خالد متولي : الإعدام في رمضان

profile
  • clock 28 أبريل 2021, 2:58:21 م
  • eye 850
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الإعدام فى رمضان منهج أم صدفة.

فهل نظام السيسى يطبق ما طبقه الأمريكان مع الشهيد بإذن الله ( صدام حسين) حيث نحره الأمريكان فى عيد الآضحى على مرآى ومسمع من العالم كله.

نظام السيسى يقوم بإعدام ١٧ شخص أمس تقريبا كانوا متهمين فى قضية إقتحام قسم شرطة كرداسة!!!

المشكلة أن نفس القاضى؛ محمد شيرين.

ثم إن الإعدام يأتى بعد ثمانى سنوات من الجريمة المزعومة!!!

ثم أنه من بين هؤلاء الأشخاص رجل مسن ( عنده ثمانين سنة) وحامل لكتاب الله ويجيد الدعوة إلى الله باللغة الإنجليزية وأسلم على يديه الكثير.

وهناك أدلة دامغة على أن هذا الرجل لم يتواجد أصلا فى موقع الجريمة وقت حدوثها.

بل هل يمكن تخيل أن رجلا مسنا كهذا يقوم بإقتحام ولا يحزنون.

وإذا تغاضينا عن كل هذا فلماذا يقوم نظام السيسى بتنفيذ العقوبة فى نهار رمضان وهم صائمون!؟

ربما هو يريد أن يثبت للعالم كله أن هؤلاء قد رزقهم الله حسن الخاتمة بالموت وهم صائمون وفى أيام مباركة.

وكما قلنا من قبل أن نظام السيسى يريد ترسيخ ما يسمى فى علوم الإجتماع: (((صناعة التوحش)))

إن صناعة التوحش وإرساء الظلم وكثرة الإعدامات جزافا دون توافر أدلة لهو سمة من سمات النظام المصرى الحالى بعيدا عن أجهزة الدولة.

وهو ما ينبئ بكارثة على المستوى البعيد إذا لم يفطن العقلاء فى أجهزة الدولة.

واذا كانت الأعمال الفنية الآن ممنهجة وذلك لإلهاب حماس الناس ولإلهاب الجماهير وتذكير الناس بإنقسام مفتعل فيجب هنا أن نستحضر الآية الكريمة ( وجعل أهلها شيعا)

أن الرئيس المصرى يريد صنع فجوة مفتعلة بين أجهزة الدولة ( الجيش والشرطة) وبين الشعب رغم أن بعضهم من بعض.

هذه لعبة خطيرة وهى التى بنى عليها الرئيس المصرى حكمه ومازال يغزيها بالمسلسلات والأعمال الفنية حتى لا تلتئم الجراح وهو لا يريد أن يلتئم الشعب ويعود لحمة واحدة كما كان طول حياته.

فإذا كان المصريون عاشوا بجوار بعضهم البعض مسلميهم ومسيحييهم ومسلميهم ويهودهم أيام حارة اليهود فهل لا يستطيع أن يعيش المجتمع المصرى مسلميهم إخوانهم وسلفييهم ومسيحييهم بل وملحديهم بل وربما ديانات أخرى.

ما الذى يريد أن يوصله هذا النظام!؟

هل يريد أن يوصل رسالة مفادها أن القتل هو الحل.

أن التخلص من البشر هو الحل.

( هل فعلا موضوع المليار الذهبى حقيقة أم مجرد خيال).

القائد الحقيقى هو قائد التنوع.

السياسى الحقيقى هو من يسوس الناس.

وليس القائد هو من يقتل شعبه لمجرد أنهم مش على مزاجه أو أنهم ربما لا يحبونه...

الرئيس المصرى شخص يقتل كل من يختلف معه حتى لو كان من مؤيديه.

الرئيس المصرى يهجر من مصر كل من يختلف معه فى الرأى حتى لو كان من مؤيديه.

الرئيس المصرى يعتقل كل من يختلف معه فى الرأى حتى لو كان من مؤيديه.

وكما قلت من قبل هذا منهج لا يمكن إعتباره منهج سياسى عادى.

وأقل ما يوصف به أنه منهج شيطانى......

وكما قلت الشيطان حاضر بقوة فى قصة مصر وذلك لأن الأمر مازال ملتبسا على الكثيرين.

والدليل على ذلك أن البعض ممن سيقرأ كلامى ربما سيقول فى نفسه ( دى مبالغة)

(أصله بيكره الرئيس المصرى أو يمكن مش مستلطفه) ( أهو كلام...) ( مش للدرجادى)

( انت بس مزودها شوية) ( انت بس البتربط الأحداث ببعضها رغم أن مفيش حاجة ليها علاقة بالتانية ههههه)

( دا غير الجبناء المش عايزين يصدقوا حاجه عشان ضميرهم النايم أصلا يبقى مرتاح)

(دا غير الناس المش هتكلف نفسها أصلا أنها تقرأ أو تبحث)

(دا غير الناس طبعا المستفيدة ماديا ومعنويا من كل هذا)

وهذه الأصناف أحب والله أحذرها وأنا لهم محب : ستدفعون ثمنا أغلى من الناس الشجعان، فهناك مقوله تقول:

الجبان يموت فى موقف الشجاع ، فالجبان الذى عاش عمره يخشى المعارك ولا يدخلها حتى ولو كانت بالحق ربما هو من يتلقى رصاصة بالخطأ فى رأسه.

وأما الشجاع الذى عاش عمره يخوض المعارك ربما كان فى فراشه ولم يسقط فى معركة.

ومن ذلك قول خالد بن الوليد وهو القائد الشجاع المغوار؛

يقول لقد خضت معارك كثيرة وما من شبر فى جسدى والا فيه طعنة برمح أو ضربة بسيف وها أنا ذا أموت على فراشي كالبعير ( إنه كان يريد أن يموت شهيدا فى أحد المعارك ومع ذلك مات على فراشه)

ويجب هنا أن نتطرق مرة أخرى إلى شئ غاية فى الخطورة والغرابة:

وهو كلام ( كامل الوزير ) أمام مجلس الشعب !؟

هل تعلم أخى المواطن المصرى المسكين والمغلوب على أمره:

أن مجلس الشعب لم يطلب أصلا استدعاء كامل الوزير!؟

هل تعلم أخى المواطن المصرى المسكين والمغلوب على أمره:

أنه لم يقدم أى عضو من أعضاء مجلس النواب إستجواب لوزير النقل ( لأن هذا خط أحمر...)

هل تعلم أخى المواطن والمسكين والمغلوب على أمره:

أن كامل الوزير بنفسه هو من طلب المثول أمام مجلس النواب وهى الجهة الرقابية ولم يخف من تعنيف النواب ولا من أن يسحبوا منه الثقة ولم يخف من أن يحرجوه أمام الجماهير.

والسؤال الجوهرى هنا:

لماذا طلب وزير النقل المثول أمام مجلس النواب بنفسه ( وهذه أول مره فى التاريخ يذهب وزير بنفسه إلى جهة منوطة بمحاسبته!!!!)

الإجابة هى:

جلس كامل الوزير مع صديقه السيسى ووضعوا خطة غاية فى الذكاء.

وهى أن يذهب إلى مجلس الشعب ويقول الآتى:

أن السبب فى هذه الحوادث هم الإخوان ( الهم أصلا فى السجون) ولكى يكون الأمر محبوكا أكثر : سنضيف معها عناصر إثارية وشوية تحابيش أخرى.

وكدة كدة : الرجالة الفى مجلس الشعب تحت السيطرة وكلهم سيوجهون لكامل الوزير الشكر بدلا من المطالبة بعزله.

وقد تمت الخطة الشيطانية:

وكما قلت من قبل الشيطان بنفسه حاضر فى قصة مصر.

لأنها قصة خداع إستراتيجي لم يحدث فى التاريخ.

وفى النهاية يجب هنا أن ننوه إلى أن منهجية حكم مصر فى عصر السيسى تعتمد على الأركان الآتية:

الجباية:

حتى يتم إرهاق المواطن ماديا ولكن الشعب المصرى مازال صامدا حتى الآن على هذه الحرب وذلك بفضل التعاون الغريب بين طبقات المجتمع المختلفه فالكل يسلف الكل.

إرساء مبدأ الظلم بدلا من مبدأ العدل:

ومنه كلام الرئيس المصرى نفسه: لو مديرك ظلمك اشتغل أكثر ولا تحاول رفع الظلم عنك.

يجب أن نركز فى كلام الرئيس المصرى لأن هذا الرجل من أخطر ما يكون وهذا من وجهة نظرى المتواضعة وهذا كان أيضا رأى جهاز المخابرات العامة على ما أعلمه خاصة قبل ذبح الجهاز.

ومنه: (الإعدامات بالجملة).

ودون توافر أصلا أدلة كافية تفضى للإعدام فهو حتى أن الجريمة المتهم فيها عشرات الأشخاص يتم فيها إعدامهم جميعا رغم أن القانون الطبيعى يقول أنه من المؤكد أن كل شخص كانت مشاركته مختلفه عن الآخر لذا فمن الطبيعى أن يكون الحكم مختلفا.

فعلى سبيل المثال لا الحصر ؛ ( ايام أن كانت مصر دولة ولها قضاء).

فى قضية قتل السادات والتى أتهم فيها الكثيرون وكانت مصورة صوت وصورة مباشر على التليفزيون المصرى لم يتم إعدام كل المتهمين وذلك لأنه كان هناك قضاء نزيه وكانت هناك دولة.

ومنه؛

الإرهاب ( نشر الخوف والرعب )

وهذا نجد أثره فى الخوف الذى تملك قلوب أغلب الناس.

ومنه القتل خارج إطار القانون.

والإختفاء القسرى والذى توقف كثيرا بعد التخلص أصلا من العناصر الناشطة فى بر مصر كله.

ومنه مثلا ٧٠ ألف مصرى فى تركيا لا يتم تجديد جوازاتهم وهذه سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر منذ عصر الفراعنة فدائما ما كان يتم احترام المواطن المصرى مهما كان توجهه.

فمعظم الإخوان الذين لديهم جنسية أمريكية وكانوا فى السجون إشترط عليهم الرئيس المصرى تنازلهم عن الجنسية المصرية حتى يتم الإفراج عنهم وفعلا حدث ذلك مع الكثيرين وتنازلوا عن الجنسية المصرية وقبلتهم أمريكا.

فإذا كانت أمريكا تحترم مواطنيها والحاصلين على جنسيتها حتى لو كانوا هندوسا أو إخوانا أو حتى يعبدون الشجر والحجر فلماذا الرئيس المصرى لا يحترم المصريين حتى لو كانوا مسلمين ( والإسلام هو الدين الرسمى للدولة)

إلا إذا أصبحت مصر بشعبها وأجهزتها وشرطتها وقواتها المسلحة وجهاز مخابراتها العامة وجهاز مخابراتها الحربية كل هذا أصبح عبارة عن شخص واحد هو الرئيس المصرى فقط,

فمن يخالفه الرأى يعتبر غير مصرى!؟

إن الذى يحدث فى قصة مصر هو قمة العبث والذى لم يحدث فى التاريخ حتى فى الفترات الأكثر ديكتاتورية.

ومنه مثلا كلام كامل الوزير عن عناصر إثارية فى السكة الحديد وهو فى إعتقادى عملية تمهيد لقطع أرزاق الناس وفصلهم من شغلهم ( وهو ما يتقاطع مع مبدأ نشر الظلم)

فبدلا من البحث عن هذا العنصر الإثارى الذى ذكره كامل الوزير والذى قام بعمل حادثة القطار على حد زعمه !

فإنه سيتم إستخدام هذا الحدث لقطع أرزاق الكثير من الشرفاء والطيبين والمحترمين فى هيئة السكة الحديد!

وكما قلت من قبل : مصر تتعرض لأكبر عملية خداع استراتيجي حدثت فى التاريخ

التعليقات (0)