تركيا..المنافسة على الرئاسة تحتدم مع اقتراب الانتخابات

profile
  • clock 2 مايو 2023, 12:21:30 ص
  • eye 260
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

احتدمت المنافسة بين المرشحين في تركيا، خلال الأسبوعين الماضيين، قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستُجرى في الرابع عشر من مايو/ أيار المقبل.
وتُشكل هذه الانتخابات أصعب اختبار للرئيس رجب طيب أردوغان خلال عقدين من حكمه، وفي استعراض للقوة، يواصل كل من أردوغان ومنافسه في تحالف المعارضة السداسي، كمال قليجدار أوغلو، حشد أنصارهما في المدن المختلفة، لكنّ المنافسة بينهما لا تزال متقاربة للغاية في ظل تعقيدات التحالفات الحزبية الحالية، التي لم يسبق أن تم اختبارها في منافسات انتخابية سابقة لقياس الأداء المتوقع في المنافسة الانتخابية الحالية.
ومن الصعب توقع ما يُمكن أن تُفرزه نتائج الانتخابات على وجه الدقة في ظل النتائج المتضاربة التي تتوقعها استطلاعات الرأي المختلفة.

من الصعب توقع ما يُمكن أن تُفرزه نتائج الانتخابات على وجه الدقة في ظل النتائج المتضاربة التي تتوقعها استطلاعات الرأي المختلفة

ويخوض أردوغان، الذي يسعى لإعادة انتخابه للمرة الثالثة في رئاسة تركيا، هذه الانتخابات في تحالف يضم حزب الحركة القومية وأربعة أحزاب صغيرة أخرى هي حزب الرفاه المحافظ وحزب الدعوة الحرة الكردي المحافظ وحزب الاتحاد الكبير وحزب اليسار الديمقراطي. أما قليجدار أوغلو، الذي يتزعم حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض، فيقود تحالفاً يضم خمسة أحزاب أخرى هي “الجيد القومي” إضافة إلى ” المستقبل” و”الديمقراطية والتقدم”، الذين يقودهما كل من رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو ووزير الاقتصاد السابق علي باباجان، وكلاهما انشقا عن حزب العدالة والتنمية الحاكم قبل سنوات، فضلاً عن الحزب الديمقراطي. كما حصل قليجدار أوغلو على دعم تحالف العمل والحرية الذي يقوده حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
وإلى جانب أردوغان وقليجدار اوغلو، يخوض المنافسة الرئاسية زعيم حزب البلد محرم إينجه، الذي انشق عن حزب الشعب الجمهوري بعد الانتخابات الرئاسية التي خسرها أمام أردوغان في عام 2018، وسنان أوغان عن تحالف الأجداد الذي يضم عدداً من الأحزاب القومية اليمينية الصغيرة.
بينما توقّعت بعض استطلاعات الرأي المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم أن يتمكن أردوغان من الفوز في الجولة الأولى بفارق ضئيل عن قليجدار أوغلو، تُرجح استطلاعات الرأي القريبة من المعارضة أن يتمكن قليجدار أوغلو من الفوز في الجولة الأولى. لكنّ معظم استطلاعات الرأي المستقلة تتوقع أن تذهب الانتخابات إلى جولة إعادة بين أردوغان وقليجدار أوغلو لأن كليهما غير قادر على الحصول على نسبة الخمسين زائد واحد اللازمة للفوز، وفق قانون الانتخابات، فضلاً عن أن حظوظ إينجه وأوغان، وكلاهما من المعارضين لأردوغان، للعبور إلى جولة إعادة محتملة، تبدو ضئيلة للغاية.

ستُشكل الأيام القليلة المتبقية للانتخابات فرصة لكل من أردوغان وقليجدار أوغلو لحشد القواعد الانتخابية ومحاولة جذب الناخبين المترددين

وستُشكل الأيام القليلة المتبقية للانتخابات فرصة لكل من أردوغان وقليجدار أوغلو لحشد قواعدهما الانتخابية ومحاولة جذب الناخبين المترددين، الذين لم يحسموا خياراتهم بعد ويُشكلون كتلة وازنة يُمكن أن تكون حاسمة في ترجيح كفة أي من التحالفين الرئيسيين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية معاً. وقد أدى التضخم المرتفع الذي تعانيه البلاد، والذي يقترب الآن من حاجز 40 % إلى جانب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا في السادس من فبراير/ شباط الماضي، إلى زيادة الضغط على أردوغان، لكنّ الأخير يراهن على حزم التحفيز الاقتصادي، التي اتخذها في الأشهر الأخيرة عبر زيادة رواتب موظفي القطاع العام ورفع الحد الأدنى للأجور، بالإضافة إلى الوعود بإعادة إعمار المناطق المنكوبة التي دمرها الزلزال.
وقد ساعدت حزم التحفيز في الحد من ارتدادات التضخم و تداعيات الزلزال على قاعدة الدعم له. ومن جانبها، تُعول أحزاب المعارضة على مساهمة الصعوبات الاقتصادية في جذب شريحة من الناخبين الذين كانوا يُصوتون في السابق لصالح لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
لكن المحلل السياسي التركي هشام غوناي يستبعد في تصريح لصحيفة “القدس العربي” أن يتمكن أي من أردوغان وقليجدار أوغلو من حسم المنافسة الرئاسية لصالحهما من الجولة الأولى. ويقول غوناي إنّ “دخول محرم إينجه على خط المنافسة يقلص من حظوظ قليجدار أوغلو على الفوز من الجولة الأولى لأنّه سيتمكن من استقطاب أصوات من الكتلة السداسية المحسوبة على المعارضة”.

وعلى النقيض من جميع الاستحقاقات الانتخابية السابقة التي نجح أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في الفوز فيها على مدى عقدين، فإن التحالف الحاكم يواجه منافسة حالية غير مسبوقة

ويُضيف غوناي أن “ترشح إينجه للرئاسة ساعد أردوغان على مواجهة خطر الهزيمة في الجولة الأولى”، لكنه مع ذلك، يرى أن “حظوظ أردوغان وقليجدار أوغلو في جولة إعادة محتملة ستكون متساوية وستعتمد بشكل أساسي على قدرتها في استقطاب الأصوات التي ستنتخب إينجه في الجولة الأولى”.
وعلى عكس جميع الاستحقاقات الانتخابية السابقة التي نجح أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في الفوز فيها على مدى عقدين، فإن التحالف الحاكم يواجه منافسة حالية غير مسبوقة. فمن جهة، نجح زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني كمال قليجدار أوغلو في تشكيل تحالف من ستة أحزاب ذات توجهات إيديولوجية مختلفة بهدف إنهاء حكم أردوغان. كما يُراهن على دعم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي تُقدر قاعدته التصويتية بنحو عشرة إلى اثني عشر في المئة، ما يعني أنها من المحتمل أن تُعزز فرص قليجدار أوغلو للفوز بالسباق الرئاسي من الجولة الأولى أو في جولة إعادة محتملة.
وتُشير أحدث استطلاعات الرأي المستقلة إلى أن محرم إينجه استطاع رفع قاعدة التصويت المحتملة له إلى ما يقرب من سبعة في المئة مستفيداً من نحو خمسة في المئة من الأصوات القومية في الحزب الجيد ونحو ثلاثة في المئة من الأصوات القومية في حزب الشعب الجمهوري ممن تعارض تحالف قليجدار أوغلو مع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي. وفي حال صحّت هذه الاستطلاعات، فإن الكتلة الانتخابية لمحرم إينجه ستلعب دوراً رئيسياً في ترجيح كفة أردوغان أو قليجدار أوغلو في جولة إعادة محتملة.

التعليقات (0)