- ℃ 11 تركيا
- 3 ديسمبر 2024
ديفيد إغناتيوس يكتب: فريق ترامب المدمر للأمن القومي
ديفيد إغناتيوس يكتب: فريق ترامب المدمر للأمن القومي
- 15 نوفمبر 2024, 6:50:54 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الرئيس دونالد ترامب مع بيت هِجْسِث في البيت الأبيض في أبريل 2017. (أندرو هارنيك/وكالة أسوشيتد برس)
أعطى الناخبون الأمريكيون دونالد ترامب فوزًا قويًا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لكنهم لم يمنحوه أداة لتدمير المؤسسات العسكرية ووكالات الاستخبارات في البلاد، وهذا هو ما يثير القلق بشأن ترشيحات ترامب لبيت هيجسيث وتولسي غابارد كوزير للدفاع ومدير للاستخبارات الوطنية على التوالي؛ فكلاهما ليس مؤهلاً بأي شكل لتولي اثنين من أهم المناصب الإدارية في الحكومة.
هيجسيث وغابارد خطيبان متحمسان وعقائديان - مدمران بصراحة، أكثر من كونهما اداة بناء وإذا قبل مجلس الشيوخ تعيينهما، فقد يُلحِقان ضررًا برئاسة ترامب أكبر مما يمكن للديمقراطيين أن يفعلوه.
ترامب عاما معطل للوضع القائم، وقد أظهرت هذه المجموعة الأخيرة من الترشيحات (بما في ذلك مات جايتس لمنصب المدعي العام) أنه يأمل في الإطاحة بما يتصوره على أنه “الدولة العميقة”.
في ولايته الأولى، كان صوت ترمب أعلى من تأثيره، لكن الآن، يبدو أنه يجمع “حكومة حرب” لشن هجوم جاد على قيادة الجيش والمجتمع الاستخباراتي.
ترشيح هيجسيث خطير بشكل خاص، فقد بنى الرجل مسيرته على قناة فوكس نيوز من خلال انتقاد القادة العسكريين الكبار الذين سيوجههم عبر منصبه كوزير للدفاع.
كتابه الأخير، “الحرب على المحاربين”، يحتوي على هجمات شخصية ضد الجنرال تشارلز ك. براون الابن، رئيس هيئة الأركان المشتركة، والأدميرال ليزا فرانشيتّي، رئيسة العمليات البحرية، حيث يتهمهما، فعليًا، بأنهما وظّفا في موقعهما هذا لتحقيق التنوع وليس بسبب كفائتهما او استحقاقهما للمنصب.
يقول هيجسيث في كتابه: “لقد سيطر اليسار على الجيش بسرعة، ويجب أن نستعيده بوتيرة أسرع ويجب أن نشن هجومًا مباشرًا”.
ويصف ما يراه كروح الجيش الحالية بنداء تخيلي إلى اصحاب السلاح المشتركين معه في الأفكار: “لن نتوقف حتى تدير نساء سوداوات مثليات متحولات كل شيء في الجيش" وهذا في حد ذاته كلام مجنون.
هيجسيث لن يكون مديرا لحوار على قناة فوكس إذا تم قبول تعيينه من قبل مجلس الشيوخ، بل سيكون صاحب السلطة المطلقة لفصل أي ضابط عسكري لا يلبي المعايير السياسية لترامب.
صحيفة “وول ستريت جورنال” ذكرت أن فريق الانتقال الرئاسي يعمل بالفعل على صياغة أمر تنفيذي لتشكيل “مجلس المحاربين” لتقديم توصيات بأسماء الجنرالات والأدميرالات الذين يشملهم الفصل.
جاء في افتتاحية الصحيفة يوم الخميس التحذير التالي وهو صحيح: “الجيش ليس عدو السيد ترامب، وعقلية التطهير ستجلب مشاكل سياسية وتؤدي إلى إحباط في صفوفه”.
الأحاديث المستهترة عن محاكمة الجنرال المتقاعد مارك أ. ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، تضيف إلى الأجواء السامة الحالية حيث يعتبر ميلي هدفًا لهذا التيار لأنه وقف ضد التنمر من ترامب وأنصاره.
يتحدث هيجسيث كما لو أنه يشارك في حملة انتخابية ضد القادة العسكريين “اليقظويين” في عهد بايدن، لكنه بدأ الهجوم على سلسلة القيادة العسكرية عندما كان ترامب رئيسًا حيث دافع عن قائد البحرية إيدي غالاغر على قناة فوكس نيوز، والذي أدين بسوء السلوك في أفغانستان، وساعد في إقناع ترامب بإنقاذ غالاغر. كان ذلك نذير سوء، مدفوعًا بالازدراء للقادة العسكريين، وليس بدافع التنوع والتعددية في الجيش.
بدأ ترامب بتعيينات معقولة لفريقه للأمن القومي وتمثلت في السيناتور ماركو روبيو والنائب مايكل والتز، وكلاهما من فلوريدا، وهما اختياران قويان لمنصب وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي وكلاهما عمل مع الديمقراطيين في قضايا الدفاع والاستخبارات، ولن يجعلا حلفاء وشركاء أمريكا يهرعون نحو الخروج.
روبيو، مثل معظم الجمهوريين، جُرف في إعصار ترامب، لكنه عمل بفعالية كنائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ مع الرئيس مارك وارنر (ديمقراطي-فيرجينيا)؛ وفي السر، يُقال إنه داعم قوي لنضال أوكرانيا لمقاومة غزو روسيا. إنها علامة على عقلانية روبيو الذي يقال إن اليمين المتطرف الداعم لترامب يريد تعطيل ترشيحه.
والتز هو اختيار مفاجئ، لكنه ليس اختيارًا سيئًا، فمع خدمته كقائد في العراق وأفغانستان وصاحب أربع نجمات، فإنه يتمتع باحترام عالٍ في مجتمع العمليات الخاصة، وفقًا لرئيس سابق لقيادة العمليات الخاصة ولم يكن مجرد صوت مؤيد لترامب، خلال ثلاثة فترات كعضو في الكونغرس من فلوريدا، بل عمل مع الحزب الديمقراطي في بعض القضايا.
لكن كمستشار للأمن القومي، ستواجه والتز تحديات أكبر بكثير حيث يتطلب هذا المنصب تنسيق القوة الهائلة الظاهرة والخفية للحكومة الأمريكية - “الوكالات” - لتحقيق أهداف السياسة الخارجية والأشخاص الذين نجحوا في هذا المنصب - مثل هنري كيسنجر، وزبيغنيو بريجنسكي، وبرنت سكوكروفت، وستيف هادلي، وجيك سوليفان - قضوا سنوات من التدريب لذلك نأمل أن يكون والتز متعلمًا سريعًا ولديه فريق عمل جيد.
جون راتكليف، الذي اختاره ترامب ليكون مديرًا لوكالة الاستخبارات المركزية، من غير المتوقع أن يتعامل بأسلوب عنيف. لقد كان خاضعًا لترامب عندما شغل منصب مدير الاستخبارات الوطنية عام 2020، لكنه لم يقوض الوكالات الثماني عشرة التي أشرف عليها.
أكبر مشكلة سيواجهها راتكليف هي وقف نزيف الضباط الكبار في وكالة المخابرات المركزية الذين يخبرون زملاءهم بأنهم لا يستطيعون تحمل أربع سنوات أخرى من خدمة ترامب - والحفاظ على علاقات الشراكة مع الشركاء الاستخباريين الأجانب الذين يتساءلون عما إذا كانت أمريكا حليفًا موثوقًا.
لكن غابارد هي خيار غريب لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية.
يجب أن يكون هذا المنصب لشخص محترف في الاستخبارات لديه ما يكفي من الخبرة لمراجعة ميزانيات وأولويات مجتمع الاستخبارات الذي، بصراحة، ضخم للغاية ويصعب إدارته.
تتوقع أن يكون لأي مرشح لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية سجل في الوقوف بحزم ضد أعداء أمريكا على الأقل، لكن ليس غابارد، فقد زارت الرئيس السوري بشار الأسد عام 2017، وأعربت عن شكوكها بشأن الأدلة المثبتة جيدًا على أن الأسد استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه، وادعت لاحقًا أن “حقيقة لا يمكن إنكارها” هي أن أمريكا مولت مختبرات للأسلحة البيولوجية في أوكرانيا، رغم أن منتقدين قالوا إنها تردد دعاية الكرملين.
يبدو أن جاذبية غابارد بالنسبة لترامب هي أنها تشاركه رؤيته بأن الولايات المتحدة خاضت حروبًا كثيرة جدًا.
خلال حملتها غير الناجحة للترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي عام 2020، نددت بـ “عقيدة سياسة تغيير الأنظمة من بوش-كلينتون-ترامب، للإطاحة بالدكتاتوريين في دول أخرى، وإرسال "إخوتي وأخواتي في الجيش إلى المخاطر لخوض حروب تقوض أمننا القومي وتكلفنا آلاف الأرواح الأمريكية”.. هذه وجهة نظر ترامب أيضًا.
ترامب لا يريد حربًا - إلا، ربما، مع الصين وإيران، فمعظم مرشحيه، الجيدين والسيئين والقبيحين، لديهم آراء متشددة بشأن بكين وطهران.
هذان البلدان في دائرة الاستهداف، لكن من المؤسف أن يكون الاستهداف قد شمل الضباط العسكريين والاستخباراتيين الأمريكيين لان هذا بالتأكيد ليس ما أراده الناخبون في 5 نوفمبر.