جلال نشوان يكتب: غداً سيزهر الليمون.. 

profile
جلال نشوان كاتب صحفي
  • clock 16 فبراير 2022, 9:02:36 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

القدس قلب الأمة النابض وأصالتها، وعراقتها، وعنوان جمالها، وشموخها، وعزتها، جوهرة فلسطين، وزهرة مدائنها في ربوعها تنزلت الديانات، ومنها عبر الانبياء، بترابها جبلت دماء الشهداء واليوم يواجه أهلنا في حي الشيخ جراح، ظلم الظالمين واحتلال المحتلين المجرمين، حيث يتعرض أهلنا في الشيخ جراح وكافة الأحياء إلى سياسة التطهير العرقي.
 فمنذ احتلالها عام 67 وسلطات الكيان الغاصب تطبق (سياسة التطهير العرقي) على نطاق واسع، وباتت تتشدد أكثر حيال أبناء شعبنا المقدسيين المقيمين خارج المدينة، وتضع أمامهم مختلف العراقيل لإسقاط حقهم في الإقامة فيها، ومنعهم من العودة إليها. وطال ذلك عشرات آلاف المقدسيين والمقدسيات، الذين دفعت بهم ضائقة السكن إلى العيش في الأحياء المحاذية للقدس، بالإضافة إلى الأشخاص الذين تزوجوا ممن لا يحملون هوية القدس ويعيشون معهم خارجها. وأضحت الموافقة على جمع شملهم وتسجيل أطفالهم من شبه المستحيل، الأمر الذي تسبب بتشتيت آلاف الأُسر والعائلات 
وفي الحقيقة :
عمل قادة المطبخ الصهيوني ، على إصدار الأوامر التي   تقضي بتطهير المناطق التي كانت تستولي عليها قواتهم من مواطنيها الفلسطينيين، وذلك من أجل إيجاد مجتمع يقتصر على اليهود ، ولم يخفِ هؤلاء القتلة الإرهابيين ذلك التوجه ، فقد أعلنوها وعلى الملأ  ،  أنه جرى تشييد القرى اليهودية على أنقاض القرى العربية ،حيث طالت عملية التطهير العرقي مدينة القدس والقرى والبلدات المحيطة بها، حيث أنه جرى تهجير سكان 38 قرية من أصل 40 قرية واقعة في المنطقة التي بقيت تحت السيطرة الصهيونية  ، يضاف إليهم سكان الأحياء العربية الواقعة غربي المدينة، والتي كانت من أكثر المناطق ثراءً وازدهاراً في الشرق الأوسط ...

انتهاكات إجرامية بشعة تعرض إليها أبناء شعبنا المقدسيين، وفي كل أنحاء فلسطين المحتلة التي تم احتلالها وتطهيرها ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل استولوا على منازلهم، ببناء أحياء جديدة مخصصة لقطعان المستوطنين الذين جاؤوا من وراء البحار

إن جريمة التطهير العرقي التي ترتكبها سلطات الاحتلال الصهيوني، في حيّ الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة. وترحيلهم قسراً من منازلهم، هي مخالفة صريحة لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية ومن هنا آن الأوان للتحرك الجاد لوقف هذه الجريمة المكتملة الأركان بتهجير سكان الحي والضغط على حكومة الإحتلال لوقف جرائم الحرب التي يمارسها القتلة الإرهابيون   لتفعيل آليات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومساءلة الاحتلال، ومحاسبته عن انتهاكاته المستمرة، ومنع إفلاته من العقاب...
 أن خطر التهجير القسري في هذه المرحلة، يستهدف 28 منزلاً يقطنها 500 نسمة في الشيخ جراح وما يجري الآن بأنه جريمة تطهير عرقي، تستهدف تهجير السكان المدنيين من أبناء شعبنا في   مناطق جغرافية محددة وتطهيرها منهم، بأساليب عنيفة وإرهابية وقسرية، مخالفة لاتفاقيات جنيف ذات الصلة، وهي كذلك جريمة ضد الإنسانية، وجريمة حرب بموجب مبادئ وأحكام المحكمة الجنائية الدولية".
وغني عن التعريف: 
 أن تلك المنازل أقيمت بشكل قانوني للاجئين فلسطينيين هجّروا قسرا من منازلهم عام 1948، وذلك بموجب اتفاقية عقدت عام 1956 مع الحكومة الأردنية ووكالة الأونروا، أي قبل احتلال الكيان الغاصب  للقدس الشرقية عام 1967.وهذا يدعونا مخاطبة  رؤساء اتحادات برلمانية عربية وإسلامية وأفريقية وآسيوية، والبرلمان العربي والبرلمان الأوروبي، والاتحاد البرلماني الدولي، والجمعيات البرلمانية الاوروبية والاورو متوسطية، ولرؤساء برلمانات وطنية نوعية في قارات العالم، وعلى ضرورة مواجهة ما تقوم به القوة القائمة بالاحتلال في الشيخ جراح والأحياء المجاورة من جرائم، وفي مقدمتها جريمة التطهير العرقي في مدينة القدس المحتلة
 أنّ العالم الذي يدعي الرقي والتحضر ومنظمات حقوق الانسان ،  الذين صدعوا رؤوسنا بحقوق الإنسان مطالبين  بالتصدي لوحشية الإحتلال الصهيوني النازي لحماية  الشعب الفلسطيني الذي أقتلع من جذوره ، وتشتت في بقاع الأرض ، يسعى لتحقيق العدالة وملاحقة مجرمي الحرب ومعاقبتهم   وأن تقف إلى جانب الحق والقانون الدولي   لردع قطعان المستوطنين الذين يأتمرون بتعليمات قادتهم الإرهابيين  لضمان اتخاذ الإجراءات التي نصّ عليها النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لإنصاف أبناء شعبنا الذين يواجهون آلة الموت الصهيونية ،  ومعاقبة المجرمين  ، حيث تواصل قوات الاحتلال اعتداءاتها على حي الشيخ جراح، وتعتدي بالضرب على النشطاء والأهالي المعتصمين المهددة منازلهم
لن تسقط القلاع 
ولن يرحل شعبنا، لأننا منغرسون في وطننا كأشجار النخيل والزيتون، وسيظل حي الشيخ جراح، رمز البطولة والصمود، والقدس ستظل مقبرة الغزاة المحتلين الذين جاؤوا من دول ، آثرت طردهم وإبعادهم ، فالإرهاب ديدنهم ، وسيكولوجيتهم تفوح منها رائحة الخراب والدمار، وسننتصر طال الزمن أم قصر وغداً سيزهر الليمون

 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)