دورة زمن.. عجائب الأرقام في حياة القذافي

profile
  • clock 16 مايو 2023, 2:53:20 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لم تكن الأرقام في حياة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي مجرد صدفة بل يبدو أنها كانت من الغرائب التي رسمت الصورة الكاملة لحياة الرجل.

تتكرر الأرقام في إحداثيات حياته بفارق عقود طويلة، رأسها في البدايات ونهايتها في معادلات انصهرت مع تاريخ ليبيا الحديث وطبعت قسما واسعا منه.

وما بين تلك الأرقام، تنساب سنوات شكلت مسيرة الزعيم الراحل واختزلت المحطات المضطربة في نهاية حكمه التي وضعت حدا لحياته بصورة تراجيدية.

فالقذافي الذي ولد في العام 1942 حكم ليبيا لمدة 42 عاما، ومن المصادفات الغريبة أيضا أنه وصل إلى السلطة في 1969 وعاش 69 عاما حيث انتهى قتيلا على يد مسلحين في 2011.


 

المتتبع للرسم البياني لحياة القذافي لن يتأخر في اكتشاف نقاط الارتكاز الكثيرة التي شابتها، فهو ذلك الشاب الذي حل، في أكتوبر/تشرين الأول 1962، بمصراتة لمواصلة دراسته الثانوية، بعد طرده من مدارس سبها.

حل حينها بالمدينة الساحلية بعد طرده بسبب قيادته لمسيرة طلابية تنديدا بالانفصال بين سوريا ومصر، ومن تلك المدينة بدأ خطته للإطاحة بنظام الملك إدريس السنوسي.

ولم يكن يعلم أنه من تلك المدينة نفسها، سينطلق، بعد عقود طويلة مخطط الإطاحة به، حيث تم قتله في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، برصاص مسلحين من مصراتة بعد أن أسروه حيا في مدينة سرت، ثم تم نقل جثمانه إلى مصراتة.


 

وقبلها بقرن، وتحديدا في 1911، كانت ليبيا أول دولة تتعرض للقصف الجوي، بعد احتلالها من قبل إيطاليا وتهجير عدد كبير من أبنائها، وبعدها بـ100 عام، شهدت ليبيا نفس الحدث من قصف جوي خارجي وتهجير.

وفي العام 1970، قام القذافي بطرد القواعد الأجنبية، ومن الصدف أن أول قرار دولي يستهدف نظام الزعيم الراحل في 2011 كان تحت رقم 1970.


 

كما تزامن بدء القصف الجوي على ليبيا للإطاحة بالقذافي بالليلة الفاصلة بين 19 و20 مارس/آذار  2011 مع ذكرى بدء القصف الأمريكي للعراق لإسقاط نظام صدام حسين (في 2003).

وقبل اغتياله بأشهر، توقع القذافي مقتله "شهيدا في أرض أجداده"، وهو ما حدث حين كان ضمن رتل متوجه إلى مسقط رأسه في وادي جارف على بعد 30 كيلومترا جنوب غربي مدينة سرت الساحلية.

دورة زمن تختزل ملامح ليبيا التي تماهى قسم كبير من تاريخها المعاصر مع حياة القذافي، الرجل الذي صنعت الأرقام تقاسيم حياته فأعطت شارة انطلاقها، ثم كانت هي نفسها من منحت حكم النهاية.

التعليقات (0)