د. سعيد غلاب : دور قرينة رئيس الجمهورية

profile
  • clock 11 يوليو 2021, 6:53:35 م
  • eye 816
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في مصر . وعقب انتهاء حكم الأسرة الحاكمة الدخيلة من الأسرة العلوية التي أضرت بالبلاد والعباد عبر ١٤٧ سنة انتهت باحتلال بريطاني بغيض استمر ٧٤ سنة لم يتصد له من حكام مصر الأجانب . سوى الخديوي عباس حلمي الثاني الذي خلعه الإنجليز للتخلص منه ... وهو تقريباً الوحيد في هذه الأسرة الذي بتعاونه مع مصطفى كامل وتشجيعه لكل ما هو ضد الاحتلال .. كان له الدور الإيجابي مما أدى لخلعه وتعيين عمه السلطان حسين كامل ... وبالطبع دور إبراهيم والد جده العسكري أيضاً كان إيجابياً.. مع بعض الإنجازات الطفيفة لجده إسماعيل وأيضاً للجد الكبير الألباني مؤسس هذه الأسرة محمد علي .. وما دون ذلك فقد ابتلي الشعب العربي المصري بهذه الأسرة الدخيلة ... وعاد الحكم للمصريين بعد أكثر من ٢٠٠٠ سنة .. وبالعودة لدور زوجة الرئيس ... فقد كانت السيدة الجليلة قرينة الرئيس عبدالناصر كبيراً في دعم زوجها لدوره في مصر وأمته العربية .. دون أن تكون متدخلة بشيء أو بآخر في الحكم .. ولعبت دور سيدة البيت الرائع الذي كان بالتأكيد له العون في بيت الرئيس واطمئنانه وتفرغه لإدارة شئون البلاد ... ولم يزد دور السيدة الجليلة تحية عبدالناصر .. أكثر من دور المرأة الشرقية التي لم يعرف المصريون يومئذ لها صوت أو حتى إسمها .. إلا في استقبالات رسمية لزوجة الرئيس اليوغسلافي تيتو ... وبعد رحيل الزعيم ناصر ... أتى السادات الأول ... ولعبت زوجته جيهان دوراً واضحاً وكان لها الدور الاجتماعي في مصر ولمسه الجميع ... 

إلا أنها تدخلت في الشئون السياسية وفي العديد من القرارات .. حتى في تعيين بعض الوزراء ورجال الدولة من الوزراء والمحافظين بل وعزلهم  ... ولها دورها في حقوق المرأة .. وقد أنصفت الكثير من الحالات والمشكلات التي كانت تصل إليها .. حتى أنها كانت تعالج الكثير من أفراد الشعب على حساب الدولة في الخارج .. ولي صديق شخصي تم معه ذلك وهذا بالتأكيد يحسب لها ... لكن هذا لا يعفي من  حدوث بعض التجاوزات غير المنصفة .. بل استخدمت استغلال النفوذ.. وبعد اغتيال زوجها .. بالطبع جاءت وصيفتها التي كانت لا تفارقها بل وكانت ظلها في الحركة وهي زوجة الرئيس الجديد مبارك ... وتحركت سوزان على كافة الأصعدة وبشكل فج .. وتجاوزت في كل شيء وتدخلت في كل كبيرة وصغيرة .. حتى وصل الأمر إلى إعداد إبنها جمال مبارك لتولي الحكم بالتوريث في آخر عهد زوجها  ... بل وصارت نقطة خلاف بينها وبين الرئيس .. حيث أرادت توريث الحكم للوريث على حياة عين أبيه ... لأنها كانت تعلم أن الجيش المصري يرفضه ليس لأنه توريثاً يخالف الدستور والنظام السياسي الجمهوري ولكن لأنه مدني .. وهم لديهم عقيدة سياسية أن الحكم لابد وأن يكون لرجل عسكري .. وهذا تفكير غريب 🤔 .... شيئاً واحداً فقط يحسب لهذه السيدة الأخيرة وهو مشروع مكتبة الأسرة الذي تولى طبع أمهات الكتب وهي كنوز المعرفة في مصر ... وللأسف الشديد انتهى هذا الأمر بعد خلع مبارك الفاسد 

 بعد الثورة .. وغير ذلك أضرت سوزان مبارك بالبلاد ... حتى دورها الذي لعبته في تطوير حقوق المرأة تجاوز الشرع الحنيف ... مما أدى بالرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي منذ توليه سدة الحكم في البلاد إلى المطالبة بإعادة الأمور لنصابها حتى لا تتجاوز الشرع الحنيف وبشكل لا يؤدي إلى تفكيك الأسر .. حيث زادت معدلات الطلاق الشرعية وغير الشرعية بشكل فج أدى لعودة رجال الأزهر بل ونسائه بالمطالبة بتطبيق الشريعة الأسلامية بالنسبة للمسلمين في قانون الأحوال الشخصية وبما لا يظلم المرأة ولا حقوقها ... لأن الأمر وصل لعدم معرفة الزوج بأمر دعوى تطليق زوجته بخلع نفسها من ذمته الشرعية ... لدرجة بعض القضايا المثارة الآن في المحاكم مثال رجل مهندس كان يعمل بالسعودية ورفضت زوجته السفر معه ... بحجة أن أبناءها في المدارس للاستقرار... وكان يرسل لها شهرياً أمواله لإدارة شئون بيته ... وعندما عاد اكتشف أن زوجته متزوجة من سنوات بعد ان قامت بالتدليس بتطليق نفسها بقانون سوزان .. ودون علمه ... حتى انها أخذت بأمواله شقة اخرى لها وتزوجت دون علمه برجل آخر ... ذلك لأن قانون الخلع في مصر يتم تطبيقه دون علم الرجل في معظم الأحوال ويتم التدليس في هذه النقطة ... وإن كان الأمر في حقيقته الشرعية كما قالت الدكتورة سعاد صالح لابد وأن يعاد الأمر لصحة التطليق بنطق الزوج أمام القاضي بالتطليق ... وبعد تأكد القاضي بأن الزوج يعلم وأن ما قام به محامي الزوجة قد تم بشكل صحيح 

 ومن هنا كانت معظم قضايا التطليق بقانون سوزان باطلة من الناحية الشرعية ... وهكذا تسببت زوجة الرئيس في خلق مشاكل اجتماعية لا حصر لها ..  لأن هناك فرق بين حق المرأة وبين اللعب عليه مما يؤدي لظلم للزوج بل وتفكيك وصال الأسرة اجتماعياً  ..  وهكذا لعبت زوجة رئيس الجمهورية دورها في مصر في عهود ثلاثة ... واليوم العهد الرابع ... وزوجة الرئيس حتى وإن لعبت دوراً اجتماعياً لابد وأن يكون محدوداً للغاية . ولذلك كان من الغريب وغير المعقول أن يتم دفن جيهان السادات في مقابر شهداء حرب أكتوبر خاصة انها وزوجها الرئيس الأسبق خانوا دماء الشهداء في كامب ديفيد .. والأغرب ان يقام لها جنازة عسكرية وهي ليست من رجالات القوات المسلحة ... وهذه غلطة ثالثة بعد الغلطة الأولى بإقامة جنازة عسكرية للرئيس الذي خلعته ثورة الشعب المصري في ٢٥ يناير وهو قد حكم عليه حكم قضائي بات ونهائي في قضايا سرقة وتمس الشرف ... وغلطة رابعة ان يتم وضع إسمها على محور الفردوس ... لابد من التمييز وفهم دور المرأة زوجة الرئيس

والذي يجب ألا يتجاوز حدود دورها لأن الوظيفة لزوجها وليست لها ... إلا لو كانت هي رئيس الجمهورية ... وهنا يحق لها لعب دورها السياسي والاجتماعي ... لكن زوجة رئيس تمارس دوراً اجتماعياً وهي ليست موظفة مؤهلة دستورياً وقانونياً ولائحياً لذلك ... لأن وظيفة القيادة السياسية للرئيس فقط سواء كان رجلاً أو إمرأة.. وأنا اعتقد أنه سيأتي يوماً يتم فيه استخراج رفات السادات الأول وقرينته من ساحة شهداء الوطن ... حتى يتم تطهير أرض جمعت رفاتات شهداء الوطن في حرب أكتوبر الذي اضاع نتائجها السادات الأول.


التعليقات (0)