حسن مدبولي يكتب : الشهيد الدكتور أحمد قدرى ، جزاء سنمار ؟

profile
حسن مدبولي كاتب مصري
  • clock 5 يونيو 2021, 12:31:21 ص
  • eye 788
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بمناسبة موكب المومياوات الملكية الذى  أقيم يوم السبت 3 أبريل 2021 والشحتفة  التى واكبت عملية مغادرة الإثنى وعشرون جدا مصريا من المتحف المصري بميدان التحرير ،إلى الموقع الجديد بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط شرق القاهرة، وما صاحب ذلك النقل من صخب وجدال وإعتناء وترفق وذكر لأمجاد الأجداد  وتفخيما لآثارهم وشواهدهم ، نتذكر دون شك الأستاذ الدكتور  أحمد قدرى عالم الآثار الكبير  الذى إستُشهد نتيجة التنكيل به  والمؤامرات الصغيرة التى تم تنفيذها ضده بكل خسة ونذالة  ؟ 

تعريف :-

-ولد احمد قدري بقرية كفر الحمام بمدينة الزقازيق محافظه الشرقيه يوم 18 مارس سنة 1931، وهو حفيد الشيخ الشرقاوي أحد اعلام ثورة 1919 و من كبار علماء الأزهر الشريف ، حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية بالكلية الحربية  فى فبراير 1950، ثم فى يوليو عام 1951 حصل على بكالوريوس العلوم الجوية من الكلية الجوية، ثم التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة حيث حصل على ليسانس الحقوق فى مايو 1964.

وعمل فى بداية حياته بالسلاح الجوى ثم نقل إلى وزارة الثقافة التى شغل بها أكثر من منصب كما أعير للتدريس بقسم الآثار بجامعة بغداد، 

 ونظرا لعشقه  للتاريخ و الاثار المصريه فقد أستكمل دراسته فحصل على دبلوم الدراسات العليا فى الآثار المصرية من كلية الآثار بجامعة القاهرة فى مايو 1973، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا فى الآثار الإسلامية من كلية الآثار بجامعة القاهرة فى مايو 1976، واستكمل دراساتة العليا بالحصول على دكتوراة الفلسفة فى الآثار المصرية من أكاديمية العلوم المجرية فى مايو 1978.

إنجازاته أثناء ترأسه

لهيئة الآثار المصرية:

ترأس الدكتور أحمد قدرى هيئة الاثار المصريه ما بين 1978الى 1988 ، حيث كانت له العديد من البصمات  العملية  التى تدل على الإعتزاز بالإنتماء للوطن شعبا ودولة، كما كان يتميز بحبه الشديد للعمال، و كان سخيا كريما شديد التباسط و الانسانيه يعطي كل ذي حق حقه، والثابت عنه إنه كان  عزوفا عن الظهور فى  الاعلام أو الأضواء، والأهم من كل ذلك إنه كان يؤمن ان أبناء مصر هم الأولى برعاية آثارهم الخالدة،وقد قام بتطبيق ذلك عمليا  اثناء ترميم قلعة صلاح الدين عندما عرضت الحكومة الإيطالية على الحكومة المصرية القيام بترميم القلعه،لكنه رفض رفضا شديدا قائلا  ""شباب المصريين هم من الكفاءة التى لا تقل عن اي اجنبي، و المصري أحق بتراثه، و اذا نقصنا العلم فلنتعلم"" وليس معنى ذلك إنه كان منغلقا لإنه قام بنفسه بترجمة العديد من الكتب الأجنبية المتخصصة فى علم الآثار وقام بنشرها ،،،

وقد حقق الدكتور أحمد قدرى اثناء رئاسته لهيئه الآثار المصرية الكثير من الإنجازات   نذكر من بينها مايلى :-

- إعادة ترميم  وتطوير قلعة صلاح الدين بالقاهرة، وتحويل سجن القلعة الشهير الى متحف مفتوح للجمهور ،،

- قام بتجربة رائده له عند تطوير القلعه، حيث استعان بشباب الجامعات والأحزاب السياسية (ومنهم شباب أحزاب المعارضة) وكذلك جمعيات العمل المدنى المستقلة، للعمل كمتطوعين لتنظيف قباب مسجد محمد علي بالقلعه والمساهمة فى عمليات التطوير الشاملة  التى كانت تتم تحت إشرافه هو وفريق العمل المصرى المتخصص، ووفقا لقدرات وإمكانات كل شاب،وذلك بهدف نشر الوعي الأثري وربط الشباب بتراثهم،وتعميق الإنتماء، وكانت تجربة رائعة للشباب المصرى فى ذلك الوقت،،

- أسس مركز إحياء الفن التابع للهيئة والذى   يتضمن معهدا للحرف الأثرية سنة1982

- ألغى طريقا كان موجودا  بين مسجد السلطان حسن و مسجد الرفاعى وكانت تمر به المواصلات العامة والسيارات الخاصة وغيرها، وكذلك أزال محطة بنزين مقامةبجوار المتحف الاسلامى وضم أرضها للمتحف، ورمم العديد من المتاحف مثل المتحف القبطى والمتحف الإسلامى.

- قام بترميم  العديد من الاثار المصريه الفرعونية و القبطيه و الاسلاميه الأخرى منها على سبيل المثال :-

،، إنقاذ معابد فيلة الشهيرة  ومعابد النوبة بأسوان  بالإشتراك مع اليونيسكو

،،  ترميم معابد اسنا و إدفو و الدير البحري ، 

،، ترميم مقابر وادي الملوك 

و تاوسرت وحورمحب ورمسيس الثالث، 

،، ترميم دير مار جرجس بأرمنت و دير الفاخوري بأصفون و دير الشهداء بإسنا و دير الانبا سمعان باسوان ،

،، ترميم سور مجرى العيون و مساجد صحراء المماليك و المشهد الحسيني و قلعة قايتباي  والقباب الفاطميه باسوان  والمسجد العمري بنجع حمادي و المسجد المعلق بالفيوم،،

،، تطوير قلعة صلاح الدين،

،، تطوير مسجد السلطان حسن ،ومسجد أحمد بن طولون ومسجد الرفاعى ومنطقة الغورية إلخ

 انجازاته العالمية :-

،، الإشراف على إنقاذ آثار مدينة صنعاء عاصمة اليمن بالإشتراك مع اليونيسكو

،، الإشراف على إنقاذ آثار مدينة فاس المغربية بالإشتراك مع اليونيسكو أيضا، 

،، أنشأ مشروع سلسلة المائة كتاب للتوعية بالآثار المصرية وتعريف الأجيال المصرية بالآثار العالمية أيضا و كذلك الطرق العلمية للحفاظ على الآثار ،وساهم هو بنفسه بالعديد من الكتب التى قام بتأليفها بالإضافة الى الكثير من كبار الكتاب والمتخصصين ،وكذلك قام بترجمة العديد من الكتب الأجنبية ونشرها جميعا بأسعار منخفضة ،،

- رفضه لفاروق حسنى ؟


عارض الدكتور قدرى  بقوة قرار رئيس الجمهورية  بتعيين فاروق حسنى وزيرا للثقافة المصرية،وكان يرفضه على المستوى ( الشخصى) وكذلك على المستوى الموضوعى ، كما كان يرفض سياسات الوزير  التى تعتمد على الخصخصة والإستثمار الخارجى، والإستعانة بالأجانب بشكل مطلق في كل ما يتعلق بالآثار المصرية،كما كان الدكتور أحمد قدرى يرفض أيضا سياسة التعامل مع الآثار بإعتبارها مجرد سلعة لجلب الأموال ،كما رفض أيضا  السياسات التى كانت تدعو إلى تهميش الإهتمام بالآثار الإسلامية ،

- مؤامرة عزله من الهيئة ؟

ويقال إنه نظرا لشعبيته الكبيرة وقوة شخصيته ونزاهته ووطنيته كان من الصعب التخلص منه بسهولة لتمرير السياسات المدمرة للآثار المصرية، فتم تدبير سقوط أحد الأحجار من كتف أبو الهول ،وتلا ذلك إذاعة الخبر و نشر الموضوع إعلاميا على نطاق واسع جدا، وبطريقة متكررة و مريبة محليا ودوليا ، لقهر الرجل  وكسر إرادته ، خاصة وإنه بالإضافة لرفضه شخص الوزير فاروق حسنى وخلفيته فى أوروبا ، كان يرفض أيضا مشاركة أى جهة أجنبية فى عمليات ترميم الآثار المصرية، وكان يعارض سفر الآثار المصرية للخارج، بل وحارب وواجه لصوص الآثار وكاد أن يقضى عليهم

،وبالتالى فقد سارعت المافيا الدولية وبالتعاون مع أذنابهم فى الداخل،بتشويه صورة الرجل وإظهاره وكأن سقوط قطعة من أبو الهول تمت بالأساس  بسبب عناده وجهله وإهماله،بينما قال بعض أساتذة الآثار من معاصرى الواقعة،انها تمت بمؤامرة مدبرة نفذها أحد الخفراء ؟ ففي حوار على جريدة دنيا المسرح ( الموقع الإليكترونى)بتاريخ 24 نوفمبر 2005 أجراه الدكتور حمدى الجابرى رئيس التحرير مع شيخ  الأثريين المهندس عبد الرحمن عبد التواب أكد فيه الخبير وشيخ الأثريين،أن الدكتور أحمد قدرى الذى لفت أنظار الدنيا كلها للآثار المصرية  خصوصا فى منطقة القلعة، قد ظلم عمدا فى واقعة سقوط جزء من أبي الهول ؟  وأفاد بأن ما حدث للدكتور قدرى  كانت مؤامرة على أعلى مستوى ؟

وهذا نص كلمات الخبير مقتبسا من الحوار المشار إليه :- 

(( أقولها بالفم المليان ولا أخشي أحدا ،  أحمد قدري قد ظلم، لقد قالوا أن جزءا من أبو الهول قد وقع، والله والله والله، إن هذا أمر ملفق ، لقد تم إحضار العمال الذين أسقطوا الحجر كي يقع فيها قدري ،ولقد سألني أحد المحققين وقتها ، فقلت له أنا علي إستعداد أن أحضر لك رئيس العمال والعمال ليقولوا لك كيف أسقطوا الحجر كي  يلبسوا أحمد قدري الموضوع ))

هذا ماقاله الشيخ الكبير، وهي شهادة دامغة  من  خبير متخصص، وشاهد عيان قارب التسعين، ويقسم بالله، وقيلت فى عهد الوزير ، وقبل ثورة 25 يناير ،وهى تؤكد على أن ما يقال عن الإطاحة بالشرفاء ورافضى الفساد ،هى حقائق فعلية، وليست أوهام للمؤمنين بنظريات المؤامرة ؟ 

 وبالفعل لم تتوانى الدولة المصرية وقتها فى إستغلال حادثة سقوط الحجر من كتف أبو الهول للإطاحة بالرجل، فتم إصدار قرارا بعزله فورا من رئاسة هيئة الآثار المصرية،وتعيينه موظفا بالحكم المحلى وذلك عام 1988؟ فتأثر الدكتور أحمد قدرى وقرر الهجرة  الى اليابان مقهورا ،ثم مالبس أن أصيب بالسرطان وظل يعالج حتى توفي يوم 5 أكتوبر عام 1990 بعد عزله بأقل من عامين،بينما المسئولين فى الدولة الذين سارعوا بعزل الدكتور احمد قدرى، إرضاءا لوزير الثقافة فاروق حسنى، و بسبب حادث مدبر ، هم أنفسهم من تغاضوا بعد ذلك عن الإستجابة للنداءات المنطقية التى طالبت  بعزل وزير الثقافة فاروق حسنى فى الخامس من سبتمبر عام 2005، عندما توجهت أكثر من خمسين شخصية مسرحية لحضور عرضا مسرحيا بقاعة الفنون التشكيلية الملحقة بقصر ثقافة بنى سويف فلقوا حتفهم جميعا حرقا، فى كارثة حريق مروعة أتت على قاعة العرض بمن فيها، بسبب خلل بالتركيبات الكهربائية ،و إنعدام وسائل الوقاية أو الإنقاذ ؟

التعليقات (0)