حسن مدبولي : استدعاء ألفريد فرج.. لحل مشكلة السد

profile
حسن مدبولي كاتب مصري
  • clock 29 أبريل 2021, 4:33:15 م
  • eye 679
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

إستدعاء ألفريد فرج

لإنقاذ نهر النيل؟

عندما نتحدث عن المسرح والسينما والمسلسلات التليفزيونية، تقفز إلى أذهان أغلبنا على الفور الصورة النمطية للدراما الفنية المصرية والتى هى عبارة عن مسخرة يتم تقديمها للمتلقين فى أجواء من العرى والإسفاف والتفاهة والعهر ، بهدف التغييب والتتويه والإبعاد عن الواقع أو تزييفه ، ولكن لمن لا يعرفون ، فإن مصر وعلى الرغم مما يتصدر مشهدها الحالى من لوحات قاتمة مشوشة، 

فإنها كانت لها فى السابق أعمالا فنية محترمة مثابرة ، مثلت منارا للمنطقة العربية بأسرها ، منهاأعمال سينمائية جادة، و مسلسلات تليفزيونية هادفة ، ومؤلفات وعروض مسرحية توعوية رفيعة القدر ، وكان المسرح تحديدا والذى إنهار إلى الحضيض فى الوقت الحالى، قد شهد نهضة عظيمة سواء على مستوى الكتابة والتأليف،أو على مستوى العروض الفنية التمثيلية المسرحية الجادة ، 

حيث ساهمت هذه النهضة فى نشر مشاعل التنوير الحقيقية التى توجه متلقيها الى آفاق إنتمائية تدفعه للتشبث بالثوابت والمقدسات والجدية،،

وقد لعبت الأعمال المسرحية المترجمة دورا هاما فى تنمية الوعى العام، وكان ذلك ناتجا عن وجود حركة ترجمة أدبية ومسرحية كبيرة جدا ،عرفتنا على رواد المسرح العالمى وعباقرته التاريخيين وإتجاهاته ومدارسه ، وذلك خلال الفترة الممتدة من الثلاثينيات وحتى السبعينيات من القرن الماضى ،

وفى تلك الأجواء التى تساعد على إزدهار الإبداع الوطنى ، برز العديد من الكتاب الوطنيين المجيدين المجتهدين ،الذين دخلوا إلى حركة التأليف المسرحى وساهموا بوضع مصر فى ريادة الحركة المسرحية العربية ، و كان على رأس هؤلاء العباقرة الجدد المؤلف المسرحى المصرى ألفريد مرقس فرج ،

الذى يعتبر أحد أهم كتاب المسرح المصرى والعربي، والذى إمتازت رؤاه بالطرح الجاد لقضايا العدل والحرية والتضامن الاجتماعي والهوية الوطنية والبحث عن الحقيقة، والدعوة لخلق إرادة قوية فاعلة لدى الفرد لكي يكون قادراً على التغيير والتجديد، ورفض القمع السلطوى ، وكذلك الدفاع عن الأوطان وثوابتها ،،

كان ألفريد فرج يسارياً يحظى برضا وتقدير اليمين المحافظ، ومصرياً معتزا بمصريته وقوميا عروبيا لحد التعصب ، و كذلك كان مسيحى الديانة لكنه كان اكثر الادباء الذين استلهموا وتعلموا وأخذوا ونقلوا من التراث العربى و الاسلامى ،وكان يؤكد دائما أن المسرح فى كل العالم يستلهم ويأخذ عن التراث، فالمسرح الإغريقى استخدم الألياذة والقصص التى تنتمى إلى التراث السابق لنهضة المسرح هناك، وعصر النهضة الأوروبية استخدم أيضاً القصص التراثية وقصص التاريخ والأساطير مثل إسطورة إفيجينيا في المسرح الأوروبى ،،

، وبالتالى فلا يجب أن يغضب البعض عندنا من إستلهام الكتابة عن تراثنا وهويتنا ؟ وقد إستهدف ألفريد فرج بلجوئه إلى التراث إيقاظ وجدان المواطن العربى ليعيد له الاحساس بالبعد التاريخى بشكل يزيد من التشبث بالثوابت الوطنية والقومية والهوية التى تتعرض لعمليات هدم لحسابات غربية معادية ، وكذلك للتنبيه إلى المخاطر الوجودية التى تحيط به؟

ويعرف المتابع لإبداعات ألفريد فرج وقوعه فى هوى عالم ألف ليلة وليلة ،

 وإنجازه لسبعة أعمال من هذه العالم الأثير لديه ، منها "حلاق بغداد "و"رسائل قاضى إشبيليه" و"أيام وليالى السندباد" و"على جناح التبريزى" و:الطيب والشرير والجميلة" و"جواز على ورقة طلاق"، وآخرها "الأمير والصعلوك" وفى أعماله المستوحاة من التراث لا يستعير الكاتب الحكايات والشخصيات فقط ، 

لكنه أيضا وبقدر( ما يستطيع ) كان يستعيد الأجواء القديمة ليقدم لنا رؤية أخرى تعى المشاكل التى نواجهها فى العصر الحديث،وتنتقد وتفضح الأسباب التى تقف وراء تلك المشاكل ،،،،

كما كتب ايضا مؤلفات مسرحية متنوعة منها "سقوط فرعون" ، و"الزير سالم"

و"سليمان الحلبى" و"عسكر وحرامية" و"النار والزيتون" و"غراميات عطوة أبو مطوة "

وقد نال ألفريد فرج العديد من الجوائز الرسمية المصرية منها :-

التعليقات (0)