تحليل خاص بـ180 تحقيقات

تركيا والإمارات.. صفحة جديدة واتفاقيات تعاون وخلافات طويت..فماذا عن مصر؟ 

profile
علي الصاوي كاتب صحفي وروائي
  • clock 15 فبراير 2022, 3:13:26 م
  • eye 38388
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
Slide 01
Slide 01
Slide 01
Slide 01
Slide 01
Slide 01
ألبوم صور

"خطوة هامة على طريق تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين الدولتين ونقلها إلى مستوى أكثر تقدماً " بهذه العبارة وصفت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات، لتأتى الزيارة كجحر أخير في جدار تطبيع العلاقات الكامل بين البلدين، بعد قطيعة دامت سنوات منذ انطلاق ثورات الربيع العربي وتبنّى أنقرة موقفا مغايرا للموقف الإماراتي. 


الزيارة سبقتها تصريحات تركية وإماراتية تعكس عزم المسؤولين في كلا الدولتين على طىّ صفحة الماضي وتصفير الخلافات والتعامل من منطلق اقتصادي واستراتيجي يُعزّز أمنهما في ظل تحديات كبيرة تواجها أنقرة وأبو ظبي، بعد تقليص الولايات المتحدة من تواجدها في الشرق الأوسط، وسلوك إيران العدواني عبر ميلشتاتها في اليمن وسوريا والعراق ما خلق أرضا مشتركة بين الدولتين لتعزيز العلاقات وتغليب المصلحة القومية والاستراتيجية بعيدة المدى، على أى خلافات سياسية تتعلق بحراك الربيع العربي، هذا التعزيز تجلّى في توقيع البلدين 13 اتفاقية في مجالات مختلفة تتعلق بالتجارة والصناعة والأمن القومي.

 
أمن تركيا من أمن الخليج
وكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل الزيارة مقالة لموقع "خليج تايمز" الإماراتي، بعنوان "حان الوقت لمبادرات السلام والتعاون الإقليمي"، نشر يوم الجمعة 12 فبراير 2022: قال فيه: إن "زيارتي للإمارات ستتيح الارتقاء أكثر بعلاقات التعاون بين البلدين. 
وأضاف: "زيارة الإمارات تظهر الأهمية التي أوليها لعلاقات الصداقة بين البلدين، فضلاً عن إتاحتها فرصة الارتقاء بعلاقات التعاون أكثر. وأكد أن التقارب التركي الإماراتي يكتسب زخماً جديداً عبر الزيارات المتبادلة، معرباً عن ثقته بأن زيادة مجالات التعاون بين البلدين ستنعكس إيجاباً على المنطقة، وأن التقارب في العلاقات جاء بوقت تتصاعد فيه المنافسة العالمية. 
كما علق مستشار دولة الإمارات أنور قرقاش على الزيارة بقوله: " إن زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الإمارات، والتي تأتي بعد زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الجمهورية التركية، تفتح صفحة إيجابية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، وتنسجم مع توجه الإمارات نحو تعزيز جسور التواصل والتعاون الهادفة للاستقرار والازدهار في المنطقة.
واعتبر السفير التركي لدى أبوظبي توجاي تونشير زيارة أردوغان "يوماً تاريخياً" في العلاقات بين البلدين وتأتي تركيا في المرتبة الـ 11 بين أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، فيما تمثل الإمارات الشريك التجاري الـ12 لتركيا عالمياً، والشريك التجاري الأكبر على مستوى منطقة الخليج العربي.

 
مصر المحطة المقبلة
وبعد الجهود الدبلوماسية الناجحة للسياسة التركية يرى مراقبون أن مصر قد تكون هى المحطة المقبلة في تطبيع العلاقات بشكل كامل وجلاء سنوات من القطيعة الدبلوماسية، والتى بدأتها بالفعل كلا من مصر وتركيا عبر مباحثات استكشافية ما زال صداها واضحا في التعاطي مع أى حراك سياسي أو إعلامي في تركيا يتعلق بالمعارضة المصرية، وقد يتم التحضير للقاء ثنائي بين الرئيس أردوغان والرئيس السيسي قريبا، على هامش لقاء دولى أو قمة سياسية قبل اللقاء بشكل مباشر. 
ويرى أستاذ العلوم السياسية د.خيرى عمر أنه من الأفضل أن يتم لقاء الرئيس أردوغان والرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل مباشر في مصر أو تركيا، إذا اكتملت وجهات النظرالسياسية والفنية بين البلدين في ضوء المباحثات الجارية حاليا. 

وقال في تصريحات خاصة لـ"180تحقيقات" أن هذا السلوك الدبلوماسي لا تتبعه مصر بل تتبع سياسة اللقاءات المباشرة بين الزعماء ولا تُفضّل اللقاءات الجانبية على هامش المؤتمرات الدولية خاصة لو كان الأمر متعلّق بعودة العلاقات بعد قطيعة دامت سنوات. 


وحول الحراك الحالي بين تركيا وبعض الدول العربية أوضح د.خيري عمر أن ما يتم طرحه في التقاربات والسياسات التركية ـ العربية من تعبيرات تتعلق بالأمن الإقليمي المشترك، يُمكن أن يُؤسّس لمسارات تعاون تُغطي المصالح المختلفة في الاقتصاد والثقافة والطاقة والأمن، وأضاف: لعل ترسية مفهوم الأمن المشترك يكون خطوة على طريق التكامل بين المصالح التركية العربية. 
الكاتب الصحفي التركي فراس أوغلو قال إن التقارب التركي مع الإمارات والسعودية ومصر خيار إستراتيجي لأن تركيا كانت ستكون في مواجهة غير متكافئة نوعا ما. 

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"180تحقيقات" كان هناك تضارب مصالح قوى بين تركيا والإمارات والسعودية ومصر ومن ورائهم أمريكا، لذلك كان التقارب ضروري بالنسبة لتركيا، فكان المدخل عبر الإمارات لأنها في رأيي عقدة الربط والحل. 

وأضاف أوغلو أن الإمارات هى الأخرى تحتاج في الوقت الحالي إلى الثِقل السياسي والعسكري والاقتصادي التركي، لإيقاف تجاوزات إيران في المنطقة، والتى تستخدم الحوثيين لضرب مصالح دول الخليج، وقد أدانت تركيا العداون الحوثي الأخير على أبو ظبي ووصفته بالعمل الإرهابي، وتابع أوغلو في تصريحاته أن تركيا تريد توسيع تحالفاتها شمالا وجنوبا حماية لمصالحها وأيضا تحتاج إلى الاستثمارات الإماراتية في كافة المجالات التجارية والعسكرية والتكنولوجية.

التعليقات (0)