حدوتة رحلة القناطر

profile
  • clock 23 مارس 2021, 4:26:02 ص
  • eye 845
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بقول لك ايه يا فهيم ..

فهيم ينظر الى صديقه عبدالعزيز منتظرا ما يقول :

ايه رأيك نعمل حاجة جديدة فى شم النسيم بكره ؟

فهيم : حاجة زى ايه قول 

عبدالعزيز :

احنا متعودين نأجر عجل ونلعب بيها ساعة فى الشوارع ايه رأيك نأجر العجل ساعتين على بعض وبدل ما نلعب فى شوارعنا نروح الخاصة الملكية فى انشاص عند خالتى وأهو هناك المنطقة كلها جناين فاكهة نلعب براحتنا ونشوف مناظر حلوة ؟

ف : ودى تبعد عن بلدنا قد ايه ؟

ع: القطر بياخدها فى تلت ساعة يعنى قول احنا نروح فى ساعة ..

ف : يا سلام فالح انت قوى ..

ساعة رايح وساعة جاى 

نتفسح احتا امتى ؟

ع: يا سيدى نزود ساعة وتبقى نحاسب صاحب العجل عليها لما نرجع 

وبعدين مهو المشوار نفسه فسحة 

ده احنا هنعدى على خمس بلاد قبل ما نوصل ..

ف: ماشى يا عم موافق 

بكره الساعة عشرة الصبح نتقابل ونروح شبين نأجر عجلتين ونروح عند خالتك 

فى اليوم التالى يوم شم النسيم يتوجه الصديقان المسلم عبدالعزيز والمسيحى فهيم الى البندر ويذهبان لمحل عجلاتى معروف بتأجيره للدراجات مقابل شلن فى الساعة ..

يأخذ كل منهما دراجة ويتوجهان الى طريق محافظة الشرقية فى طريقهما الى الخاصة الملكية ..

وبعد الزيارة والفسحة لما يزيد على الساعة قررا العودة حتى لا يتعرضا للوم صاحب الدراجتين ..

ولكن الخالة أبت أن يغادرا قبل تناول طعام الغداء ..

تسبب ذلك فى تأخيرهما حتى تجاوزا منتصف النهار وبدت الشمس حارقة ..

وهما صغيران لم يتجاوز عمر كل منهما الخامسة عشرة من العمر ..

غادر فهيم وصديقه قرية الخالة وبعد حوالى كيلومترين سمعا طرقعة كاوتش كل من الدراجتين من شدة الحرارة ..

ع: سمعت اللى انا سمعته 

ف: ايوه وقف نشوف فيه ايه 

نظر كل منهما الى دراجته فوجد الكاوتش فارغا من الهواء ..

ع: انا عارف عجلاتى هنا تعال نشوفه 

العجلاتى شاف العجل وعمل اللازم وقام بلحام الكاوتش الداخلى لكل من الفردتين ..

العجلاتى :

خلى بالك انت وهو لازم تستنوا شوية عشان اللحام ينشف ولا هيفك منكم ..

انتظر الصديقان على أحر من الجمر فذهن كل منهما مركز على ما سيقابله من صاحب الدراجتين ..

بعد دقائق ..

فهيم : ياللا ياعم احسن الراجل يعمل لنا مشكلة 

ع: ولما اللحام يفك هنعمل ايه ؟

مفيش حد ف الطريق ممكن يساعدنا ..

ف: يا عم ياللا ونمشى بالراحة ( دماغ عيال )

ع: ياللا يا عم ..

وسار الصديقان وغادرا مدينة انشاص فى طريقما لشبين القناطر ..

قبل اول محطة قطار شعر فهيم بأن دراجته تخبط ف الارض فنزل ليطمئن عليها فإذا بلحام الكاوتش وقد انتهى مفعوله وعادت العجلة كما كانت لا تصلح للمسير ..

ع: مش قلت لك بلاش خلينا نستنى اللحام لما ينشف ..

فهيم : والحسرة بادية على وجهه :

نعمل ايه دلوقتى ؟

ع: متقلقش احنا قريبين من محطة قطار سلمنت 

تعال نطلع ع الرصيف ونستنى قطر الزقازيق بيروح شبين فى تلت ساعة ..

بذل الصديقان جهدهما فى الوصول بدارجتيهما الى رصيف المحطة ..

وعند وصول القطار حاولا جهدهما ادخال الدراجتين الى القطار فلم تتمكن سواعدهما وتحرك القطار قبل اكتمال المهمة فعادا أدراجهما يفكران فى حل للمشكلة ..

فهيم كان قد فقد أباه منذ شهور ..

فهيم : أنا خايف صاحب محل العجل يروح البيت ويعمل مشكلة ..

ع: بص بقى مفيش غير انك تاخد العجلة السليمة بتاعتى وتروح 

ف: وانت هتعمل ايه 

ع: انا هامشى بالعجلة من غير ما اركبها تقريبا خمسة كيلو وفيه محطة قطار مشتول واحاول اركب القطر بالعجلة ..

ف: وأسيبك لوحدك ؟

ع : يا عم روح انت ومتخافش انا هاتصرف ..

فهيم اخد عجلة صاحبه ومشى 

بعد ساعة تقريبا فهيم وصل شبين القناطر وطلع على صاحب العجل ..

من خوفه ساب العجلة قدام الراجل وطلع يجرى ( عيال بقى )

صاحب العجل ساب اللى فى ايده وطلع يجرى وراه الى ان وصل الى البيت ..

ورايه والف سيف عايز العجلة التانية ..

فهيم : العجلة التانية مع صاحبى وهو فى الطريق 

لم يعبأ الرجل بما قاله 

العجلاتى : تعال ورينى بيت صاحبك 

وعند البيت وجد الأب والأم جالسان أمام عتبة البيت ..

بعد السلام والكلام حكى العجلاتى للوالدين قصة العجلة التى لم يكونا يعلما شيئا عن تفاصيلها ..

العجلاتى بعد ان أنهى القصة :

انا عايز العجلة بتاعتى ولو العجلة ما جاتش انتو ملزومين بيها !!

الأم يرتفع صوتها :

انت مجنون يا راجل انت بتدور ع العجلة ومش هامك ابنى جرى له ايه ؟

طب والله لو ابنى جرى له حاجة ما يكفينى فيه انت وعيلتك كلها..

العجلاتى ينظر اليها مخضوضا :

وانا مالى يا ست انتى ؟

الام : مالك ازاى ؟

ازاى تأجر عجل لعيال صغيرين من غير ما يكون معاهم حد كبير ؟

ده انا هاخرب بيتك ..

غادر العجلاتى مسرعا طلبا للنجاة بنفسه ..

المشهد :

عبدالعزيز بعد ان تركه فهيم 

استمر عبدالعزيز فى السير على قدميه ممسكا بصعوبة بالدراجة التى كانت أكبر من سنه ..

وصل الى محطة مشتول وانتظر القطار القادم 

وعبثا حاول ادخال الدراجة فلم يستطع واضطر لمواصلة السير على الأقدام ..

وصل الى مشارف قريته قبل الغروب بأقل من ساعة على الطريق الزراعى الذى يربط قريته بمحافظة الشرقية فإذا به يجد جمعا من الناس بينهم رفاقه فى المدرسة وقد تهللت وجوههم لرؤيته 

صديقه دياب :

حرام عليك نشفت دمنا 

ده احنا بقى بنا ساعتين ندور فى الرشاح على جتتك ( الرشاح يعنى المصرف الزراعى )

عبدالعزيز :

انا كويس بس العجلة باظت ..

دياب :

ده الراجل صاحب العجلة مخه هيشت منه وهيتجنن ..

ياللا بينا نطلع عليه كلنا عشان ميعملش معاك حاجة ..

وتوجه الجميع للعجلاتى ..

لم يصلوا الى المحل فقد كان الرجل يبحث عنى فى الطرقات ..

فتقابلنا قبل بلوغنا المحل ..

العجلاتى يرغى ويزبد ويبدى حسرته على ما أصاب الدراجة من تلف وبعد ان عاينها قال :

طلع خمسين قرش 

عبدالعزيز ؛

نعم ؟؟ اجيب لك منين خمسين قرش وانا مفيش معايا فلوس ؟

العجلاتى تعال افتشك ..

وفعلا قام العجلاتى بتفتيش جيوبه فلم يجد شيئا ..

أخذ الرجل يسب ويلعن ولم يجد بدا من أخذ دراجته والانصراف متوعدا أنه لن يؤجر لأحد مرة اخرى ..

عبدالعزيز بعد ما اطمأن لابتعاد الرجل مد يده الى ثنية رجل البنطلون من الاسفل واخرج منها شيئا ..

نظر الرفاق فإذا هى اوراق نقد من فئات مختلفة تصل الى ما يقارب الجنيه ..

ضحك الجميع وتساءولوا :

عبدالعزيز ؛

كنت عامل حسابى فكيت خياطة تنية البنطلون وبرمت الفلوس واأدخلتها داخل التنية وانا عارف انها مش هتيجى على بال حد ..

ضحك الجميع على عفرتة صاحبهم ..

وظل عبدالعزيز فى طريقه للبيت يستمع من اصدقائه لما جرى بين العجلاتى وأمه والخشية تتملكه من رد فعل أبيه ..

ولكن فرحة أبيه وأمه بعودته سالما طغت على كل ما عداها ..

وتوتة توتة 

خلصت الحدوتة 

حدوتة اتنين اصحاب واحد مسيحى وواحد مسلم عاشوا اصحاب وفضلوا اصحاب ومحدش منهم سأل التانى هو مسيحى ليه واللا مسلم ليه

التعليقات (0)