د. محمد إبراهيم المدهون يكتب : حمـــــ,ـاس34 المقــاومـــة (7)

profile
د. محمد إبراهيم المدهون كاتب ووزير فلسطيني سابق
  • clock 15 ديسمبر 2021, 9:19:45 م
  • eye 593
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

حماس34 دخلت في أتون قضية الصراع المركزية في العالم من أوسع الأبواب، عبر المواجهة السريعة والمباشرة مع الإحتلال قبل 34 سنة، من خلال مساهمتها المباشرة في إنطلاق انتفاضة الحجارة في العام 1987م، وحماس34 انبثقت من رحم الإخوان المسلمين الفلسطينيين، الذين لهم تاريخ لا تخطؤه العين في فلسطين وقضيتها عبر مراحل متعددة، واستعادت بزخم متزايد روح القسام، واستطاعت الحفاظ على الإرث الثقيل وقدمت مستويات تضحية متزايدة برؤية واضحة.


حماس34 قبلت التحدي بفوزها في انتخابات 2006م، وأدارت الشأن السياسي والمجتمعي والخدمي لعقد كامل، واستمرت في عطائها الوثاب واخلاصها المتفاني وواجهت 6 حملات عسكرية شرسة فضلا عن المعارك بينها، وكانت أول من قصف "عاصمة الكيان "، وأنجزت ملحمة وفاء الأحرار، وزلزلت جيش العدو برعب مدينة الأنفاق ومديات الصواريخ المتزايدة وحالة الصمود والثبات الملحمي، وشكلت من غزة "قلعة صمود" راسخة. وغزة اليوم وطرقها المعبدة باضطراد رغم الحصار والتزايد في المدارس والمستشفيات والعيادات والملاعب والأعداد من المستفيدين اجتماعياً وبرامج التشغيل وحالة الاحتضان والالتصاق المجتمعي بمشروع المقاومة يؤكد نجاح نسبي لاستراتيجية #حماس34 في غزة "يد تبني ويد تقاوم"، وكان سيتعاظم هذا النجاح ضمن مشروع شراكة وطني.


حالة الحصار الشرس والاستعداء اللاأخلاقي والشيطنة الاعلامية وتأثيرات ذلك على الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني أرهقت الشعب الفلسطيني وضاعفت الثمن الباهظ لإرادة التحرر والكرامة، وكان هذا جزء من مشروع الاحتلال في "كي الوعي" بعد هزيمته في معركة "تغيب الوعي". ورغم ذلك واصلت #حماس34 المشوار إلى منتهاه وقبلت التحدي الذي يشكل رافعة لمشروعها الحضاري ودفعت الثمن باهظاً من رجالها ومالها في اطار قيادتها لرأس حربة مشروع يمثل مركزية الصراع في العالم. ومشروعها التحرري أصبح في قلب المعركة وفي مواجهة صريحة أمام المشروع الصهيوني الاستيطاني، ولذلك تأثير #حماس34 يتجاوز المدى الجغرافي لفلسطين لتشمل خارطة العالم.


ترى حماس34 ضرورة مواصلة مشوار معركة التحرر التي لم تنته بعد، خاصة بعد تحدي صفقة القرن وإعلان ترامب الفج "القدس عاصمة (إسرائيل)" متقدمًا في مشروع تصفوي يتعمق للقضية. قاتلاً بذلك أوسلو ومشروع حل الدولتين، ولذا فإن القضية الوطنية ما زالت في إحدى محطاتها وما زالت تتصاعد، ولا مبرّر للتكهّن بأنها سوف تتوقّف قبل إنجاز الهدف الأعلى لأيّ حرب تحرير: الاستقلال الوطني، ودم الشهداء الفلسطينيين اليوميّ والجماهير المحتشدة خلف المقاومة وحده الدليل على انفتاح المعادلات حتى الحدود القصوى، و#حماس34 بذلك تنجح روايتها السياسية للصراع، وتسقط رواية التسوية السياسية. الظالمة لشعب فلسطين.

التعليقات (0)