العامل المشترك بين عبيد الأندلس وعبيد الصهاينة فمن الأشرف؟

د ناصر محمد معروف يكتب: دماء شهداء جنين وقود ثورة ستطال عبيد اليهود بإذن الله

profile
د. ناصر محمد معروف نائب رئيس دائرة القدس رابطة علماء فلسطين
  • clock 8 مارس 2023, 12:17:42 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

جرت العادة في الأندلس مابين القرن الثامن الى الحادي عشر، استخدام العبيد للاغراض الحربية، على العموم، ولعب العبيد على الدوام دورا هاما في فتوحات الجيوش الاسلامية ، التي استطاعت تجنيد مقاتلين متمرسين من العبيد لاستخدامهم في الحروب الداخلية، حيث إن المسلمين يترددون في القتال ضد اخوانهم المسلمين، ولذلك كان الخليفة يُفَضِّل القاء عبء هذا الامر على عاتق العبيد ، إذ أنهم مصدر طمأنينة اكبر للخليفة الحاكم، حيث لاتربطهم علاقات وعادات العشيرة ، وإنما فقط مصالحهم الخاصة التي تتلخص في كسب اكثر مايمكن من المال والمكافآت وتامين المستقبل الفردي، خصوصا وإن أغلب العبيد ، يجري تربيتهم على الولاء المطلق لسيدهم الذي يقتل بسيفهم اولادهم وإخوانهم.

هذا ما نراه اليوم يتكرر في السلطة الفلسطينية ، حيث إن الكرسيُّ والمال والمنفعة الشخصية جعلت من هؤلاء عبيداً للإحتلال ، حتى أصبحوا سيفاً وبندقيةً لعدوهم ضد أبنائهم وإخوانهم ، ولكن الفرق بين عبيد الصهاينة وعبيد الأندلس ، أن عبيد الأندلس كانوا يُسْتَخْدمون لترسيخ وحدة الأندلس الإسلامية ، أما عبيد الإحتلال فيُسْتَخْدمون لتشتيت شمل أهلهم ، بل وقتل اولادهم واهلهم لصالح عدوهم مقابل دراهم معدودة.

إن ما جرى اليوم في جنازة الشهيد وما يجري في تسليم المقاومين لهو خِسَّةٌ ما بعدها خِسَّةٌ ، وإن هذا يستوجب أن تُلْفَظَ هذه الفئة الأجيرة وتُجْتَث من بيننا ، فلا يُعقل أن يكون بيننا أبو رغال الذي لفظته الشعوب على مدار الزمان كما لفظته الأرض حتى أصبح قبره للرجم والشتيمة.

إن مثل هذا الشعب الذي ضحى على مدار أكثر من مئة عام ولا زال يعاني ويصارع عدوه وحده ، يجب أن تُرفع له القبعات ، فقد أرهق عدوه ، وأوشك أن يدحره   ولولا الخيانة في كل مرة لتَطَهَّرت هذه الأرض من عدوان المجرمين منذ زمن بعيد ، لكنها المأساة التي كلما عجز الإحتلال عن قهر هذا الشعب قام عبيدهم بدور الشرطي واليد الطولى لهم ليوئد عزائم هذا الشعب ، وكأنه قد كُتب عليه أن يواجه عدوانين كلاهما مرٌّ، عدوه الخارجي والعدو الداخلي.

رغم ذلك ، فإن بارقة الامل بالخلاص من هذا العدو أصبح أقرب من حبل الوريد ، وإن اشتعال جميع الساحات في السجون وفي مدن الضفة وقراها ، وفي مدينة القدس ، وكذلك ساحة سكان العدو المجرم ضد حكومتهم ، لتؤذن بزوال هذا الكيان وزوال ملكه.

فوالله إنها سفينة خيار شعبنا ، وإنها سفينة النجاة ، فمن ركبها فاز ، ومن حاول تأخيرها وعرقلة طريقها فحتما انه الخاسر ، وسيجد نفسه في مقابر الملعونين المرجومين.
حسبنا الله ونعم الوكيل
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)