- ℃ 11 تركيا
- 10 نوفمبر 2024
تقدير إسرائيلي: قبضة الولايات المتحدة في سوريا تنزلق إلى إيران
تقدير إسرائيلي: قبضة الولايات المتحدة في سوريا تنزلق إلى إيران
- 5 مايو 2023, 7:11:38 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلط المحلل الإسرائيلي تسيفي برئيل الضوء على زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى سوريا، واصفا إياها بأنها "محاولة لإظهار النفوذ الإيراني في المنطقة، وسط ديناميكيات إقليمية متغيرة"، مشيرا إلى مؤشرات على أن قبضة الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا تنزلق إلى إيران.
وذكر برئيل، في تحليل نشره بموقع صحيفة "هآرتس" العبرية وترجمه "الخليج الجديد"، أن الاتفاقيات الاقتصادية ليست الهدف الرئيس من زيارة رئيسي، إذ ليست هناك حاجة لتنظيم زيارة رسمية بهذا المستوى لمجرد إبرام هكذا اتفاقيات، خاصة أن البلدين وقعا، في العقد الماضي، سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية، حتى من دون زيارات متبادلة من قبل كبار المسؤولين.
ولذا يرى المحلل الإسرائيلي أن هدف زيارة رئيسي إلى دمشق "إقليمي" بالدرجة الأولى، مشيرا إلى ارتباطات للزيارة بتطورات الأوضاع في لبنان.
وأوضح أن إيران تسعى إلى ضمان عدم تمرير التعيين الرئاسي في لبنان إلى السعودية، وهو خطوة ضرورية لحل أزمة بيروت السياسية والاقتصادية، مشيرا إلى أن مسألة لبنان ترتبط أيضًا بدفع السعودية لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وأضاف أن طهران تخشى من أن تؤدي التحركات السعودية إلى فرض حل "غير مرغوب فيه" في لبنان.
وفي هذا الإطار، يقوم رئيسي بأول زيارة له إلى سوريا، مع وفد كبير، ويوثق العلاقات الاقتصادية مع دمشق، إذ تريد إيران تأمين مكانها، أو على الأقل صورتها، كدولة لها نفوذ في سوريا وخارجها، بحسب برئيل.
وبعد أن اتفقت إيران والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية، وتشجيع السعودية لعودة دمشق إلى جامعة الدول العربية، فإن المفاوضات الإيرانية الناجحة في لبنان ضرورية لمقاومة نفوذ السعودية في المنطقة، حسبما يراه المحلل الإسرائيلي، مشيرا إلى أن إيران تواصل البحث عن فرص لتوسيع قوتها السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط حتى في الوقت الذي تصارع فيه قائمة طويلة من الأزمات في الداخل.
ضربات إسرائيلية
وفي الأسبوع الماضي، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي حملة قصف في سوريا على مواقع عسكرية قيل إنها تابعة لفيلق القدس الإيراني وحلفائه، وذلك بعد ساعات من زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، إلى لبنان، كما استبق وصول رئيسي إلى دمشق، أمس، بقصف مطار حلب.
ومع ذلك، يرى برئيل أن هذه الرسائل الإسرائيلية لا يمكنها كبح نية إيران لإظهار وجود دبلوماسي بارز في سوريا، خاصة بعدما دفعت موسكو طهران إلى هوامش الساحة الدبلوماسية السورية في السنوات الأخيرة.
وهذه هي الزيارة الأولى لرئيس إيراني إلى سوريا منذ عام 2010، ويهدف الوفد الإيراني إلى تعويض الوقت الضائع وإبراز إيران كلاعب رئيسي في مستقبل سوريا، وسط جهود سعودية لدعم الحكومة الحالية في لبنان، فيما تسعى طهران للحفاظ على نفوذها التقليدي القوي في البلاد، بحسب برئيل.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن قرار إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالتخلي عن الأكراد السوريين، الذين كانوا شركاء رئيسيين في محاربة تنظيم الدولة، إلى تحويل ميزان القوى في المنطقة لصالح إيران وروسيا.
فمع ضعف نفوذ الأكراد، تمكنت طهران وموسكو من المناورة لتوسيع النفوذ في سوريا، بينما تريد واشنطن الإبقاء على الوضع الراهن في سوريا، لأن أي تحولات في السيطرة أو تحرك القوات هناك يمكن أن تكون على حساب مصالحها.
ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تعارض الولايات المتحدة الاتفاقات التي وقعتها سوريا مع الدول العربية ومع تركيا عندما لا يكون لديها نفوذ اقتصادي أو دبلوماسي لإملاء الحلول الخاصة بها، وفق تقدير برئيل.
وبحسب المحلل الإسرائيلي، فإن إيران تسعى إلى تشكيل مستقبل المنطقة وفقًا لمصالحها، حتى في الوقت الذي تكافح فيه البلاد جراء أزمة اقتصادية وتفشي فيروس كورونا الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، إضافة إلى الاضطرابات السياسية.
نفوذ تركيا
ويشير برئيل إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يواجه تحديات سياسية داخلية من المعارضة، كان يأمل على الأقل في التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة اللاجئين السوريين قبل الانتخابات، وأن يثبت للناخبين الأتراك أنه يعمل بذلك على حل الأزمة الاقتصادية في بلاده، لكن المحادثات بين أنقرة ودمشق أرجئت إلى ما بعد الانتخابات التركية في نوفمبر/تشرين الثاني.
ويجد الرئيس التركي، الذي أعلن يوم الأحد اغتيال زعيم تنظيم الدولة، أبوالحسين القرشي، على يد قوات المخابرات التركية، يجد نفسه في مواجهة إدارة أمريكية غير راغبة في تأكيد الخبر في الوقت الحالي.
فهذا الاغتيال، إذا تم تأكيده، له أهمية دبلوماسية كبيرة، وقد حاول أردوغان منذ سنوات أن يثبت للولايات المتحدة أن تركيا قادرة على محاربة تنظيم الدولة بشكل فعال، وأنه لا حاجة لواشنطن للاعتماد على القوات الكردية في سوريا، التي تطالب تركيا بإبعادها عن المناطق القريبة من الحدود.
وتدرك واشنطن أنه إذا تم توقيع اتفاقية بين تركيا وسوريا - والتي ستشمل انسحابًا تركيًا - فسيتعين على الولايات المتحدة أيضًا سحب قواتها من سوريا، وترك الأكراد بدون حماية.
ورغم أن تركيا سعت إلى تسوية علاقاتها مع دول الشرق الأوسط، فإن سياستها بعد الانتخابات لاتزال غير مؤكدة، وإذا نجح اتفاق بين تركيا وسوريا، فمن المتوقع أن يشمل انسحابًا تركيًا وإعادة أكثر من 4 ملايين لاجئ سوري.
ويخلص برئيل إلى أن الولايات المتحدة تفضل إبقاء الوضع الراهن في سوريا على حاله، لكن كافة التطورات الجارية هناك تصب في صالح إيران، في ظل تراجع النفوذ الأمريكي، وعدم حسم الموقف التركي، فضلا عن إتاحة الاتفاق الدبلوماسي بين طهران والرياض مساحة مناورة أكبر لإيران باتجاه توسيع نفوذها بالمنطقة.