توران قشلاقجي يكتب: خريطة الطريق الجديدة لحزب العدالة والتنمية بعد 22 عاما من الحكم

profile
  • clock 17 أغسطس 2023, 5:37:52 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

صادف يوم الاثنين الماضي الذكرى السنوية الـ22 لتأسيس حزب العدالة والتنمية، أحد أهم وأبرز الأحزاب السياسية، التي وضعت بصمتها على تاريخ تركيا خلال القرن الأخير. لقد تمكن حزب العدالة والتنمية من الوصول إلى السلطة بمفرده بعد 14 شهرا من تأسيسه، ولا شك بأنه يتميز بقصة فريدة لا يمكن مقارنتها مع الأحزاب السياسية التركية الأخرى.
انطلقت مسيرة الحزب في تسعينيات القرن الماضي لإيجاد حل للأزمات السياسية والاقتصادية، التي تشهدها تركيا، وقد واجه العديد من التحديات خلال هذه الفترة، حيث ناضل ضد الوصاية الكمالية، من أجل تمثيل إرادة الشعب الحقيقية في الداخل التركي، وأثبت أن أي سياسي يمكنه منع حدوث الانقلابات ومحاكمة الجناة المتورطين فيها، وأنه يستطيع اتخاذ أهم القرارات المتعلقة بمصير البلاد، بما في ذلك تغيير نظام الحكم.
هناك إسهامات كبيرة من قبل العديد من الأشخاص في هذه القصة الاستثنائية، وكذلك دعم الشعب بلا شك، وبالتأكيد، يشكل الرئيس رجب طيب أردوغان أهمية خاصة في نجاح مسيرة حزب العدالة والتنمية، بفضل أدائه السياسي وقيادته، وقدرته على كسب الدعم الشعبي في كل مرحلة حرجة، ثمة العديد من الجوانب التي يمكن دراستها في تجربة حكم حزب العدالة والتنمية، ففي السياق الدولي، قاد الحزب جهدا مستقلا في السياسة الخارجية بهدف الارتقاء بمكانة تركيا على الساحة العالمية، وقد انتقد هيكل النظام الدولي بغية تحقيق العدالة وحرص على حماية المصالح الوطنية مخاطراً بخوض التوترات عند الضرورة.

تمكن حزب العدالة والتنمية من الوصول إلى السلطة بمفرده بعد 14 شهرا من تأسيسه، ولا شك بأنه يتميز بقصة فريدة لا يمكن مقارنتها مع الأحزاب السياسية الأخرى

وبمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لتأسيس حزب العدالة والتنمية، نشر الرئيس رجب طيب أردوغان بيانا جاء فيه: “نحن نحتفل بالذكرى الثانية والعشرين لبداية خدمة حزب العدالة والتنمية كحزب سياسي وُلِد من رحم الأمة من أجل خدمة البلاد. إننا في هذا اليوم نحتفل بمرور 22 عاما على بداية هذه الرحلة التي بدأناها بعبارة “لن يعود أي شيء في تركيا كما كان في الماضي”. ومنذ ذلك الحين، وبفضل الله، تمكنا من أن نظل في المرتبة الأولى في كل انتخاب نشارك فيه، حتى وصلنا إلى هذه الأيام. أنا ممتن لكل أخ وأخت يعمل ويساهم ويبذل جهدا في جميع مستويات حزبنا منذ تأسيسه حتى اليوم بهدف ضمان نجاح هذه القضية المباركة. وأسأل الله أن يتغمد برحمته الإخوة الذين رحلوا إلى دار البقاء. أشكر كل فرد من أفراد شعبي العزيز الذي وقف إلى جانب حزب العدالة والتنمية منذ البداية وحتى اليوم بدعمه في الصناديق الانتخابية وجهوده في خدمة تركيا”. شهد المجتمع التركي تغييرا كبيرا بعد مرور 22 عاما، ففي الفترة التي ظهر فيها حزب العدالة والتنمية، كانت وسائل التواصل الاجتماعي غير موجودة تقريبا. أمّا اليوم، فإن العالم أصبح يتحدث عن تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم والمجتمعات. وفي مجال الاقتصاد، تقلص استخدام النقود الورقية بشكل كبير، وبات الجميع يستخدمون إما بطاقات المصارف، أو يستثمرون أموالهم في العملات المشفرة مثل البيتكوين. وتوجهت سياسة العالم نحو التعددية بشكل كامل، بعيدا عن هيمنة الولايات المتحدة. والعالم اليوم لم يعد كما كان قبل 22 عاما، إذ حدث تغيير كبير في معظم المجالات. ولعل حزب العدالة والتنمية لاحظ التغيير الكبير في المجتمع التركي والعالمي، حتى بدأ بتقديم إشارات كبيرة لإحداث تغييرات ملموسة مع اقتراب الانتخابات المحلية. لا نستطيع أن نعرف حجم التغيير السياسي الداخلي الذي يمكن تحقيقه بعد مضي 22 عاما، ولكن زعيم حزب العدالة والتنمية ورئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان دائما، ما كان قادرا على اتخاذ قرارات جذرية. ويشير مسؤولو الحزب إلى أنه سيُحدث أيضا تغييرا كبيرا في المؤتمر العام الكبير الذي سيعقده على مستوى الحزب في 7 أكتوبر المقبل. وأثناء حديثهم معنا، يعلن المسؤولون في الحزب أن الفريق الجديد للسنوات العشرين المقبلة سيتم تحديده في هذا المؤتمر.
خلاصة الكلام؛ نهنئ حزب العدالة والتنمية وزعيمه رجب طيب أردوغان على كل الإنجازات السياسية التي تحققت طيلة 22 عاما. سوف تشهد تركيا انتخابات محلية بعد نحو 6 أشهر، وجميع الأحزاب السياسية التي خاضت قبل فترة وجيزة الانتخابات العامة، تستعد بكل زخم لكسب أكبر عدد من البلديات في عموم البلاد. في الانتخابات المحلية المقبلة، لن يكون من المستغرب أن تلجأ الشخصيات المرشحة من قبل المعارضة إلى إنتاج خطابات أكثر حدة في ما يتعلق بقضايا اللاجئين السوريين والهجرة غير النظامية ومعاداة الأجانب، لذلك، يجب على حزب العدالة والتنمية أن ينتهج سياسة أكثر فعالية وجرأة وشجاعة في مواجهة هذه الخطابات المحرضة والمثيرة للتوتر.
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)