"الأهم من ذلك أن الفلسطينيين لا يريدون المغادرة، وسيبقون في غزة في المستقبل المنظور.. وبالنسبة لإسرائيل، فإن تقديم المزيد من المساعدات (الإنسانية) للمدنيين في غزة هو أيضا أفضل وسيلة لتأمين الدعم الدولي، وخاصة من الولايات المتحدة، لمهمتها المستمرة في تفكيك حماس".

وتسبب جيش الاحتلال في دمار هائل في غزة وكارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني، أي أكثر من 85% من السكان، بحسب الأمم المتحدة.

وللمرة الأولى منذ إقامتها في عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة، تخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.

التعليقات (0)